.

.

.

.

31‏/12‏/2016

بينَ لحظتينِ ... جميل داري

💧
بينَ لحظتينِ
" ربَّ يومٍ بكيتُ منهُ فلمّا...صرتُ في غيرهِ بكيتُ عليهِ "
إلى العامِ الجديدِ الذي سيغدو قديماً:
💧
رحـــــلَ الـقــديــمُ بـعــذبــهِ وعـــذابـــهِ ...وأتــى الـجـديـدُ وهـــا أنـــا فـــي بـابــهِ
كــم كـنـتُ أسـعـى أن أمــسَّ سـمـاءهُ...لـكـنـّنـي مــــا زلـــــتُ طـــــوعَ تــرابـــهِ
كــم كـانـتِ الأحــلامُ ساطـعـةَ الـــرّؤى...حـتــى تـــوارَتْ فـــي كـهــوفِ خــرابــهِ
وسـألـتـُهُ عــنــي وعــمـَّـا حــــلَّ بــــي...أصبـحـْتُ ريـشــاً فـــي مـهــبِّ جـوابــهِ
لــــم يـكـثــرثْ بــذبــولِ عــمـــرٍ آفـــــلٍ...ومـضــى يـــردُّ الـمــوتَ عـــن أسـلابــهِ
الـعـذبُ عــاشَ ومــاتَ ولــم أهـنــأْ بـــهِ...وظـلـلــتُ مــأخــوذاً بــزيــفِ سـحــابــهِ
أمـــــا الــعـــذابُ فــرحــلــةٌ قــســريــةٌ...فـــــي بــرّهِ..فـــي بـــحـــرهِ وعــبــابــهِ
فـكــأنَّ هــــذا الـقـلــبَ صــــبٌّ هــائــمٌ...فـيـعـيــدُ مــجـــدَ هـيــامــهِ وشــبــابــهِ
كــانَ الهـشـيـمُ حـصــادَ قـلــبٍ خـائــبٍ...و لـكـم رعــى الأحــلامَ فــي أعشـابـهِ
الأمـــسُ غـــابَ.. وجـــاءَ يــــومٌ غــيــره...وكـلاهــمــا بــالـــروحِ لـــيـــسَ بـــآبـــهِ
مــــا أقــصــرَ الـعـمــرَ الـطـويــلَ فــإنـــهُ...كـدقـيـقــةٍ فــــــي حـــلــّـهِ وذهـــابـــهِ
وتـكـسَّـرتْ كـــلُّ الـنـوافـذِ فـــي يـــدي...لـم أجــنِ مــن عمـلـي ســوى أتعـابـهِ
الـعــمــرُ مــــــاضٍ والـــزمـــانُ يــحــثــهُ...ويــكـــادُ أن يـــــودي بــكـــلِّ صـــوابـــهِ
كـــم كـــانَ حـلـمـي ثـائــراً لا يـرعــوي...ويـــؤجـّــجُ الــدنــيــا بـــعـــودِ ثــقــابـــهِ
والآنَ قـدخــمــدَ اللهيــــــبُ جـمـيــعــه...لــــم يــبــقَ غــيــرُ رمـــــادهِ وهـبــابــهِ
كـــم تـسـخـرُ الأيـــامُ مــــن شـرفـاتــه...أو تــُســدلُ الأكــفــانُ فـــــوقَ قـبــابــهِ
فــي نـصـفِ هــذا اللـيـلِ يـرحـلُ عـالـمٌ...ويـجــيءُ آخـــرُ فــــي جـمـيــلِ ثـيـابــهِ
وأظــــلّ أبــــدأُ مــــن جــديـــدٍ رحــلـــة...عــبـــرَ الــزمـــانِ بـشــهــدهِ وبـصــابــهِ
عـانـيـتُ مـــن زمـنــي الـوعـيـدَ فــإنــهُ...مــا كـــفَّ يـومــاً عـــن قـبـيـحِ خـطـابـهِ
لا فـــــرقَ بــيـــنَ قـديــمــهِ وجــديـــدهِ...فـكـلاهـمــا يـقــتــاتُ مـــــن إرهـــابـــهِ
الـصـبـرُ ولــّـى.. لــــم يــعــدْ مـتـحـمـّلا...للـصـبـرِ حـــدٌّ فــــاضَ فــــي تـسـكـابـهِ
عــمــرٌ تـنـصّــلَ بـغـتــةً مــــن عــمـــره...وبـقــيــتُ مـرمــيــّاً عـــلـــى أعــتــابــهِ
حـــلّ الـغــرابُ فـــلا حـمــامَ بـعـالـمـي...شــتـــّانَ بــيـــنَ حــمــامــهِ وغـــرابـــهِ
عــامٌ مـضـى.. عــامٌ يـجـيءُ.. كلاهـمـا...مـسـتـهــتــرٌ بـزمــيــلــهِ الـمـتـشــابــهِ
ويـقـولُ لــي عـامـي الجديـدُ:هـلا هــلا...فـأقـولُ:هـل سـأعـيـشُ فـــي جلـبـابـهِ
فـغــداً ..غــــداً ضــيــفٌ ثـقـيــلٌ قــــادمٌ...أهــــلاً بــــهِ وبــمـــرِّ.. مـــــرِّ شــرابـــهِ
مـــاذا سـأفـعـلُ غـيــرَ دفــــعَ شــــرورهِ...لا خـيــرَ يـبــدو فـــي شـريـعــةِ غــابــهِ
مــــاذا سـأفـعــلُ والــزمـــانُ يـحـثّـنــي...لأكـــونَ رغــــمَ الأنــــفِ مــــن أذنــابــهِ
لـكــنــنــي لا أســتــطــيــعُ رضــــــــاءه...وعـلــيّ ألــّــبَ كــــلّ جــيــشِ كــلابــهِ
صــــدري يـضـيــقُ ولا تـضـيــقُ بـنــاتــه...حـتــى غـــدا يـبـكـي طــلــولَ رحــابــهِ
كــم كــانَ يطـلـعُ مـنـهُ نـجـمُ قصـائـدي...تـتــرى ويـغـفـو الـحــبُّ فـــي أهــدابــهِ
لا نــجــمَ بــعــدَ الــيــومِ يــبــدو تِــربـــهُ...فـلـقـد تـخـلـّـى الــيــومَ عــــن أتــرابــهِ
كـلّ الـذي فـي جعبتـي مــا عــادَ لــي...روحٌ مـــحـــطـّــمــــةٌ وراءَ إهــــــابـــــــهِ
بـيـنـي وبـيــن الـوقــتُ ســـوءُ تـفـاهـمٍ...إيـــّـاكَ... والـتـســآلَ عـــــن أسـبــابــهِ
فـالـوقــتُ يـأخــذنــي عــلـــى تــيــّـاره...مـا زلــتُ أحـسـو الشـعـرَ مــن أنخـابـهِ
وأنــا الــذي لا بــرَّ لــي.. لا بـحــرَ لـــي...إنــــي أرانــــي فــــي خــضــمِّ يـبـابــهِ
الـوقــتُ يـمـضـي مـذعـنـاً مستسـلـمـاً...لا فـــــرقَ بــيـــن حــضـــورهِ وغــيــابــهِ
كم قد ضحكتُ وكم بكيتُ سدىً سدىً...لــم يـبـقَ لــي غـيـرُ الـصـّدى ورهـابــهِ
مــــــرّ الــقــديــمُ بــعــذبــهِ وعـــذابـــهِ...وأتــى الـجـديـدُ وهـــا أنـــا فـــي بـابــهِ
قـــد كـنــتُ آمـــل أن يـؤجّــجَ نجـمـتـي...مــا زالَ نجـمـي مطـفـأً.. مـــاذا بـــهِ..؟
جامـلـتـهُ.. وفــرشــتُ أشــعــاري لــــهُ...ورجــــعــــتُ دونَ ثــنـــائـــهِ وثــــوابــــهِ
بــل رحــتُ أحـلـمُ كـيـفَ أنـجـو سالـمـاً...فـوجـدتُ نـفـسـي لـقـمـةً فـــي نـابــهِ
يـجـتّـرنــي وكــأنــّنــي عـــلـــفٌ لــــــهُ...ولــكــمْ خـُـدعـــتُ بـلـطـفــهِ وعـتــابــهِ
يـا أيّهـا العـامُ الجديـدُ ..ولا جديـدَ...لــديــكَ غــيــرَ تـفــاؤلــي وســرابـــهِ
 وغـــداً سـتـغـدو مــثــلَ غــيــرِكَ آفــــلاً...وأســـيـــرُ كــالأعــمــى وراءَ ضــبــابـــهِ

💧

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق