.

.

.

.

25‏/1‏/2016

مسكينة (د.صلاح الكبيسي)



مـسـكـيـنـةٌ وَقَـفَـتْ تَـنــوحُ بـبـابــي ... الـجـوعُ قــامـتُـها و بـعـضُ تُــرابِ

حفرٓتْ علـى خَـدِّ الرصيفِ جَـدائلاً ... مِـنْ دَمـعِهـا المهـراقِ دونَ عـتــابِ

سـاحتْ أنـامُـلـها الجـمـيـلـةُ حـيـنـما ... نَزَعَـتْ لهـيـبَ الشَّـوْكِ عَنْ أعتـابي

كـي تَـطْــرُقَ الابـوابَ عَـلّ مُروءةً ... للســــامـعــيـنَ تُــعِـيـنُـهــا بِـجـــوابِ

فـٱرْتَـدَّ صوتُ البابِ يَذبَـحُ صَـمْـتَهـا ... و يُـبِـيــحُ عِــفَّــتَـهـا لِـكـلِّ غـــُـرابِ

و اسْتَنْجَدَتْ كَفَّ الرَّصيفِ .. تَجُرُّها ... فـتَـحـولـتْ كَـفُّ الـرصـيفِ لِنـــابِ

وَقَفَـتْ .. وكانَ الدَّرْبُ يَزرعُ شَوْكهُ ... و يُـزيـحُ سِــتْـرَ الثـوبِ للأغـــرابِ

فَمَشَـتْ على الأشـواكِ حـافـيةً لَعــلَّ ... دَمَـــاً سـيوقـظُ غَــيْـرَةَ الأّجـنـــــابِ

وٱنـهـالَ يـَقـْذِفُها الجُـنـاةُ بِجـمــرِهـمْ ... كــٱلنَّــارِ تَــأكُلُ صَـنْعَــةَ الحَـطّــابِ

وَتَـكَسَّـــرَتْ أوتــادُ عِــفَّــتِـهـا ومــا ... سَــتَرَتْ خيامُ القـومِ غَـيْــرَ سَــرابِ

زَحَــفَــتْ الى قَـدَمِ ٱلجِدارِ .. يُعِيْرُها ... سِــتْـراً .. فَأَسْــكَرَ سِــترَهُ بِـشــرابِ

عـادتْ تُـواســي ثـوبَـها وتَـضُـمُّــهُ ... فَـٱنْـسَـــلَّ مـنها الثــوبُ دونَ إيـــابِ

و مـضـتْ و كان الذئبُ ينهـشُ ظِلَّها ... و الخــوفُ يُـرْبـِكُ خَـطْـوَها للبــابِ

فَـتَـبِـعْـتُها .. أمشـي على أَثَـرِ الدِّمــا ... لأدُلَّـــهــا دَرْبــــاً بِـغَـــيْـرِ ذِئــــابِ

لمّـا وصـلتُ رأيـتُ مـنـزِلَـها شَـبـــا ... بـيـكـاً وكانَ البـابُ مَـحْـضَ ضَبابِ

وٱنــهارَ سـقـفُ البـيـتِ يـقتلُ طفلَها ... و يُـشَـــرِّدُ النّــاجــيـنَ نـحـوَ يَـبـابِ

ناديتُها مِـنْ أيِّ بُـؤسٍ أنـتِ يـا ٱمْــــ ... ــرَأَة ً يُـقــادُ جَـمــالُـهـا لِــخَــــراب ِ

فَـبَـكَتْ وكانَ الدَّمـعُ يَجْرَحُ صَوتَـها ... بــغـــدادُ إســميَ و الهـمــومُ قـِبابـي

انا شهــرزادُ و أنتَ صوتُ حكايتي ... أَهَـجَــرْتَـني يا شـهـريـارَ عَـذابي !

انا ســندبادُ و كهـرمـانــةُ في دمــي ... والاربـعــونَ تَـسَــيَّــدوا مِـحـرابي

أنـسـيـتني و أضعت أحلامي سدىً...و تَـرَكْتَ غِــربـانـاً تَصيــحُ بِبــابي

أنا غــزوةُ الأمـواجِ هَـدَّتْ شــاطئي ... وتَكـسَّــــرتْ بِـجــنـونِـهـا أبــوابـي

و تـكشـفـتْ أسـرارُ طهـريَ عندهمْ ... وتَـمَـــزَّقَـتْ بِسِــهـامِـهـمْ أثــوابـي

فَلِمَـنْ إذنْ يا نــورَ عَــيـنيَ أشـتـكيْ ... و الرُّوحُ أنتَ .. و أَنتَ كُلُّ صِحابي 
-------------------
قـدْ آنَ أنْ يُهدى إلـيــكِ سـحـابي ... و أُعــيـدَ وَرْدَ حَــديـقـتـي لِتُـرابــي

و أَدُقَّ بابــكِ فافتـحـي لِـيَ لـحـظـةً ... عَــلَّــيْ أُرِيــكِ بــأُمِّ عَـيـْنِـكِ مـا بي

إنـي أَتـيـتُـكِ والـدُّمــوعُ تَـكـالـبــَت ْ... كالغــولِ تَنــهـشُ وَجْــنَتي بِحــرابِ

قـدْ هَـيَّجَ الشوقُ القـديمُ هواجسي ...و رَجِـعــْتُ أستجـدي عُهـودَ شبابي

ما بــدَّلَ البُـعـْـدُ الطــويلُ أحِـبَّـتــي ... ابـداً و لا ٱقْـتَـرَبَ الجَــفا مِـنْ بـابـي

مـا زلـتُ صـفـصافاً و حُـبُّكِ هَزَّني ... ما كنــتُ أقـتــلُ لَـوعـتـي بـغـيـابي

قـوليْ لِـمَـنْ أحـيـا و بُـعْـدُكِ قـاتـلي ... بَلْ كيــفَ أنســى حيثُ أَنتِ مُصابي




.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق