.

.

.

.

16‏/1‏/2016

من عيون الشعر العربي / قصيدة لمجنون ليلى

.
.
تَــذَكَّـرتُ لَـيـلـى وَالـسِـنـينَ الـخَـوالِـيا
وَأَيّــامَ لا نَـخـشى عَـلـى الـلَهوِ نـاهِيا
.
وَيَـــومٍ كَــظِـلِّ الــرُمـحِ قَــصَّـرتُ ظِـلَّـهُ
بِـلَـيـلى فَـلَـهّـاني وَمـــا كُـنـتُ لاهِـيـا
.
وَقَـــد يَـجـمَعُ الـلَـهُ الـشَـتيتَينِ بَـعـدَما
يــظُـنّـانِ كُــــلَّ الــظَــنِّ أَن لا تَــلاقِـيـا
.
وَلَــم يُـنسِني لَـيلى اِفـتِقارٌ وَلا غِـنىً
وَلا تَــوبَـةٌ حَـتّـى اِحـتَـضَنتُ الـسَـوارِيا
.
خَـلـيـلَـيَّ لا وَالــلَــهِ لا أَمــلِـكُ الـــذي
قَـضى الـلَهُ فـي لَـيلى وَلا ما قَضى لِيا
.
قــضـاهـا لِــغَـيـري وَاِبـتَـلانـي بِـحُـبِّـها
فــهَـلّا بِــشَـيءٍ غَـيـرِ لَـيـلى اِبـتَـلانِيا
.
وَقَـد كُـنتُ أَعـلو حُـبَّ لَـيلى فَـلَم يَـزَل
بِــيَ الـنَـقضُ وَالإِبــرامُ حَـتّـى عَـلانِـيا
.
فَــيـا رَبِّ سَـــوّ الـحُـبَّ بَـيـني وَبَـيـنَها
يَـــكــونُ كَــفــافـاً لا عَــلَــيَّ وَلا لِــيــا
.
فَـمـا طَـلَـعَ الـنَـجمُ الَّــذي يُـهتَدى بِـهِ
وَلا الــصُـبـحُ إِلّا هَــيَّـجـا ذِكــرَهـا لِــيـا
.
وَلا سِــرتُ مـيـلاً مِـن دِمَـشقَ وَلا بَـدا
سُـهَـيـلٌ لِأَهـــلِ الـشـامِ إِلّا بَــدا لِـيـا
.
وَلا سُـمِّـيَت عِـنـدي لَـهـا مِـن سَـمِيَّةٍ
مِـــنَ الــنـاسِ إِلّا بَــلَّ دَمـعـي رِدائِـيـا
.
.
أَعُــــدُّ الـلَـيـالـي لَــيـلَـةً بَــعــدَ لَـيـلَـةٍ
وَقَـــد عِـشـتُ دَهــراً لا أَعُــدُّ الـلَـيالِيا
.
وَأَخـــرُجُ مِـــن بَــيـنِ الـبُـيـوتِ لَـعَـلَّني
أُحَــدِّثُ عَـنـكِ الـنَـفسَ بِـالـلَيلِ خـالِـيا
.
أَرانـــي إِذا صَـلَّـيـتُ يَـمَّـمـتُ نَـحـوَهـا
بِـوَجـهـي وَإِن كـــانَ الـمُـصَلّى وَرائِـيـا
.
وَمــــا بِــــيَ إِشـــراكٌ وَلَــكِـنَّ حُـبَّـهـا
وَعُـظمَ الـجَوى أَعـيا الـطَبيبَ الـمُداوِيا
.
أُحِـبُّ مِـنَ الأَسـماءِ مـا وافَـقَ اِسـمَها
أَوَ اِشــبَـهَـهُ أَو كــــانَ مِــنــهُ مُـدانِـيـا
.
خَـلـيلَيَّ مــا أَرجـو مِـنَ الـعَيشِ بَـعدَما
أَرى حـاجَـتي تُـشرى وَلا تُـشتَرى لِـيا
.
فَــلَــم أَرَ مِـثـلَـيـنا خَـلـيـلَـي صَــبـابَـةٍ
أَشَــدَّ عَـلـى رَغــمِ الأَعــادي تَـصـافِيا
.
فَأَنتِ الَّتي إِن شِئتِ أَشقَيتِ عِيشَتي
وَأَنــتِ الَّـتـي إِن شِـئـتِ أَنـعَـمتِ بـالِيا
.
إِذا نَـــحــنُ أَدلَــجـنـا وَأَنــــتِ أَمــامَـنـا
كَــفــى لِـمَـطـايـانا بِــذِكــراكِ هــادِيــا
.
أَلا أَيُّــهــا الــرَكـبُ الـيَـمـانونَ عَــرَّجـوا
عَـلَـيـنا فَــقَـد أَمـسـى هَـوانـاً يَـمـانِيا
.
أُسـائِـلُكُم هَــل ســالَ نَـعـمانُ بَـعـدَنا
وَحُــــبَّ إِلَـيـنـا بَــطـنُ نَـعـمـانَ وادِيـــا
.
أَلا يا حَمامَي بَطنِ نَعمانَ هِجتُما عَلَيّ
الــــهَـــوى لَـــمّـــا تَـغَـنَّـيـتُـمـا لِـــيـــا
.
وَأَبـكَـيـتُماني وَســـطَ صَـحـبـي وَلَـــم
أَكُـن أُبـالي دُمـوعَ العَينِ لَو كُنتُ خالِيا
.

فَـيـا رَبِّ إِذ صَـيَّرتَ لَـيلى هِـيَ الـمُنى
فَــزِنّــي بِـعَـيـنَـيها كَــمـا زِنـتَـهـا لِــيـا
.
وَإِلّا فَــبَــغِّـضـهـا إِلَـــــــيَّ وَأَهـــلَــهــا
فَــإِنّـي بِـلَـيـلى قَــد لَـقـيتُ الـدَواهِـيا
.
عَـلى مِـثلِ لَـيلى يَـقتُلُ الـمَرءُ نَـفسَهُ
وَإِن كُـنتُ مِن لَيلى عَلى اليَأسِ طاوِيا
.
خَـلـيـلَـيَّ إِن ضَــنّــوا بِـلَـيـلـى فَـقَـرِّبـا
لِــيَ الـنَـعشَ وَالأَكـفانَ وَاِسـتَغفِرا لِـيا
.
وإن مـــــت مـــــن داءالـصـبـابـة فأبلغا
شـبيهة ضـوء الـشمس مـني سلاميا


.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق