كُلُّ الذِينَ نَصَرْتُهُمْ خَذَلُونِي // وَجَمِيعُ مَنْ شَيَّدْتُهُمْ هَدَمُوني
عَلَّمْتُهُمْ طُرُقَ الوُصُولِ إِلَى المُنَى // لَكِنَّهُمْ نَحْوَ المُنَى سَبَقُوني
قُلْتُ اذْكُرُونِيْ إِنْ تَرَكْتُمْ سِجْنَكُمْ// لَكِنَّهُمْ خَرَجُوا وَمَا ذَكَرُوني
لَيْتَ الذِينَ تَنَكَّرُوا لِمَوَدَّتِيْ // يَتَذَكَّرُونَ تَلَهُّفِيْ وَحَنِيني
بِعْتُ الوُجُودَ بِأَسْرِهِ وَشَرَيْتُهُمْ // وَهُمُ لِأَوَّلِ سَائِمٍ بَاعُوني
دَخَلُوا لِجَنَّاتِ النَّعِيمِ وَأَغْلَقُوا // أَبْوَابَهَا وَوَرَاءَهَا تَرَكُوني
وَمِنَ العَجَائِبِ أَنَّ مَنْ دَاوَيْتُهُمْ // هُمْ ،دُونَ خَلْقِ اللهِ، مَنْ طَعَنُوني
وَمِنَ الغَرَائِبِ أَنَّ مَنْ سَمَّنْتُهُمْ // هُمْ ،دُونَ بَاقِيْ النَّاسِ ،مَنْ أَكَلُوني
وَمِنَ الطَّرَائِفِ أَنَّ مَنْ أَخْرَجْتُهُمْ // ِللنُّورِ فِيْ عُمْقِ الثَّرَى وَأَدُوني
لَمْ يَبْقَ لِيْ إلِّا عُيُونُكِ وَحْدَهَا // َلا تَخْذِلِينِيْ يَا ضِيَاءَ عُيُوني
مُدِّيْ يَدَيْكِ إِلَى يَدَيَّ وَعَانِقِيْ // وَهَجَ التَّحَدِّيْ فِيْ صَمِيمِ جُنُوني
وَتَبَسَّمِيْ رَغْمَ الجِرَاحِ وَهَدْهِدِيْ // جُرْحَ الفُؤَادِ المُتْعَبِ المَحْزُونِ
وَتَرَنَّمِيْ بِشَجِيِّ شِعْرِكِ لَذَّ لِيْ // مَا كَانَ مِنْ عَزْفٍ وَمِنْ تَلْحِينِ
وَلْتَصْدَحِيْ نَشْوَى بِمَعْبَدِ مَسْمَعِيْ // وَتَرَاقَصِيْ سَكْرَى بِأُفْقِ جُفُوني
وَدَعِيْ الرِّضَا يُسْبِلْ عَلَيَّ ظِلَالَهُ // مَا بَيْنَ كَافٍ لِلْغَرَامِ وَنُونِ
حُطِّيْ عَلَى شَفَتِيْ لُحُونَاً وَاسْمَعِيْ // مَا أَلْهَمَتْ عَيْنَاكِ طَيَّ لُحُوني
لَوْلَاكِ لَمْ أَسْكُبْ عَبِيرِيْ لَا وَلَا // مَاسَتْ بِرَوْضِ الأُمْنِيَاتِ غُصُوني
مَا دُمْتِ أَنْتِ هُنَا فَلَيْسَ يَضِيرُنِيْ // مَنْ حَطَّمُوا حُلُمِيْ وَمَنْ آذُوني
لَا شَيْءَ فِيْ الدُّنْيَا سِوَاكِ يُثِيرُنِيْ // َلا شَيْءَ إلِّا أَنْتِ مَا يَعْنِيني
لَوْ لَمْ تَكُونِيْ فِيْ الحَيَاةِ تَرَكْتُهَا // لَكِنْ هَوَاكِ هُوَ الذِيْ يُبْقِيني
شعر : سعيد يعقوب
.


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق