.

.

.

.

20‏/2‏/2017

دمعةٌ مصلوبة ... عمَّار السّبئي



💧
دمعةٌ مصلوبة
 ----------------------------

ما ماتَ حُلمٌ ذاتَ حينٍ ودَّعَكْ
 أو غابَ ربٌّ عينُ حكمتِهِ معَكْ

فافتحْ فؤادكَ للهمومِ جميعِها 
 حتّى تصيحُ تعجبّاً...ما أوسعَكْ!!

وإذا وجدتَ اليأسَ يفرضُ نفسهُ
 فاصرخْ بوجهِ سوادهِ...منْ شرَّعَكْ؟؟

كفكفْ دموعَكَ ربّما تحتاجُها 
 إنْ عادَ حُلْمٌ ضائعٌ كي يرْفعَكْ

ستذوقُ من كفِّ الزَّمانِ سكاكِراً 
 مهما من الصّبِرِ المعتَّقِ جرَّعَكْ

أشلاءُ روحِكِ سوفَ يجمعُها معاً
 قدَرٌ على سِنِّ المآسي وزَّعَكْ

هل سوفَ تمكثُ هكذا متجهِّماً
 في ساحةِ الأيّامِ ترْقبُ مصْرعَكْ؟

أعتقْ لأجلكَ بسمةً محبوسةً 
 واصلبْ على رمشِ التصبُّرِ أدْمُعَكْ

ما عادَ منْ أحدٍ يضمُّكَ حضنُهُ
 فاحضنْ إذا ما اشتدَّ بردُكَ أضْلُعَكْ

ما ضاعَ مأنوسٌ قلاكَ وإنَّما 
 لشقاءِ حظٍّ أنَّهُ قدْ ضيّعَكَ

دعْ عنكَ من كانَ التقاعسُ طبعَهُ 
 من ليسَ ينفعُ نفسَهُ لنْ ينْفعَكْ

حدّقْ بعزمكَ صوبَ نورٍ ساطعٍ
 وارسمْ على سطحِ الثريَّا مهْجعَكْ

فلأنتَ مشروعٌ لنجمٍ واعدٍ 
 والكلُّ يوماً سوفَ يحسِدُ مطْلعَكْ

أقبلْ على قممِ النجاحِ بلهفةٍ
 وكأنَّ لا شيئاً سيرضي مطْمعَكْ

ما دمتَ ترنو للسّحابِ كطائرٍ 
 إنْ لمْ تجدْ حبْلاً تسلَّقْ أذْرُعَكْ

لا يُفرحنَّكَ طعمُ شهدٍ ذقتَهُ
 أو يُؤسفنَّكَ حدُّ سيفٍ قطَّعَكْ

كمْ كنتَ تخشى جرحَ سهمٍ لمْ يكنْ 
 إلا خيَاطاً من ثباتٍ رقَّعَكْ

وغدَاً إذا ما صرتَ في أفقِ العُلا 
 ونظرتَ في ماضٍ عتيقٍ أوجعَكْ

ورأيتَ كيفَ السّعدُ أردى أهلَهُ
 ورأيتَ كيفَ الحزنُ أضحى مدْفعَكْ

فلسوفَ تلعنُ كلَّ صبحٍ خادعٍ
 ولسوفَ تشكرُ كلَّ ليلٍ جمَّعَكْ

--------------------------------
 عمَّار السّبئي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق