.

.

.

.

16‏/4‏/2016

طه .../ شعر : سعيد أحمد يعقوب/الأردن




مَـنْ ذَا يُـطَاوِلُ فِـيْ الـمَكَانَةِ طَه ... وَالشَّمْسُ تَقْبِسُ مِنْ سَنَاهُ سَنَاهَا
ذَاكَ الـذِيْ أَحْـيَا الـنُّفُوسَ بِـنُورِهِ ... وَهَـدَى إِلَـى سُبُلِ السَّلام خُطَاهَا
ذَاكَ الــذِيْ يُـرْجَـى لِـيَـوْم ٍ لا نَـرَى ... مَـالاً بِـهِ تُـفْدَى الـنُّفُوسُ وَجَـاهَا
هُــوَ أَحْـمَـدُ الـمُـخْتَارُ أَعْـظَمُ نِـعْمَةٍ ... لِـلنَّاسِ رَبُّ الـنَّاسِ قَـدْ أَعْـطَاهَا
الــرَّحْـمَـةُ الــمُـهْـدَاةُ لِـلـدُّنْـيَـا وَأَهْـلِـيـهَا فَـسُـبْـحَانَ الـــذِيْ أَهْــدَاهَـا
بِــأَبِـيْ وَأُمِّـــيْ يَـــا رَسُـــولَ اللهِ يَـــا ... مَـــنْ إِنْ أَطَـعْـنَـاهُ أَطَـعْـنَـا اللهَ
بِـأَبِـيْ وَأُمِّــيْ ..... مَــا أَقَـلَّ لَـكَ الـفِدَا ... وَالـنَّفْسُ تُـعْظِمُ أُمَّـهَا وَأَبَـاهَا
بَــلْ أَفْـتَـدِيكَ بِـمُـهْجَتِيْ بَــلْ بِـالْـوُجُودِ بِـأَسْـرِهِ أَوَ لَـسْـتُ أَفْــدِيْ طَـهَ
يَــا أَحْـمَـدُ الـمُـخْتَارُ جِـئْـتُكَ مَـادِحَـاً ... عَـلِّـيْ أَجِــيءُ بِـلَـفْظَةٍ تَـرْضَاهَا
فَـرِضَاكَ أَسْـمَى مَـا تَـمَنَّتْ مُـهْجَتِيْ ... وَالـنَّفْسُ تَـطْمَعُ أَنْ تَـنَالَ مُنَاهَا
فَـاعْـذِرْ رَسُــولَ اللهِ إِنْ هِــيَ قَـصَّرَتْ ... وَعَـلا الـحَيَاءُ جَـبِينَهَا وَكَـسَاهَا
                      *************                    
يَـــا شَــمْـسَ دُنْـيَـانَـا وَبَـــدْرَ دُجَــاهَـا ... يَــا قِـبْـلَةَ الأَرْوَاحِ يَــا نَـجْـوَاهَا
يَـا لَـيْتَنِيْ أُعْـطَى حُـرُوفَاً غَـيْرَ مَـا ... عَـرَفَتْ شِـفَاهُ الـنَّاس فِيْ دُنْيَاهَا
صِيغَتْ مِنَ النَّجْوَى الرَّقِيقَةِ فِيْ الهَوَى ... بِعُيُونِ مَنْ تَهْوَى لِمَنْ يَهْوَاهَا
حَـتَّـى تَـلِـيقَ بِـمَدْحِ أَحْـمَدَ مَـنْ بِـهِ ... سُـرَّ الـمَدِيحُ مِـنَ الـفَخَارِ وَتَـاهَا
                         *************                        
يَــا خَـيْـرَ مَـبْـعُوثٍ بِـخَـيْرِ رِسَـالَـةٍ ... مَــا كَــانَ أَعْـظَـمَهَا وَمَــا أَسْـمَاهَا
مَــاذَا أُعَــدِّدُ مِــنْ صِـفَـاتِكَ إِنَّـهَـا ... لَـتَـجِلُّ عَــنْ إِحْـصَـاءِ مَـنْ أَحْـصَاهَا
فَــهُـوَ الأَمِــيـنُ وَهَـــلْ هُــنَـاكَ أَمَــانَـةٌ ... إِلا إِلَـــى أَصْـحَـابِـهَا أَدَّاهَـــا
وَهُــوَ الـجَـوَادُ فَــإِنْ أَسَـالَ يَـمِينَهُ ... غَـرِقَتْ بِـحَارُ الـجُودِ وَسْـطَ نَـدَاهَا
وَهُـــوَ الــوَفِـيُّ فَـلَـيْـسَ يُـعْـطِيْ ذِمَّــةً ... إِلا أَقَــامَ حُـدُودَهَـا وَرَعَـاهَـا
وَهُـوَ الـشُّجُاعُ وَإِنَّـمَا أُسْدُ الشَّرَى ... فِيْ الحَرْبِ تَجْبُنُ حِينَمَا يَغْشَاهَا
وَإِذَا أَتَــى أَعْــدَاءَهُ ذِكْــرُ اسْـمِـهِ ... هُـزِمَـتْ بِــهِ مِــنْ قَـبْلِ أَنْ يَـلْقَاهَا
وَهُـــوَ الـشَّـريـفُ فَــمَـا هُـنَـاكَ فَـضِـيلَةٌ ... إِلا تَـجَـسَّدَ عِـنْـدَهُ مَـعْـنَاهَا
أَخْــلاقُــهُ رَوْضٌ فَــمَــا مِــــنْ مُـقْـلَـةٍ ... ضَـافَـتْـهُ إِلا بِـالـجَـمَالِ قَــرَاهَـا
                   ***************                       
كُـنَّـا قَـبَـائِلَ قَـبْـلَ بَـعْـثَةِ أَحْـمَـدٍ ... تَـجْـرِيْ ضَــلالاً كَـيْـفَ شَـاءَ هَـوَاهَا
الــثَّـأْرُ يَــأْكُـلُ قَـلْـبَهَا وَالـظُّـلْمُ يُـثْـقِلُ ظَـهْـرَهَا وَالـجَـهْلُ مِــلءُ حِـمَـاهَا
أَكَــلَ الـقَـوِيُّ بِـهَـا الـضَّعِيفَ تَـعَسُّفَاً ... فَـقُلُوبُهُمْ كَـالصَّخْرِ مَـا أَقْـسَاهَا
لِـلْـفُرْسِ وَالـرُّومَـانِ تُـبْـدِيْ طَـاعَـةً ... ضَـعْفَاً وَلا تَـسْطِيعُ شَـقَّ عَـصَاهَا
وَالـنَّـاسُ تَـحْيَا فِـيْ ظَـلام ٍ دَامِـسٍ ... وَنُـفُوسُهُمْ غَـرِقَتْ بِـبَحْرِ دُجَـاهَا
حَـتَّـى أَتَـاهَـا بِـالـضِّيَاءِ مُـحَـمَّدٌ ... شَـمْـسَاً تُـزيـلُ عَـنِ الـعُيُونِ عَـمَاهَا
فَــأَقَـالَ عَـثْـرَتَـهَا وَسَـــدَّدَ خَـطْـوَهَـا ... وَأَعَــادَ لُـحْـمَتَهَا وَشَــدَّ عُـرَاهَـا
جَــاءَ الـحَـيَاةَ وَقَــدْ فَـشَـتْ أَسْـقَـامُهَا ... وَتَـعَـدَّدَتْ أَدْوَاؤُهَــا فَـشَـفَاهَا
صَــحَّـتْ بِـــهِ الـدُّنْـيَـا وَلَـــوْلاهُ لَــمَـا ... صَــحَّـتْ وَلا زَالَ الـــذِيْ آذَاهَــا
لا فَـرْقَ بَـيْنَ الـنَّاس ِ فِـيْ أَحْكَامِهِ ... فَالعَبْدُ وَهْوَ العَبْدُ سَاوَى الشَّاهَا
لَـــوْ أَنَّ فَـاطِـمَـةً أَتَـــتْ ذَنْــبَـاً لَــمَـا ... عُـصِـمَـتْ عُـقُـوبَتَهُ وَلا حَـابَـاهَا
لا فَــرْقَ بَـيْنَ الـنَّاس ِ فِـيْ أَلْـوَانِهَا ... وَأُصُـولِهَا أَوْ فِـيْ اخْـتِلافِ لُـغَاهَا
فَــإِذَا رُعَــاةُ الـشَّاءِ أَهْـلُ حَـضَارَةٍ ... سَـعِدَتْ بِـهَا الـدُّنْيَا وَشَـعَّ سَـنَاهَا
بُـنِـيَتْ عَـلَـى أُسُــسِ الـعَدَالَةِ وَالـتُّقَى ... فَـالنَّجْمُ يَـرْفَعُ عَـيْنَهُ لِـيَرَاهَا
وَمَــضَـى الـزَّمَـانُ يَـجُـرُّ خَـطْـوَاً مُـثْـقَلاً ... بِـالـحَادِثَاتِ مُـحَـمَّلاً بِـأَسَـاهَا
مُـتَـكَـوِّرَاً عَـــوْدَاً إِلَـــى الــحَـالِ الـتِـيْ ... كُـنَّـا قُـبَـيْلَ مُـحَـمَّدٍ نَـحْـيَاهَا
حَــتَّـى نَـسِـيـنَا مَــا أَتَـيْـتَ بِــهِ لَـنَـا ... وَأَطَــاعَ كُــلٌّ نَـفْـسَهُ وَهَـوَاهَـا
وَإِذَا بِـنَـا فِــيْ حَـالَـةٍ يُـرْثَـى لَـهَـا ... لَــوْ شِـمْـتَهَا لاسْـتَأتَ مِـنْ مَـرْآهَا
لَـــوْ أَنَّ أُمَّـتَـنَـا تَــوَحَّـدَ شَـمْـلُـهَا ... مَـــا كَــانَ مِـثْـلَ مَـمَـاتِهَا مَـحْـيَاهَا
حَـادَتْ عَـنِ الـنَّهْجِ الـقَوِيم ِوَلَـمْ تُـطِعْ ... مَـنْ قَادَ لِلنَّهْج ِ القَوِيم خُطَاهَا
وَلَـسَوْفَ تَـبْقَى فِـيْ الشَّقَاءِ وَفِيْ الأَذَى ... حَتَّى تُوَحِّدَهَا شَرِيعَةُ طَهَ

.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق