.

.

.

.

15‏/12‏/2016

ابن فُركون ..... طَيْفُها حينَ طرَقْ


طَيْفُها حينَ طرَقْ عاقَني عنهُ الأرقْ 
بتُّ من شوْقي لَها بَيْنَ سُهْدٍ وقلَقْ 
وغرامٍ وضَنىً ولهيبٍ وحُرَقْ 
وحديقةٍ بِها مُتّعَتْ منّا الحدَقْ 
بنتُ فِكْرٍ جُلِيَتْ مِثلما يُجْلى الفَرَقْ 
سكّنَتْ قلباً لَها طارَ وجْداً وخفَقْ 
نقَعَتْ ما كان في لاعِجِ الشّوقِ احْتَرَقْ 
أجْمَعَ الحسْنُ على أنْ حَوَتْهُ واتّفقْ 
فضَحَتْ نَوْرَ الرُبى أخْجَلَتْ نورَ الشّفَقْ 
فاحْمِرارُهُ حَياً واصْفِرارُه حَنَقْ 
دُرُّها نُضِّدَ منْ طِرْسِها فوقَ السّرَقْ 
لفْظُها وُرْقٌ شدَتْ بيْنَ هاتيكَ الوَرَقْ 
بكَ يا ابْنَ قُطْبةٍ لُؤلُؤُ الفضْلِ اتّسَقْ 
أيُّ فرْعٍ منك في دوحَةِ المجْدِ بسَقْ 
فلِساني لمْ يزَلْ شاكراً متى نَطَقْ 
بحْرُ نظْمٍ لعَصىً من يراعِكَ انفلَقْ 
حِبْرُها يَروعُ ما في السّباقِ من زرَقْ 
ورئيسُنا بهِ سوقُ نظْمِنا نفَقْ 
جَدوَلُ النِّظامِ منْ بحْرِ علمِه دَفَقْ 
هَدْيُهُ أجْلى إذا لاحَ من نورِ الفلَقْ 
وسَحابُ رِفْدِه للعُفاةِ قدْ بَرَقْ 
دُمْتَ بَدراً يُهْتَدى بسَناهُ في الغسَقْ


ابن فُركون
.
أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي.
شاعر، هو ابن أحمد بن فركون أحد تلاميذ ابن الخطيب ومن خاصته.
وقد ورث شاعرنا عن أبيه الذكاء الحاد والنبوغ المبكر، وقال الشعر صغيراً ولا يعرف له اسم سوى كنيته أبو الحسين.
وكان ينظر في شبابه إلى العمل في ديوان الإنشاء ، وقد حصل له ما أراد بعمله في كتاب المقام العلي.
ولما بويع يوسف الثالث مدحه ابن فركون، فنال عنده الحظوة، وغدا شاعره المختص المؤرخ لأيامه بشعره
وأصبح ابن فركون بفضل منصبه وأدبه مرموقاً في المجتمع الغرناطي.
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق