.

.

.

.

11‏/2‏/2016

ملامح / محمد البياسي




لـقـد ضـاعـتْ مـلامِـحُنا و ضِـعْـنا
فلا القسماتُ تلكَ و لا السمـاتُ
وإذْ لا جـــذرَ كـالـشِّـريان يـبـقـى
فــلا شــجـرٌ يــكـونُ .. ولا حـيـاةُ
و كـيـف الـسيرُ فـي لـيلٍ طـويلٍ
إذا حُـجـبتْ عــن الـنـاسِ الـهُداةُ
و فـي جـهةٍ يـصيرُ الناسُ شتّى
فـكـيف إذا تــعـددتِ الـجـهــاتُ ؟
.
.
ضللتُ و قد جعلتُ حَذامِ خلفـي
و هل بـالظنِّ تُـقـتـحمُ الـفــلاةُ ؟
فـكـيف اذا وُقِـفـتُ بِـبَـطنِ خَـبْـتٍ
ولا مُــهــري لــــديَّ و لا الــقـنـاةُ
غــفـونـا بــعــضَ يـــومٍ و انـتـبـهْنا
فـــإذْ بـالـبـابِ قــد وَقَــفَ الـعُـداةُ
و إذْ بِـيَـغـوثَ ويـحـكَ صــارَ فـحـلاً
وصـــــــارتْ أمَّ عَـــتْــرتِــه مَـــنـاةُ
و إذْ بـالـنيلِ شــوّه وجــهَ عَـمْـروٍ
و غــيَّــرَ جِــلــدَ خــالـدِه الــفـراتُ
.
.

و كـنّا نـحنُ مَـنْ سَكَنَ المعـالي
و نــام الـنـاسُ فـي عُـرْيٍ وبـاتوا
وكــان لـنـا الـرغـيفُ و لـو قـعـدْنا
وكــان لـهـم ْو لــو تـعـبوا الـفُتاتُ
أتــصـلُـحُ بــعــد تــأديــةٍ و جـهــدٍ
بـغـيـرِ وضـــوءِ صـاحـبِـها الـصـلاةُ
فـقـلْ لـلـمجدِ لـمْ يُــردفْ بـمجدٍ
لــقـد فـاتـتْـكَ يــا مــجـدُ الـنـجاةُ
بـــأيِّ مـشـيـئـةٍ و بــــأيِّ حـــقٍّ
تــسـوقُ قـطـيعَ مـأسـدةٍ قـطـاةُ
إذا لَــبِـسَ الـحقـيرُ ثــيـابَ مـجْـدٍ
فــأحـسـنُ مــنهُ هـيـئـةً الــعـراةُ
.
.

و آخـــــرُ صَـــرعــةٍ أنّــا وجــدْنَــا
تُـحاضرُ فـي الـفضيلةِ مـومساتُ
و يـضـحك جـاهـلٌ مــن عـبـقريٍّ
و يـشرحُ هَـمَّ ذي الـنعلِ الحفاةُ
تــغــيـرتِ الــمـبـادئُ و الـقـضـايـا
ومـا كـالكُحْلِ فـي الـعين الـقذاةُ
فـمَـنْ لــمْ يـستحُوا صـاروا مـثالاً
ألا و مَـنِ اسـتَحَوا ذهـبوا و ماتوا
.
.
_____________
من ديوان "يا شام"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق