.

.

.

.

1‏/3‏/2017

أَنْسامِ الـصَّبَا .. شعر: سعيد يعقوب


🌺🌷🌺

الأرْضُ مِــثْـلُ الــغَـادةِ الــعَـذْراءِ // تَـزْهُـو بِـوَشِـيِ عَـبَـاءَةٍ خَـضْـرَاءِ
وخَـواطِـريْ رَقَّـتْ كَـأَنْسامِ الـصَّبَا // ومَـشاعِريْ شَـفَّتْ كَـنهْرِ ضِـياءِ
وتَـرَنَّحَتْ نَـشْوى عَـلَى شَـفتِيْ الـمُنَى // قُدُسِيَّةَ الأنْغامِ والأصْداءِ
فـالـقَلْبُ مِــنْ فَـيْضِ الـحَياةِ قَـصِيدَةٌ // والـرُّوح زهْـرٌ فـاضَ بـالأشْذاءِ
آذارُ يـبْـعَـثُ لِـلـنُّـفوسِ رســائِـلًا // خُــطَّـتْ بِـحِـبْرِ الـعِـطْرِ والأَنْــداءِ
عُـرُسُ الـحَياةِ أُقِـيمَ قُـمْ نَـرْقُصْ بِـهِ // ونَـهِيمُ خـلْفَ مَـظَاهِرِ الأشْياءِ
هـشَّتْ لَـهُ رُوحِـيْ وفـاضَ حـنِينُها // وهـفَتْ لِـرَشْفِ مُدَامةِ السَّرَّاءِ
خُـذْنيْ إلَـى طُـهْرِ الـرُّبا وهَـنَاءَةِ ال//مَـعْنى وصَـفْوِ طُفُولَتيْ البَيْضاءِ
خُـذْنِـيْ إِلَـى مَـلْهَى الـطُّفُولَةِ والـصِّبَا // ومَـرَابِعٍ فِـيها نَـثَرْتُ نَـقَائي
والـجَـوُّ يَـعْـبَقُ مِــنْ شَـتِـيتٍ فَـاغِـمٍ // لِـلـنَّبْتِ يَـمْـلَأُ جَـبْهَةَ الأَمْـدَاءِ
وعَلَى الجبِالِ الشُّمِّ تَنْقُشُ خُطْوَتِيْ // ما شِئْتُ مِن بَوْحٍ ومِنْ إصْغاءِ
وعـلى السُّهُولِ الفِيحِ أرْسُمُ ضِحْكتِيْ // فَجْرًا يسِيلُ بِمَائِجِ الأضْواءِ
ولـدَى الـسُّفُوحِ الـرَّاقصاتِ لِـصبْوَتِيْ // عَمَّدْتُ بالتُرْبِ الطَّهُورِ دمائي
أُفُــقٌ مِــن الـنَّـشَواتِ مُـمْـتَدٌّ إلــى // أُفُــقٍ وإِسْــراءٌ إلــى إسْـراءِ
والـشَّمْسُ تَـغْسِلُنِيْ بِـدِفْءِ شُعَاعِها // وتَطَهَّرَتْ مِنْ مائِها أعْضَائي
تِـلْكَ الـحَساسِينُ الـتِيْ طـارَدْتُها // تَـعِبَتْ ولَـمْ يـتْعَبْ لَـهُنَّ نِـدائي
ولُـهَاثِيَ الـمحَمْوُمُ خَـلْفَ طَـرائِديْ // مـا زالَ مشْدُودَ العُرَى لِوَفائي
والـدَّهْـشَةُ الـكُـبْرى مَـنـابِعُ لَــذَّةٍ // ثَـمِـلَتْ بِـها رُوحِـيْ بِـمَا أَنَـا رَاءِ
ومـكـامِـنُ الإِحْــسـاسِ تُــشْـرِعُ بـابَـها // لِـلـنُّورِ والـنِّـيرانِ والأَنْــواءِ
والـظِّلُ حَـانٍ والـغُصُونُ جَـدَائِلٌ // والأرْضُ فَـرْشِيْ والِّلحافُ سَمائي
ومـعِـيْ مِــن الأتْــرابِ أكْــرَمُ صُـحْـبَةٍ // أكْـرِمْ بِـتْلَك الـصُّحْبَةِ الـغَرَّاءِ
حـتَّـى إذا حــانَ الـمـساءُ وَدِدْتُ لَـوْ // أنَّ الـنَّهارَ يـكُونُ دُونَ مَـساءِ
عُـدْنـا إلــى حُـضُنِ الـبُيُوتِ وَأمْـنِها // فِـي زَهْـوِ كَـوْكَبَةٍ مِـن الـنُّبَلاءِ
سُـقْـيـا لأيَّـــامٍ مَــضَـتْ وكَـأنَّـهـا // حُـلُـمٌ مَـضَـى لـكَـنِ ْلِـغَـيْرِ لِـقـاءِ
ذهـبَـتْ ذَهــابَ مُــوَدَّعٍ لَا أوْبَــةٌ // تُـرْجـى ومــا مِــنْ مَـوْعِدٍ ورَجَـاءِ
والـيومَ مـاذا فـي الـوِطابِ سِوى الأسى // وتَجَرُّعِ الخَيْباتِ والأَدْواءِ
مُـسْـتَهْدَفُونَ لِـكُـلِّ خَـطْـبٍ فــادِحٍ // مَـرْمَى سِـهامِ الـنَّكْبَةِ الـنَّكْباءِ
فَأَرِحْ عَلَى كَتِفِ الرَّبِيعِ مَتَاعِبِيْ // وَامْسَحْ بِمَنْظَرِهِ البَهِيجِ شَقَائي
شَنِّفْ بِتَرْتِيلِ الطُّيُورِ مَسَامِعِيْ // إِنَّ الغِنَاءَ مِنَ الهُمُومِ دَوَائي
وَأَدِرْ عَلَيْنَا مِنْ شَآَبِيبِ الرِّضَا // وَاجْمَعْ إِلَى أَلِفِيْ بَقِيَّةَ يَائي


🌿🍀🌿

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق