.

.

.

.

27‏/9‏/2016

جواد يونس أبو هليل...مجنون ليلى

مجنون ليلى

أَنا في الْحُبِّ مِنْ قَيْسٍ أَجَنُّ *** وَإِنْ بي الرُّشدَ كُلُّ النّاسِ ظَنّوا
فَقَدْ أَوْدى هَوى لَيْلى بِعَقْلي *** وَقَلْبي لَيْسَ يَخْفِقُ بَلْ يَئِنُّ
وَبي مُذْ أَزْمَعَتْ هَجْري جُنونٌ *** وَإِنَّ جُنونَ بَعْضِ النّاسِ فَنُّ
وَلكِنّي عَلى الْعُذّالِ فيها *** بِعِرْضي وَالظُّنونِ بِها أَضِنُّ
أَنا مَجْنونُ لَيْلى إِنْ سَأَلْتُمْ *** بِهذا الْعَصْرِ عَنْ صَبٍّ يُجَنُّ
فَمَنْ عَشِقوا وَما نالوا وَظَلّوا *** مِنَ الْعُقَلاءِ ما عَشِقوا وَحَنّوا
وَلَسْتُ بِكاذِبٍ إِنْ قُلْتُ: إِنّي *** أَراها إِذْ عَلى بالي تَعِنُّ
كَأَنَّ خُدودَها بُسْتانُ وَرْدٍ *** وَنورَ جَبينِها النَّضِرِ اللُّجَيْنُ
أَرى لَيْلى، وَإِنْ بانَتْ، جِواري *** وَفي أُذُنِيَّ ضِحْكَتُها تَرِنُّ
فَتَرْشِفُ عَيْنِيَ الْعَسَلَ الْمُصَفّى *** مِنَ الثَّغْرِ الَّذي لِلثَّغْرِ يَرْنو
وَما قَبَّلْتُ فاها في صَباحٍ *** وَلا في اللَّيْلِ ضَمَّ الصَّدْرَ حِضْنُ
وَلا مَسَّتْ يَدي يَدَها مَساءً *** وَلا في الْفَجْرِ رَفَّ عَلَيَّ قَرْنُ
وَما يَوْمًا أَتَتْني في مَنامي *** حَياءُ الْغيدِ فَوْقَ الزَّيْنِ زَيْنُ
أَرى لَيْلايَ في صَحْوي مَلاكًا *** كَريمًا ما رَأَتْ عَيْنَيْهِ عَيْنُ
وَفي بَحْرَيْهِما كَمْ غُصْتُ شَوْقًا *** وَعُدْتُ بِلُؤْلُؤٍ بِهِما يُكَنُّ
مَلاكُ الشِّعْرِ لَيْلايَ الَّتي لي *** بِهِ أَوْحَتْ وَما أَوْحاهُ جِنُّ
وَما عَزَفَ الْيَراعُ سِوى لُحونٍ *** لَها فَحَديثُها الْعَسَلِيُّ لَحْنُ
.
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق