.

.

.

.

20‏/1‏/2016

في "حضرةِ" العشق / سهير صالحاني



سَبَتْ ليلى قلوبَ العاشقينا
وزادت تُومِضُ الأشواقَ فينا

وتَحجُبُها فتلتاعُ المساعي
لِعَودةِ وَصْلِها لُطفًا ولِينا

أيا ليلى ورُوحي في اشتياقٍ
لعِطركِ أو لطيفِكِ فارحمينا

بِطَرفِكِ أشرقتْ شمسُ المعاني
فضاءتْ دربَ قومٍ تائهينا

هَبيني لمحةً بربيعِ وَجدي
لأدخُلَ عالَمَ الملكوتِ فينا

فأنتِ النبعُ للظمآنِ عذْبٌ
وغيرُكِ لا يُرَوِّي الظامِئينا

وأنتِ بَريقُ ماسٍ في الدَّياجي
يَشِعُّ كأنجُمٍ للعابرينا

وأحوالٌ تُصَيِّرُ قَلبَ صَبٍّ
بَصيـرَا مُدرِكًا لِلـمُكرَمينا

وعِشتُ قُبَيلَ رؤياكِ احتِجابًا
كأعمى ظنَّ في العينِِ الـمُعينا

ولمّا نالَ في النظَرِ انفراجًا
رأى الدنيا شرابَ الـمُبتَـلِـينا

ولو شهِدَ الحياةَ بِعَيِنِ قلبٍ 
لما شاقَ العَنا وقضىٰ سجينا

أيا ليلى وذِكراكِ استباحتْ
شَغافَ القلبِ تُشْجيهِ أنينا

أطِلِّي مثلَ طَرفةِ عَـيْـنِ بَرْقٍ
تُنِـرْ في وِجهتي سَعيًا مَكِـينا

لذاكَ الـوَهجِ أهْمي في سَقامٍ
لَهَجْـتِ القـلبَ فامتشَقَ الحنِـيـنا

أيا عينيْ التي منها أراني 
ويا سمْعي الذي بالحقِّ زِينا

يهِلُّ حضورُكِ الأخَّاذُ سرَّ ًا
فيَجهَرُ بالسعادةِ فيَّ حِينا

لقد غنّيتُ في الأحوالِ ليلى
وإنَّ لِسِرِّها كَنزًا دَفينا

ولم يغنم مكارمَهُ جَهولٌ
وجُلُّ الناسِ كانوا حائرينا

فرَشتُ بساطَ حُبِّي عندَ بابٍ
إذا فُتِحتْ مناقِبُهُ سُقينا

على ليلاهُ غنَّى كلُّ صَبٍّ
وليلايَ ارتقَتْ فِكرًا ودِينا


.

هناك تعليق واحد:

  1. مبدعة سلمت اناملك ورقة بوحك .... تحية تليق بمقام الشعر الراقي

    ردحذف