.

.

.

.

16‏/3‏/2017

بسمـــة الكـــون (أمي) للشاعرة هبة الفقي

بسمـــة الكـــون
.

هُزِّي بحرفِكِ يا بحورُ وأنْشِدي 
جُــودي بلحنِ الأمِّ هيا غَـرّدي
ولْتكتبي بدمــاءِ قلبي حبَّــها
ولْتجعلي حَرفي لها من عَسْجَدِ
وعلى جدارِ العمرِ صُفِّي فضلَها
مذْ كانَ منْ رَحمِ الفضيلةِ مَولِدي
إنــِّي أحبكِ يا جُمانـةَ مُهجَتــي
والنفسُ من أنوارِ حُسنِكِ تَهتدي
وهواكِ أنبتَ في الضلوعِ خميلةً
تُروَى بنبعٍ من حنــانٍ ســرمدي
يا أنهُرَ العطفِ المُذابة في دَمي 
هل بعد فيضِكِ للهوى من مَوردِ
أنشــودةٌ للحــبِّ ويحَ لحــونِها 
تنسابُ سِحرًا منْ معينٍ مُفــردِ
أمَّاه يا نبضَ الحنيــنِ بأضْلعي 
سيكونُ عندَ حدودِ ثغركِ موعِدي
يا بسمــةً للكونِ حِرْتُ بوصفِها 
إنَّ الجمـالَ لفيـكِ غيرُ مبــدَّدِ
ستظلُ رُوحي في جِنانِك تَرتقي
ورضاكِ يا أُمّــاهُ أَعْظَمُ مقصــدِ
أسعى بدربكِ كلَّ عمــري تابعًا
بمكارمِ الأخـلاقِ قلبي يَقتَــدي
أمــَّاهُ يا طوقَ المسـرَّةِ والهنا 
جُوريـَةُ الأفراحِ تعبقُ في يَدي
وجهٌ من الفردوسِ أبهجَ خافقي
فرأيتُ بِيــدَ العمرِ مثلَ زَبــرجدِ
قد صغتُ من دقاتِ قلبي مَوطِنًا
كي تسكنيه وبالمحبــةِ تَسعدي
ورسمتُ من حباتِ إسمكِ أنجمًا
وجعلتُ عرشكِ راسخًا بالفرقدِ
أنتِ الخليلــة والمليكــة للهوى
قد باتَ وجهُكِ للسعادةِ مُرشدِي
أُمَّــاهُ يا شـدوَ البلابلِ غــرِّدي 
ما من حياةٍ دونَ صوتـِكِ أو غَـدِ
.
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق