.

.

.

.

27‏/3‏/2016

الشاعر خالد إبراهيم نزال / كـريمُ الـعَيْشِ



كـريمُ الـعَيْشِ أصـعَبُهُ مَـنالًا .. فـلا تَـرْضَ القُعودَ مع الكسالى
ولا تَـطـمعْ بِـرَغْـدٍ مُـسـتديمٍ .. فـعـذبُ الـمـاءِ أسـرَعُهُ انـتِقالا
ومــن يــرجُ الـحـياةَ بــلا عـناءٍ .. فـسوفَ يَـظَلُّ يـنتظرُ الـمحالا
فـإن ضـاقَ الـزمانُ عـليكَ يـومًا .. فـلا تـندبْ مصيرَكَ كالثكالى
ولا تَـرْكَنْ الـى الـخِذلانِ واجـعلْ .. عـلى الله الـهُدى والاتـكالا
وشَـمِّر عـن ذِراعِـكَ فـي ثـباتٍ .. فـماضي العزمِ يقتلعُ الجِبالا
وشـاوِرْ فـي الأمـورِ ذوي عـقولٍ .. فَـشَرُّ الـرأيِ ما كانَ ارتجالا
ومـن سـلكَ الـشعابَ بِـلا دلـيلٍ .. فسوف يكونُ مَسلَكُهُ وَبالا
ولا تـطلبْ مِـنَ الـكذابِ نُـصحًا .. فَـشَرُّ الـصَحْبِ أكذَبُهمْ مَقالا
وأحـسـن لـلـورى قــولًا وفِـعْـلًا .. فـتكتسبِ الـمهابَةَ والـجَلالا
تــواضــعْ دونَ ذلٍّ أو صَــغــارٍ .. ولا تـنـظُـرْ لـعـطـفيكَ اخـتـيـالا
فــإنَّ الـخـلقَ مِــنْ مـاءٍ وطـينٍ .. وخـيرُ الـخلقِ أكـرَمُهمْ فِـعالا
ولـيـنُ الـقـولِ يُـطـفئُ كــلَّ حِـقْـدٍ .. ويـجـعلُ مُــرَّهُ عـذْبًا زُلالا
فـجـادل بـالـلسانِ ودون فُـحْشٍ .. فـليس الـرأيُ حـربًا أو قـتالا
ولا تـتـعَجَلِ الأحـكـامَ ظُـلْـمًا .. وتـلـقِ الـحُـكْمَ طَـيْشًا وانـفعالا
فتصبح في يد الشيطانِ عبدًا.. يميلُ بِكَ الهوى من حيثُ مالا
وحــاذِرْ مَـضْـغَ أعــراضِ الـبـرايا .. وَدَعْ فـي حـقِّهِمْ قِـيلًا وقـالا
فـإنَّكَ لـستَ تـخلو مـن عـيوبٍ .. فلا تطلُبْ مِنَ الناسِ الكمالا
ونـفسكَ كُـنْ لـها خَـصْمًا عـنيدًا .. ولا تُـطلِقْ لشَهوتِها العِقالا
فـإنَّـكَ إنْ تُـطـاوِعْها بِـسـوءٍ .. سـتُـذكي نــارَ رَغـبَتِها اشـتعالا
وكـم مِـنْ مُـسرفٍ لَـزِمَ الملاهي .. وصالَ على موائدها وَجالا
فــلـمْ يَـــزدَدْ بــهـا إلا ضـيـاعـا .. ولـــمْ يـــزدَدْ بـهـا إلا ضــلالا
وتــقـوى اللهِ حـصـنُـكَ فـالـتزِمْها .. تُـجـنِّبْكَ الـنـدامَةَ والـخـبالا
وحــاذِرْ كُــلَّ مَـعـصِيَةٍ وذَنْـبٍ .. لـتدُرِكَ رحـمةَ الـمولى تـعالى


.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق