.

.

.

.

11‏/2‏/2016

يا شــامُ.. \\ للشاعر محمد البياسي ـ




الـــى الـحـبيبة الـخـالدة دمـشـق
و الــى الـجـبل الـعـظيم قـاسـيون

.
مَــنْ تـلـك مـثـلُكِ تُـتّـقى و تُـهـابُ
وتـطـاعُ حـتـى فـي الـجفا و تُـجابُ
إنْ كـــان مُـلـكـاً فـالـمـلوكُ كـثـيـرةٌ
لـــكــنّ حـــبَّــكِ قـــاهــرٌ غـــــلّابُ
* *
* *
أشــهـادُ حُـسـنِـكِ رفــعـةٌ و تـكـبّرٌ
و شــهـودُ حــبـي ذِلّـــةٌ و عــذابُ
و اذا الـمليكةُ كـان نـفْساً عـرشُها
بَـــذَلَ الـنـفـوسَ لأجْـلـها الـخُـطّابُ
مـا عـاد يـعنيني و قـد حَكَمَ الهوى
أنـــي أحـبّـكِ مــا هــي الأسـبـابُ
مَــنْ بــاتَ نـشـواناً فـلـيس يـهـمُّهُ
مِـــنْ أيِّ كَـــرْمٍ تُـجْـمَـعُ الأعــنـابُ
مَــنْ لــي سـواكِ أحـبُّها و تـحبني
مــا بـيـن قـلـبينا . فُـديـتِ. حِـجابُ
مــنـذ افـتـرقـنا و الـظـنونُ وســادةٌ
و الــنــائـبـات حــمــائـلٌ و ركـــــاب
حـتّـامَ تُـوغِـلُ فـي هـوايَ مـخالبٌ
و تُـقـيـم بــيـن أضـالـعـي الأنـيـابُ
هـل يا تُرى دمعي ترقرقَ أمْ دمي
إذْ إنّ قــلـبـي مــثـخـنٌ و مــصـابُ
في الصالحية حيثُ كان من الهوى
مــالـمْ يــذقْـهُ بـشـهـدِه الأحــبـابُ
أسـهبتُ فـي شَـرحِ الـغرامِ و ليتَه
فــي الـحبِّ يـنفعُ شـارحاً إسـهابُ
إنْ لـــم تـجـيبي إنّ صـمـتَكِ رائــعٌ
إذْ أنـــتِ عــنـكِ تُــحـدّثُ الأطـيـابُ
هــدأتْ هـناكَ عـلى يـديكِ خـميلةٌ
و ارتـــاحَ تـحـت شـفـاهِكِ الـعُـنّابُ
الـيـاسـمينةُ تــلـك.. مـــا أخـبـارُها
و الــفــلُّ و الــجــوريُّ و الــلـبْـلابُ
هـلْ لـم يـزلْ تـشرينُ يُسبلُ زهرَه
ويــطـيـلُ سـالـفـةَ الـبـنـفسجِ آبُ
كـيـف الـحـريقةُ و الـعـتيقُ و جـوبرٌ
و الــســورُ و الأحــجـار و الأبـــواب
و الـجـامعُ الأمــويُّ كـيفَ عـروسُه
و الـنـسـرُ و الـقِـبْـليُّ و الـمـحـرابُ
و الـعـزُّ و الـنـوويُّ و ابــنُ عـسـاكرٍ
هـلْ لـم يـزلْ في الحضرةِ الأقطابُ
و نـــزارُ هـــلْ مـــا زالَ يــزفـرُ وردَه
إذْ لـــم تُـجِـبْهُ إلــى الـغـرامِ ربــابُ
فــي كـل شـبرٍ مِـنْ تـرابكِ كـوكبٌ
وهـــــل الـبـصـيـرُ إذا رأى يــرتــابُ
مــن هـا هـنا الـتاريخُ أخـرجَ رأسَـه
فــــإذا الــخـلائـقُ لــجّـةٌ و عُــبـابُ
و تــفــرقـوا فـمـضـمَّـخٌ بـجـمـيـلها
أو مُــنــكِــرٌ و مــنــافــقٌ كَــــــذّابُ
* *
* *
مـــا الأرضُ فـيـها الله يُـعـبد وحــدَه
كــــالأرضِ فـيـهـا تُـعـبـد الأنــصـابُ
وإذا بـــلادٌ أجــدبـتْ مـــن جـهـلها
فــهُـنـا الــــزروعُ مــــآذنٌ و قــبــابُ
يــا قـاسـيونُ و أنــتَ ظـلُّـك فـوقها
و لـقـد تَـقِـي مــا تـحـتها الأهـدابُ
نـفـسي فــداءً مــا حـييتُ جـعلتُها
لـــــكَ أيُّــهــذا الــرابــضُ الــوثَّــابُ
ذو الـغـوطـتـين وكــفُّــه مــخـضـرَّةٌ
فــي كــلِّ كــفٍّ مِـنْ نـداهُ خِـضابُ
يـنـسابُ نـهراً فـي الـزمان عـطاؤه
أرأيـــتَ نــهـراً مِـــنْ يـــدٍ يـنـسابُ
مـا كـانَ مـثلَ أخـي الندى متطفّلٌ
أو كــــانَ مــثـلَ الـــزارعِ الـحـطّـابُ
تـــأوي الـيـه الـدهـرَ ويــكَ حـمـائمٌ
و تـمـوءُ خـوفـاً مــن عَـصـاهُ ذئــابُ
مـا ضرّ أنْ في الأرض جذرُكَ راسخٌ
فـخـمـيسُ ذكـــرِكَ ســائـرٌ جــوّابُ
تـتـزاحـمُ الـتـيـجانُ تــحـت بــنـوده
و تـسـيـرُ خــلـفَ بـعـيـرِه الألــقـابُ
مــا كــان مِــنْ مـجْدٍ فـأنتَ مـليكُ
إنّ الــمـلـوكَ لــمـجـدكَ الــحُـجّـابُ
مـا المجدُ إلّا السيفُ يقطرُ من دمٍ
أوْ لا .. يـــــراعٌ نـــــازفٌ و كـــتــابُ
يــا شــامُ يــا وجـهـاً أمــوتُ بـحـبّه
كـمْ مـاتَ قـبلي فـي هواكِ شبابُ
لـكِ أنتِ في جوِّ الحضارةِ شمسُها
ولِـمـنْ ســواكِ اذا رضـيتِ شـهابُ
أيــكـونُ مــثـلَ مـعـظّمٍ مـتـعظم
و تــكـونُ مــثـلَ الـهـامـةِ الأذنـــابُ
إن كــان مَـسَّكِ نـازغٌ فـلقد قـضى
تـبـقى الـبـيوتُ و يـرحـلُ الأغــرابُ
و الـسـنديانةُ , و الـسـحابةُ تـاجُها
بـنـعـالـهـا تــتـمَـسَّـحُ الأعــشــابُ


.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق