.

.

.

.

2‏/11‏/2016

يا نسمة الفجر.....محمد الصالح بن يغلة


يا نسمة الفجر
.

أنا يَا نسْـمــــــةَ الفجـــــرِ...
لقـدْ أصْبحـتُ كالصَّخـــرِ
*
بــلاَ دمْــــــــعٍ وَ لاَ قلْـبٍ 
ولَا فكْـــــرٍ و لَا صبْــــرِ
*
أعيشُ كأنَّنِـــــي شجَـــــرٌ
بـــلاَ رُوحٍ و لاَ زهْــــــرِ
*
غصُونِـي كلُّهَــا احْتـرقتْ
منَ الويْـــلاتِ وَ الجمْـــرِ
*
أنا من خَـــانــــهُ زمَــــنٌ
قضَيتُ العمْــــرَ فِي أسْـرِ
*
ترَكتُ الحلْـــمَ في قفَــصٍ
وكمْ أمشِـي و كمْ أجْــرِي
*
بــلاَ حلْــــمٍ و تسْحقُنِــــي 
ريَــاحُ الظّلْـــمِ و الغـــدْرِ
*
ولـــولَا شمْعــــــةٌ وقفَـتْ
بكــلِّ الحُــــبِّ وَ العطْـــرِ
*
لكنْتُ اليَــــــومَ أغْنيــــــةً
علــى أنغامِهَـــــا قبْـــرِي
*
لقـــدْ ودَّعْــتُ أجْنحَــــــةً
و أمْضِــي هَكَــذاعمْــرِي
*
وفِي أعْمــــاقِ ذاكِرتِـــي
أرَى يا نسْمتِـــي بـــدْرِي
*
وُجُــــوهٌ لمْ تــــزلْ قمَـرًا
يُضِيئُ الشَّمسَ في شِعْرِي
*
هــــمُ الآثَـــــارُ مَـا بقِيتْ
فكيفَ أخُـونُ يا صـدْرِي ؟
*
أنا منْ روْضِهــــمْ نغَــــمٌ
و ألــفُ قصيـــدةٍ تغْــرِي
*
أنا من ظلِّــهِــــــمْ قبَـــسٌ
و آيَــــــاتٌ منَ الطُّـهْــــرِ
*
سأرْسـمُ منْ دمِـــي وطنًـا
و رغْمَ الجُــرحِ وَ القهْــرِ
*
ذكرْتـكِ نسْمتِـــي شَجنًـــا
فهَــــــاجَ القلْـبُ بالفكْــــرِ
*
غمَـرتِ حيَاتنَــــا سفُنًــــا
وبَـــاقــــاتٍ منَ السِّحْـــرِ
*
أحبُّـــــكِ دائمًـــــا أبـــــدًا
خُــذي ما شئْتِ منْ مهْــرِ
*
أنا لــوْلاكِ ما انْفطَــــرتْ
حرُوفـي اليَــــومَ كالزَّهْـرِ
*
ولاَ فجَّـــــــــــرتُ أوْرِدةً
لأسْقِـيَ منْ دمِـي خمْـرِي
*
سأبْقَـــى شمْعـــــةً هرَبتْ
وفِي الآفــــــاقِ كالطَّيْـــرِ
*
أنا لَا لـمْ أمـــتْ أبــــــــدًا
سيبْــــدأُ منْ هُنـــا دَوْرِي
*
إذا أبْحــــــــرتُ قافيَـــــةً
فبعضُ عيُونهَـــا سِــــرِّي
*
سـألبسُ ثوبَهَـــــا أمـــــلاً
و أنقشُ حبَّهَـــا العُـــذْرِي
*
لقــدْ أهديتُهَـــــــا زمنًــــا
شبابِــــــي بـلْ منَ التِّبْـــرِ
*
فكُونِـــي بعْدمَـا انْفجــرَتْ
قُلوبًــــا ليْتهَــــــا تـــدْرِي
*
بأنِّــــي فــــوقَ أغْنيَتِـــي
شَهيــدٌ وَ الدِّمَـــا سَطْـرِي

محمد الصالح بن يغلة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق