.

.

.

.

20‏/4‏/2017

جميل داري . مـتى تـرى تـنتهي يـا نـارُ مـأساتي

مـتى تـرى تـنتهي يـا نـارُ مـأساتي
والــرِّيـحُ عـاصـفـةٌ مــثـلُ الـخـرافاتِ
...
مـتى تـرى الأمـلُ الـمصلوبُ يـنقذنا
ونــحــنُ لــسـنـا بــأحـيـاءٍ وأمـــواتِ
...
مـــا ذنـــبُ أوّلِــنـا مــا ذنــبُ آخـرِنـا
وكــلّــنــا دونـــمـــا مــــــاضٍ ولا آت
...
فـكـيفَ أولــدُ فــي الـصّـحراءِ ثـانـيةً
والـمـاءُ غـيضَ وجـفَّت كـلُّ واحـاتي
...
ســــتٌّ ولــــم تــــزلِ الآلامُ دائـــرةً
كـمـا تــدورُ جــراحٌ فــي جـراحـاتي
...
وهـذه الـحربُ لا تُـبقي عـلى وطـنٍ
مـن خـانِ شيخوننا حتى الشّعيراتِ
...
مـلَّ الـرصاصُ مـن الـقتلى وعـافَهُمُ
فــكـانَ لا بـــدَّ مـــن قــتـلٍ بـغـازاتِ
...
لـكـم سـعـيتُ إلـى تـنظيفِ عـالمنا
لــم أدرِ فــي وقـتهِ حـجمَ الـقذاراتِ
...
الأنـبـياءُ عــن الإصــلاحِ قــد عـجزوا
فـكيفَ بـالشّعرِ أن يرقى السماواتِ
...
مــع الـعـصافيرِ قـد أمـضيتُ أزمـنتي
فـلـلـعـصافيرِ أشــواقــي وأبــيـاتـي
...
مــع الـسنابلِ قـد سـافرتُ مـحتضناً
فـي كـلِّ سـنبلةٍ أشـياءَ مـن ذاتـي
...
فـمـا أطـيـقُ زمـانـا لـيسَ يـشبهني
فــيــه يـعـربـدُ شـيـطـانُ الـتـفـاهاتِ
...
الـحربُ يـا سـيّدي قـد أحـرقَتْ قيماً
ورسـخَّـتْ قـيـماً تُـرضـي الـعـصاباتِ
...
فما على الشاعرِ المحزونِ من حرجٍ
إذا بــكـى وطــنـاً يــأتـي ولا يـاتـي
...
شـعبي الـضحيّةُ والمخدوعُ من زمنٍ
حـتـى غــدا دمُـهُ بـوقَ الـسياساتِ
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق