.

.

.

.

18‏/5‏/2017

عصام ميره ... رحلتي إلى القبر

رحلتي إلى القبر
**************
لا يتوفر نص بديل تلقائي.

تَزَوّدْ مِنَ التقوى فإنك غافــــــــــــلُ ... وأكثرْ مِنَ النجوى فإنك راحـــــــلُ.
.
فمَنْ عاشَ مسرورًا، وتاهَ بمُلكِــــــهِ ... فآخرهُ قبرٌ عميقٌ، وقاحـــــــــــــــلُ.
.
فكلّ صبـــــــــــاحٍ والعَصِيّ يزورُهُ ... وكلّ مساءِ، والجهولُ يُجــــــــــادلُ.
.
ألم يَر أنّ الموتَ للخلق كافـــــــــــة ... وأنّ حبيبَ الله في القبر نـــــــازلُ.
.
وإني رأيت الموتَ يأتي فجـــــــــاءةً ... ليُنفِذَ أمرَ الله، فالكلّ زائـــــــــــــلُ.
.
فهلْ عــــــــادَ مِنْ تلك القبور مفوهٌ؟ ... وصاحَبهُ عند الإياب الأوائـــــــــلُ.
.
فكيفَ، وقد نادى المنادي بحيّنــــــــا ... وكيفَ، وما زالَ الخليلُ يخالـــــــلُ.
.
أنا الراحلُ التالي، وقدْ حان موعدي ... وإن كنتُ لا أدري، فمَنْ سأزامِـل؟.
.
فهلْ لي أنيسٌ في القبور، وصاحـبٌ؟ ... وهلْ لي جليسٌ، لا يموتُ، وعاقلُ؟.
.
وأشهدُ أنّي كنتُ مثل مسافــــــــــــرٍ ... وفي رحلتي، إنّي لغرٌ وجاهِــــــــلُ.
.
وإني سألتُ الموتَ، يومــــــا لتوبتي ... كما قد رأيتُ الكلّ قبلي يُحـــــاوِلُ.
.
فإن كان قبري بيت دودٍ، وظلمـــــةٍ ... فربّي حسيبٌ، باعثٌ، ومُعاجِـــــــــلُ.
.
وإن كان قبري بيت نورٍ، وروضـةٌ ... فربّي كريمٌ، ماجدٌ، ومُسائِـــــــــــلُ.
.
فإن أكُ مسؤولا، فإني لهالــــــــــكٌ ... وإن أكُ مرحوما، فَرُبّكَ كافــــــــــلُ.
ومَن تابَ قبلَ الموتِ، خشية رَبِّـــهِ ... فَجَنّتُهُ بعدَ الحساب منــــــــــــــازِلُ.
*************
عصام ميره

هناك تعليق واحد:

  1. شكرا من القلب شعراء العرب،
    شكرا أستاذتي ليلى الصباحي،
    لك تحيتي وسلامي.

    ردحذف