.

.

.

.

21‏/7‏/2016

مع المتنبي ... صبحي ياسين



مع المتنبي
مــا كــل ُّظـهـرٍ ٍ حـيـن يُطـلـبُ يُـرْكــبُ
فــزِ ِن ِ المطـايـا إنْ بـــدا لـــك مَـرْكــبُ

قلـبـي عـلــى حـــدِّ الـسـيـوف مـهـاجـرٌ
لـكـنـه مِـــنْ كـــلِّ صـلــب أصــلــبُ

جــاورتُ نـجـمـا فاسـتـبـدَّ بـــيَ َالأســـى
فــــي مَـحْـمَــلٍ سًُــمّــارهُ لا تـتـعــبُ

عـاشــرتُ أصـنــافَ الـرجــال فرُمْـتـهـم ْ
عــنــد احــتــدام ِ أوارهــــا تـتـهــرَّبُ

كــم مــن صـفـيٍّ فــي الــورى صافـيـتُـه
حــتــى إذا اخـتـلـفـتْ بــنــا يتـثـعـلـبُ

إنـــي وإنْ قـــصَّ الــزمــانُ أصـابـعــي
أمـضـي إلــى المُـهـر الـشـمـوس ِفـأركــبُ

أرتـــادُ هــامــات ِالـجـبــال وأرتــجــي
فـلــكَ الـنـجــوم ِ وظـهـرَهــا أتـنـكــبُ

الـفـقـرُ أشـعــلَ فـــي فـــؤادي جـمــرة ً
فمـشـيـتُ فــــوق جـمـارهــا أتـلـهَّــبُ

ولـقـد شـربـتُ مـــن الـكــؤوس أمَـرَّهــا
وجـرعـتُ مــا لا يَـجــرع المتـشـبِّـب

مــا هــاب قلـبـي قـســوة ً فـــي زخـِّهــا
لـكـنــه مـِــــن تــافـــهٍ يـتـهـيــبُ

مَــرَّ الـزمــان عـلــى فـــؤادي لـحـظـة
فــرأى حـديــدا فـــي الـلـظـى يتـصـلـَّبُ

قــاومــت ُكــــلَّ عـصـيِّــة ٍفهـزمـتـهـا
وثـقـبــتُ مـنـهــا جـبـهــة ً لا تـُثـقــبُ

قاتـلـت ُحـتــى هـابـنـي كـــاسُ الـــردى
وشـربــت ُكــاســا مـثـلــه لا يــشــربُ

إنــــي وإنْ هــــزَّ الــظــلامُ شـبـاتـَـه
أمـشــي إلــــى حَـوْبـائــه أتــوثــبُ

أمـسـكـت ُهَـــمَّ الـلـيـل مـــن لـهَـوَاتِـه
وطـعـنــتُــه وتــركــتــُه يـتـقــلـَّـبُ

تـقــفُ المـصـائـبُ عـنــد بـابــي نـاقــة ً
فـتـنـوخُ عـنــدي إن طـلـبــتُ فــأَركــبُ

وإذا الـمـنـى قــامــت إلــــيَّ كـسـولــة ً
أجــثــو عــلــى خُـنّـاقـهـا اتـطــلـَّـبُ

قبَّـلـتُ ثـغــرَ الـشـمـسِ أطـلــبُ ودَّهـــا
فتـمـثـلـتـْنـي عــاشــقــا أتــصَــبَّــبُ

صـعـبٌ عـلـى كـيــد الـهـمـوم وبطـشـهـا
وعـلــى الـنــوازل ِوالـنـوائـب ِ أصــعــبُ

تـعـتـادنـي الأيــــامُ تــرجــو هِـمَّـتــي
إن ْغـالـهـا هَــــمٌّ عَــصِــيٌّ قــلَّــبُ

وإذا الـغـيـومُ تـلـبـدتْ فــــي خــاطــري
أرعـــدْت ُفـيـهـا بـالـبــروق ِ فـتَـسْـكـبُ

وإذا الـجــراحُ تـنـاوحـت ْفـــي خـافـقــي
أسمعـتـُهـا لــحــنَ الإبــــاء فـتـطــرَبُ

وشـربـتُ مـــاء َالـبـحـر مُـــرَّاً عـنـدمـا
عَـــزَّ الــفــرات ُالـسـائــغُ المـسـتـعـذبُ

هـاجــت عــلــيَّ الـعـاديــاتُ ذمـيـمــة 
فتركـتُـهـا بــــدم ٍيـفـيــضُ ويـشـخــبُ

إنـــي عشـقـتـكِ والــكــؤوسُ شـحـيـحـةٌ
فـبــأيِّ كـــأسٍ يـــا حبـيـبـي تــشــربُ

وفتـحـتُ صــدري كــي تـشـمّـي عـطــرَه
أو لـيــس للـمـهـر الـمـطَـيَّـب ِ يُـنـســبُ

لامـسْــت ْجـيــدَكِ فـارتـجـفـتِ هـنـيـهـة ً
يـــا ليـتـنـي لامـسْــتْ مـــا يُـتـهَـيَّـبُ

قـالــت رويــــدك فـالـثـمـارُ شـهـيــةٌ
ورحـيـقـُهـا مــمــا تـكَـوْثــرَ أطــيــبُ

مَــدَّت ْ يمـيـنـا فـــوق رأســـي نـاعـمـا
قـالــت مَشـيـبُك َفـــي شـبـابـك أهْـيَــبُ

قـلــتُ اتـركـيـنـي فـالـهـمـومُ كـثـيــرةٌ
وشِـراكـُهـا فـــي كــــل درب ٍتُـنـصَــبُ

مــا شِـبْـتُ مــن غــدر الـزمـان وبـطـشـه
لكـنـنـي مــــن غـدر صَـحْـبـي أشــيــبُ

كــم بــتُّ أبـكـي مــن خـيـانـة صـاحــب
ٍيأتـيـك مـــن بـبــاب الأمـــان فيـَسْـلـبُ

لـكـنـنـي رغــــم احــتــدام ِ أوارهــــا
مــاض ٍ إلــى حـيــث ُالـنــزالُ الأصـعــبُ

هـيـهـات يُـهْــزَمُ مَـــن تـوَقدَ قلبُــه
حـتــى يَـحِــلَّ بـــه الـقـضـاءُ الأغـلــبُ
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق