.

.

.

.

29‏/1‏/2016

قصيدة لأمي / ماهر الخولي



ردي علي الصوت يا أماه
وخذي على الخفاق ما يغشاه
يا أيها القمر المسافر في دمي
في كل ليل تنجلي عيناه
ويطل وجهك مثل شلال الهدى
فتشم كل الكائنات شذاه
وتغار منك الشمس في عليائها
إن هل بدرك في بديع سناه
وتطير من خديك ألف فراشة
والفل يرشف من نداك نداه
ويذوب فيك الياسمين صبابة
إن لامستك من الحنين يداه
ويظل عطرك في دمي مستيقظا
حتى يخضب أضلعي أحلاه
والشوق يقرؤك السلام قصائدا
ما خطها للعاشقين سواه
لولاك ما سكن الصباح عيوننا
وتوضأت أحداقنا بضياه
وتبعثرت مثل النجوم حروفنا
شعرا تمزق في السطور حشاه
لتطير من صدري إليك حمامة
أوحى إليها القلب في نجواه
أماه من كفيك يغتسل الشذا
ويفوح منك المسك ما أشهاه
ويكاد يخفي الزيزفون ولوعه
لما رآك وأشرقت عيناه
أماه أرض الدار بعدك ما رواها
الغيم دمعا كالذي نسقاه
رحل الشتاء وظل حضنك مورقا
تأوي إليه الطير حين تراه
وتنهد الطفل الصغير بداخلي
وتمزقت فوق الدروب خطاه
ما زال في كل البلاد مهاجرا
لم يبق في هذا المدى إلاه
يهواك مذ أرضعته قطر الندى
وتذوب فيك عروقه ودماه
يشجو لأيام الطفولة ماله
دمع يسيل فيستريح لظاه
ولكفك البيضاء تحمل مهده
وتطيب الأزهار فوق ثراه
والقلب يكمل في عيونك نبضه
ويبوس خدك عندما يلقاه
ما زال يشرح للبلابل حبه
حتى تردد لحنه...وهواه....


.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق