.

.

.

.

3‏/5‏/2017

( خذ ما تشاء من الجسد ) الشاعر عبدالعزيز جويدة

( خذ ما تشاء من الجسد )
************************
.


خُذْ ما تَشاءُ من الجَسدْ
واعبَثْ بهِ
واعلمْ بأن الجِيدَ حبلٌ مِن مَسَدْ
أنا قُلتُها : 
ما يَنفعُ الإنسانَ يَمكثُ في الهوى
أما الزبَدْ ..
شيءٌ ويُشبهُ كلَّ ما بيني وبينَكَ 
في الحياةِ وفي المماتِ ، وفي العَدَدْ
إن الذي بيني وبينَكَ في الهوى
قَتلٌ عُمِدْ
رُوحي أنا ليسَتْ مَعَكْ
روحي معَهْ
أما أنا أو أنتَ 
إن صَحَّ المَقالُ ..
فإننا مهما اقتربْنا
مهما تَظاهرْنا طويلاً
بالصلابةِ والجَلَدْ 
إحساسُنا بَلَدٌ بعيدٌ عن بَلدْ
جُزُرٌ وتَفصِلُها بُحورٌ
مِن صقيعٍ ، من جليدٍ ، مِن بَرَدْ
ومنَ المُحالِ حقيقةً أن نَلتقي 
فلقدْ بحثْتُ صراحةً
عن أيِّ شيءٍ سوفَ يَجمعُنا
ولكنْ لمْ أجِدْ
فالفرقُ يَبدو شاسِعًا 
في كلِّ شيءٍ بينَنا
لا تَختبِرْ إحساسَ قلبي وابتَعِدْ
ماذا سأفعلُ والذي ما بينَنا
مَحضُ اغتِصابٍ مُعتَمَدْ
أواهُ منكَ (أبا لَهَبْ)
عَذِّبْ بِحالي واجتَهِدْ
واللهِ بِئسَ المُجتَهِدْ
سأظلُّ أصرُخُ في الفضا
وأقولُ قولَةَ مَن ظُلِمْ
أحَدٌ أحَدْ
قلبي الذي واللهِ ..
أوَّلَ ما رآكْ
فقأَ العيونَ ليستريحَ حقيقةً
كي لا يَراكَ إلى الأبدْ
خُذْ ما تَشاءُ من الجسدْ
واقتُلْ وقاتِلْ دائمًا
في اللا أحَدْ
أنا جُثَّةٌ فانهَشْ بها
إنَّ الفريسةَ مَيِّتَةْ
ومن الهوانِ بأن تُضاجعَ مَيِّتةْ
أينَ الرجولةُ يأ أسَدْ 
يا عارَ عَاري 
تُرضي غرورَكَ صَرخَتي ؟
سأظلُّ أصرُخُ طالما
قلبي المعذَّبُ يَرتعِدْ
فسِّرْ صُراخي بالذي 
دومًا تُريدُ وتعتَقِدْ
فحماقةُ الطفلِ المدلَّلِ كِذْبةٌ
وبأنك الولَدُ الولَدْ
والعَقْ دمي 
وامسحْ شواربَكَ الخسيسةَ في فَمي 
زِدني عذابًا دائمًا 
زدني نَكَدْ
يا قاتلي
يا جُرمَ عُمري
يا لحظةَ القتلِ المُباغِتِ خِلسةً
مِن سهمِ غدرٍ لا يُرَدْ
صَفِّقْ لنفسِكَ بعدَما
أحسنْتَ وأدي في الفِراشْ
واعلَمْ بأن العارَ دومًا
شَبَحٌ يُطارِدُ مَن وَأَدْ 
*** 
وَجَعي بُحورٌ كلما حاولْتُ أعبرُها
أموتُ لأنني مِن غيرِ إحساسٍ
ولا حتى هُوِيَّةْ 
أنا طفلةٌ في العشقِ تَحمِلُ في حقيبتِها كتابًا
مِن حروفِ الياسَمينْ
حتى تؤسِّسَ للهوى والعشقِ أوَّلَ أبجديَّةْ
أنا طفلةٌ مِن فوقِ كِتْفيها تَدلَّتْ وردةٌ مِن شعرِها
ظلَّتْ تُداعِبُ في الفُروضِ المدرسيَّةْ
أنا طفلةٌ يَجري هنالكَ خلفَها لصٌّ حقيرٌ 
كلما هرَبَتْ يُحاولُ جاهدًا 
يَصطادُ زهرَ الياسَمينَ ببُندُقيَّةْ
أنا طفلةٌ في الأرضِ تهرَبُ مِن عُكاظَ 
وكلِّ أسواقِ النِّخاسةِ والتَّطرُّفِ 
عندَنا والطائفيَّةْ
أنا طفلةٌ مِن خلفِها جاءَتْ قُريشٌ كلُّها
حتى تُقاتِلَ هاهنا من أجلِ أُنثى 
في عُقرِ دارِ بني أُميَّةْ 
أغمضْتُ عيني في الصُّراخِ
فداسَني رَكبُ البُغاةِ
وسلَّموني وقتَها لحماقةِ الجزارِ
يَسلخُ قلبَها والبنتُ حيَّةْ
وخرجْتُ أحمِلُ عِلَّةً أبديَّةً
هم صنَّفوها في بلادِ الشرقِ عاهَةْ
عاهاتُ حربٍ بينَ أطماعِ البُغاةِ
وبينَ أحلامِ البُنيَّةْ
أنا كلُّ موتٍ في الهوى عانيْتُهُ
مِن أجلِ مولِدِ صرخةٍ في أضلُعي
في الحقِّ أُطلِقُها قويَّةْ
أوَّاهُ يا أبتي الذي قد بِعتَني
لِمَ تحتَ جِلدِكَ دائمًا 
سُوقُ النخاسةِ والرقيقِ
وعارُ فِكرِ الجاهليَّةْ
واللهِ يا أبتي قُتِلْتْ 
فاثأرْ لبنتِكَ مرَّةً
واثأرْ لعِرضِكَ مرةً
أوليسَ للمقتولِ دِيَّةْ ؟
جفَّفْتُ دَمعي لم يُطاوعْني الوجَعْ 
بَقِيَتْ دُموعي فوقَ خَدي سَرمديَّةْ
ضَمَّدتُ جُرحي عَشرَ مرَّاتٍ ولكنْ ..
كيفَ لي يومًا يَطيبُ الجُرحُ 
إن كانتْ جُروحي في الهوى 
دومًا عَصيَّةْ ؟
مازالَ صوتُكَ يا أبي في البهوِ كُرباجًا
وأُجلَدُ كلَّ ثانيةٍ بهِ
وا حسرتاهُ ..
على جنونِ البربريَّةْ 
*** 
ستنالُ مِن جسَدي اطمئنْ
جسدي أنا 
هذا الذي مُسجَى أمامَكِ 
ليسَ إلا جُثَّةً في المشرحَةْ
أنا داخلي عُنفُ الصراعِ 
ولو نَظرْتَ بداخلي
ستموتُ رُعبًا 
مِن هولِ ما تَرَكَ التتارُ بداخلي
جَرَّاءَ أبشعِ مَذبحَةْ
لا شيءَ عندي في مكانِهْ
بي ألفُ زلزالٍ ويَضرِبُ كلُّ زلزالٍ 
مكانًا داخلي
وبِعُنفِهِ يَدعوهُ مِن خلفِ الوجودِ ليمسَحَهْ 
والقلبُ هاجرَ مِن ضُلوعي مِن زمنْ
وهناكَ آلافُ الجروحِ
الآنَ تَسكُنُ مَطرَحَهْ
وأنا كِيانٌ عاجزٌ
وأنا كِيانٌ يَنفرِطْ كالمِسبحَةْ
ضَيَّعْتَني وكسَرْتَ قلبي 
وجعلتَني قبرًا كبيرًا 
والمَدَى يبدو أمامي أضرِحَةْ
جردَّتَني مِن كلِّ شيءٍ في الوجودْ
وكسرتَ يومًا كِبريائي
مهما وصفتُ دمارَ نفسي 
إن الخسائرِ فادحَةْ
أواهُ مِن حجمِ المشاعرِ 
والأحاسيسِ التي
فرَّتْ أمامي نازِحةْ
يا قاتلي قلبي أمامَكْ
هيّا تَجرَّأْ مرَّةً 
واكسِرْ هنا بابَ الخلافِ لتَفتَحَهْ
سترى انتقامي شاخصًا
متربِّصًا
يَقتصُّ منكْ
مِن كلِّ أوهامِ الذكورةِ
والطقوسِ الفاضحَةْ
حِقدي سينهشُ ما تَبقَّى الآنَ منكْ
حقدي طيورٌ جارحةْ
أما أنا
أنا طفلةٌ قُتِلَتْ ..
وقُيِّدَ قتلُها حَدَثٌ خطأْ
والفعلُ قُيِّدَ ضدَّ مجهولٍ ولكنْ ..
طالِعْ رجالَ الشرقِ حتى تلمَحَهْ 
يا كلَّ أحبابي هنالكَ أو هنا 
أرجوكمو ..
أن تقرءوا لي الفاتحًةْ


.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق