.

.

.

.

24‏/1‏/2016

لا / جميل داري


لا 
لا صوتَ إلَّا صوتُ هذا الثلجِ

هذا الموتِ
ملْءَ بياضِهِ

هذا الفضاءِ المرِّ
هذا الماءِ 
مقتحماً دروبَ رياضِهِ

لا وجهَ إلَّا وجهُ هذا الموتِ
يهدمُ عالمي
ولنفسِهِ يبْني على أنقاضِهِ

كيفَ الوصولُ إليّ يوماً
لا سبيلَ أمامَ جرحي
غيرُ جرحٍ آخرٍ
في عالمٍ قد ضقْتُ منهُ 
ومنْ صدى أمراضِهِ

لا بدَّ من موتي إذاً
لولادتي 
لِمَ لا أغيِّرُ عالمي
منْ أسِّهِ 
فإنِ اسْتبدَّ أقاضِهِ

لا نبضَ إلَّا نبضَ هذا القلبِ
من ميلادِهِ المفتوحِ للدُّنيا
إلى إغْماضِهِ

هذا الجنينُ العذبُ
ينْظرُ في يَديَّ
كأنَّهُ يخشَى على إجهاضِهِ

هذا الربيعُ الأحمرُ الفتَّانُ
أحضنُهُ
كثيرَ الخوفِ منْ إعراضِهِ

يا أيّها الوجهُ المقنَّعُ 
يا زماني
لا قناعَكَ بي يليقُ
ولا خلوَّ وفاضِهِ

حقِّي الذي في جيدِكَ المكْتظِّ بالقتلَى
سآخذُهُ
فلا تلجأْ إلى إقراضِهِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق