.

.

.

.

27‏/2‏/2017

حلمٌ معاقٌ .... جواد يونس

حلمٌ معاقٌ
🍃

دُمــوعُ الْـقَلْبِ تَـسْتَبِقُ اسْـتِباقا *** وَلا بـابٌ لِـتَشْكُوَ الِانْـغِلاقا
وَما قَدَّتْ قَميصَ الصَّبْرِ، لكِنْ *** تَرومُ الرّوحُ مِنْ جَسَدي انْعِتاقا
وَلا أَبْـكي عَـلى حُـبٍّ مُـضاعٍ *** وَلا طِفْلُ الْحَنينِ بِيَ اسْتَفاقا
وَلـكِـنّي رَثَـيْـتُ الْـبِكْرَ حَـيًّا *** وَمَـنْ شِـعْرًا عَـلى حَـيٍّ أَراقـا؟
يَـعِزُّ عَـلَيَّ حُـلْمٌ كـانَ بَـدْرًا *** فَـصارَ، وَقَـدْ ذَوى أَمَـلي، مُحاقا
أَرى وَلَـدي يَـذوبُ أَمـامَ عَـيْني *** كَـشَمْعٍ زادَهُ الـنّورُ احْتِراقا
أَراهُ كَـــوَرْدَةٍ ذَبُــلَـتْ رُوَيْـــدًا *** رُوَيْـــدًا وَالـصَّـفـارُ بِـهـا أَحـاقـا
وَكَـمْ قَـلْبي تَـقَطَّعَ إِذْ أَراهُ *** كَـمَيْتٍ لَـفَّ فَـوْقَ الـسّاقِ ساقا
جَـرَعْتُ الـصّابَ كَـأْسًا بَعْدَ كَأْسٍ *** إِذا ما ثاكِلٌ ذا الْكَأْسَ ذاقا
صَـبَرْتُ وَأُمَّـهُ عِـشْرينَ عـامًا *** بِـها الْأَفْـراحَ نَـسْتَرِقُ اسْتِراقا
وَلَـمْ أَرَ عِـنْدَ مَـنْ صَـبَروا اصْـطِبارًا *** كَـأُمٍّ قَـدْ رَعَتْ وَلَدًا مُعاقا
وَكَـنْتُ إِذا وَهَـنْتُ وَخـارَ عَـزْمي *** تُـذَكِّرُني بِـما أَيّـوبُ لاقـى
فَـأَخْـجَلُ مِــنْ تَـجَلُّدِها وَضَـعْفي *** وَإِنْ فـاقَتْ بِـرِقَّتِها الـرِّقاقا
أَراهــا حـيـنَ تُـطْعِمُهُ بِـعَطْفٍ *** بِـها كَـالطِّفْلِ يَـلْتَصِقُ الْـتِصاقا
تُـقَـبِّلُ رَأْسَــهُ وَالـدَّمْـعُ يَـجْري *** كَـأَفْراسٍ إِذا دَخَـلَتْ سِـباقا
وَكَــمْ كـانَـتْ تَـتـوقُ لِـعُـرْسِهِ، إِذْ *** تَـقولُ أَعِـدَّ لِـلْمَهْرِ الـنِّياقا
وَكَـمْ صَـبَرَتْ عَـلى شَـظَفٍ بِـعَيْشٍ *** قَـساوَتَهُ نَـبِيٌّ ما أَطاقا
وَكَــمْ شَـكَرَتْ إِذِ الـرَّحْمنُ أَغْـنى *** أَبـا أَبْـنائِها وَالْـخَيْرَ سـاقا
وَكَـمْ صَـبَرَتْ عَـلى نَزَقي وَجَهْلي *** وَما طَلَبَتْ فِراقًا أَوْ طَلاقا
وَمـا كُـلُّ الـنِّساءِ بَـناتِ أَصْـلٍ *** وَلا كُـلُّ الَّـتي صَـهَلَتْ عِـتاقا
سَـأَلْتُ مَـنِ الْجِبالَ الشُّمَّ أَرْسى *** وَأَنْشَأَ فَوْقَها سَبْعًا طِباقا
بِـأَنْ يَـشْفيْ ابْـنَنا مِـنْ كُـلِّ سُقْمٍ *** وَلا يُبْقي لَنا حُلْما مُعاقا

.
🌺
 جواد يونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق