ألا يا نفسُ يعصرني عذابي
فقد ولّى الهناءُ معَ الشّبابِ
فَلي في كلّ مشكلةٍ نصيبٌ
يُصَوَّبُ موجِعاً سَهمُ العقابِ
وَما أذنبْتُ لكنْ سوءُ حظّي
يُغرِّبُني ولو بين الصِّحابِ
لقد كانَ الرّبيعُ ربيعُ عمري
تمرُّ سنونهُ مرَّ السّحابِ
وكانَ الروضُ يُزهرُ ياسميناً
وفُلّاً كان يهمي بالرّضابِ
فكيفَ اصفرَّ كيفَ خَنَتْ عليهِ
رياحُ البينِ تنعقُ بالخَرابِ
وذاكَ الشّيبُ يبسمُ مستخفّاً
وإنَّ بياضَهُ نصلُ الحِرابِ
وذي المرآةُ تُرعبُني وتقسو
أُعاتبُها ولا يُجدي عِتابي
أهذي أنتِ كيفَ ذوتْ ورودٌ
وضاعَ اريجُها بينَ الشِّعابِ
أهذي انتِ يا لَذَبولِ عيني
اضرَّ بِنرجسي فرْطُ انتحابي
فقدْ أُسقيتُ كاسَ المرِّ دهراً
واحلامي مضَتْ خلفَ السَّرابِ
واحبابي يَخيبُ الظّنُّ فيهم
فهذا العيشُ باتَ مِنَ اليَبابِ
صحارى النفسِ تقتُلُني فَهلّا
يُذاعُ النّعْيُ يُغْلَقُ آهِ بابي
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق