.

.

.

.

8‏/4‏/2016

دروس في البديع العلم الثالث من علوم البلاغة 2 مع محمد البياسي


  • المقابلة:
هي أن يؤتى بمعنيين أو معان متوافقة، ثم يؤتى بمقابلها على الترتيب.


  • وقد تكون مقابلة اثنين باثنين
{{ فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا}}

ضحك وبكى- قليل وكثير.
.

فتىً كان فيه ما يسرُّ صديقَه
على أن فيه ما يسوء الأعاديا
يسر ويسوء- صديق وعدو
.
  • وقد تكون مقابلة ثلاثة بثلاثة
{{وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ}}

يحل يحرم- لهم عليهم- الطيبات الخبائث
.
  • وقد تكون مقابلة أربعة بأربعة
{{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ
وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}}
.
  • وقد تكون مقابلة خمسة بخمسة
أزورهم وسواد الليل يشفع لي
وأنثني وبياض الصبح يغري بي

المتنبي

  • قول علم الجمال الشعري :
هناك أسلوبان هما العمدة من أجل تأثير أقوى على المتلقي :
الأسلوب الأول : الانسجام والتناغم بين ألوان اللفظ والمعنى
والثاني : الاتيان بالتضاد لإبراز الصفات الأجمل في الضد.

ويقول دوقلة : والضد يظهر حسنَه الضدُّ

  • أما الأسلوب الأول فإن قوة الصلة بين اللفظ والمعنى واللفظ واللفظ والمعنى والمعنى هو انسجام, وكذلك فنون البديع التي يأتي بها الشاعر في قصيدته هي تزيين مبهج, شريطة أن يأتي بها عفوًا وليس تكلفًا, فإذا تكلفها كانت سببًا من أسباب ارتباك الأسلوب واضطرابه وتعقيده.
  • ومن هذا, أن القصيدة الجيدة هي التي تتلاحم أجزاؤها وتتآلف تراكيبها,ويكون بين الحرف والحرف والكلمة والكلمة حسنُ جوار وبين البيت والبيت صلة أخوة أو على الأقل صلة عمومة, وأن تستدعي المعاني بعضها بعضًا, مودةً لا تطفلًا, سواء استدعى المعنى شبيهَه أو استدعى ضده,وقد يكون الاتيان بالضد أوضح في ايصال المعنى من الشبيه.

  • المبالغة
درسنا الطباق تفصيلا
والآن نتكلم تفصيلا عن المبالغة.
  • المبالغة على أنواع ثلاثة
1. التبليغ : وهو الممكن عقلًا وعادةً
2. الإغراق : وهو الممكن عقلًا ولكنه ممتنع عادةً
3. الغلو : وهو الممتنع عقلًا وعادةً .
  • المبالغة عند ابن المعتز هي الإفراط في الوصف
  • والمبالغة قسمها بعض الفقهاء إلى قسمين:
قسم فيه ملاحة وقبول
وقسم فيه خروج بالصفة عن الحد
  • وانقسموا في الثاني قسمين:
  • قسم استحسنه اذا لم يصل الى حد التبذل
  • وقسم استهجنه على إطلاقه
  • النوع الأول من المبالغة هو التبليغ وهو الممكن عقلًا وعادة
ومن ذلك قول القائل :

لو أنَّ دارَكَ أنبتتَْ لكَ واحْتَشتْ 
إبَرًا يضيقُ بها فناءُ المنــــــزلِ ِ
.
وأتاك يوسفُ يستعيرك إبـــرةً
ليخيط قدَّ قميصِه لم تفعــــــــلِ

أي أن بيتك لو كان محشوا بالإبروجاءك النبي يوسف عليه السلام يريد أن يستعير إبرة ليخيط ثوبه لم تعره إياها فهذه مبالغة شديدة ولكنها ممكنة عقلًا وعادة . 
  • النوع الثاني من المبالغة هو الإغراق
والإغراق هو كما قلنا : هو الوصف الممكن وقوعه عقلًا لا عادةً
أو هو الإفراط في وصف شيء بما يمكن تصوره عقلا ولكنه يستبعد وقوعه في العادة.

  • ومن أمثلة الإغراق :
ونكرمُ جارَنا ما دام فينا
ونتبعُه الكرامةَ حيث مالا

فهم يكرمون جارهم ما دام مقيما عندهم
وأيضا هم يكرمونه ولو فارقهم ونأى عنهم في كل مكان يميل إليه ويقيم فيه

  • ومن أمثلة الإغراق أيضًا قول المتنبي:
كفى بجسمي نحولا أنني رجل
لولا مخاطبتي إياك لم ترني

فهو من شدة نحوله لا يُرى إلا إذا كلمك وسمعتَ صوته
فهذا أمر مستحيل في العادة ولكنه يمكن تصوره عقلا.

  • والإغراق نوعان:
نوع تلطفه أداة من أدوات التقريب, فيصبح الإغراق أوقع في نفس المتلقي وأقرب إلى استحسانه ومن أدوات التقريب على سبيل المثال لا الحصر : لو - كاد
ومن أمثلتها قول زهير :
لو كان يقعدُ فوق الشمس من كرمٍ
قـــومٌ بأولهم أو مجدهـــم .. قعدوا

  • النوع الثالث من أنواع المبالغة : الغلوّ
والغلو فيه خلاف شديد فمن العلماء من استحسنه على إطلاقه ومنهم من استحسنه بشروط ومنهم من رفضه جملة وتفصيلا
والغلو كما عرفناه هو : الوصف الممتنع عقلا وعادةً .

الغلو المقبول عند ثلة من البلاغيين هو ما اقترن بأداة تقريب مثل : قد-ربما- كاد- كأن وما شابهها

ومن أمثلة الغلو الحسن عند من وضعوا له شروطًا :
تكاد قِسيُّه من غير رامٍ
تمكّنُ من قلوبهمُ النبالا

فالأقواس التي تطلق نبالها من غير رامٍ أمر مستحيل عقلا وعادة ولكنْ قرّبها الى القبول وجد فعل التقريب : كاد

وقول البحتري :
ولو أنّ مشتاقًا تكلّف فوق ما
في وسعه لسعى إليه المنبرُ

فسعي المنبر إليه مستحيل عقلًا وعادة ولكن قرّبه إلى القبول وجود : لو

ومنه قول المتنبي :
ولو برز الزمانُ إليّ شخصًا
لخضّب شعرَ مفرقه حسامي

ومن أمثلة الغلو غير المقبول عند هؤلاء ما يمتنع عقلا وعادة
ولم يقترن بأداة تقريب, كقول المتنبي :
فتىً, رأيُه ألف جزء في زمانه
أقلُّ جزيءٍ بعضُ الرأيُ أجمعُ

بيت معقد جدا بسبب التقديم والتأخير وجعل الصفة جملة
وكما يقول البلاغيون إن البيت فيه مبالغة غير محببة وغير مقبولة لأنه يستحيل أن يكون هناك رجل رأيه ألف جزء, والجزء الواحد منه برأي الناس جميعا في زمانه.
وأنا أرى أن المبالغة هنا رائعة وأن البيت رغم تعقيده جميل جدا

ومن أمثلة الغلو غير المقبول أيضًا عند هؤلاء قول أبي نواس:
وأخفتَ أهلَ الشركِ حتى إنه
لتخافك النطفُ التي لم تُخلَقِ

يقول : لقد أخفت أهل الكفر بشجاعتك وبأسك حتى صارت النطف التي لم تخلق بعدُ تخافك.
يرى ثلة من البلاغيون أن هذا الغلو غير مقبول
وأنا أرى أنه في رأس البلاغة

أما الذي لا يقبله منطق ولا عقل ولا عقيدة من الغلو فما قاله ابن هانئ الأندلسي يمدح الخليفة الفاطمي المعز لدين الله:

ما شئتَ .. لا ما شاءتِ الأقدارُ
فاحكمْ .. فأنتَ الواحد القهــــار
!!!!!
كفر صراح ومبالغة مقيتة ممجوجة




يتبع ان شاء الله ...... >

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق