.

.

.

.

29‏/10‏/2015

أرجوحة الذكريات




أشتاقُ إلى أمِّي وأبي .. وإلى داري وإلى كتبي
وإلى أحبابي قاطبةً .. منهمْ من غابَ ولم يغبِ
وإلى مجنونةِ حارتِنا.. تبكي أو تضحكُ من غضبِ
وإلى دربٍ ما زالَ معي.. من عامودا حتى حلبِ
وإلى صرصارٍ صيفيٍّ.. كانَ يغنِّي حدَّ الطربِ
وإلى أرجوحةِ ذاكرتي.. كانَتْ تهتزُّ كما شغبي
وإلى رمضانَ أصومُ بهِ .. نصفَ نهارٍ طفلاً وصبي
وإلى أشجارِ حديقتِنا.. من رمَّانٍ أو من عنبِ 
وإلى أعراسٍ صاخبةٍ.. تجتاحُ الوقتَ بلا تعبِ 
وإلى أحلامٍ صادقةٍ.. اليومَ غدَتْ بيدِ الكذبِ
وإلى كلِّ شتاءٍ قاسٍ.. وإلى أصيافٍ من لهبِ 
وإلى ألبومٍ من صوري .. وإلى ذكرىً تتوهَّجُ بي 
وإلى قطٍّ في مسغبةٍ.. والفأرِالمُمعنِ في الهربِ
وإلى زمنٍ صارَ بعيداً .. وأذانِ الفجرِ بصوتِ نبي 
وإلى طفلٍ قد كانَ معي.. نلهو لا نشكو من تعبِ
وإلى ديكٍ ودجاجاتٍ.. يشربنَ الماءَ من السُّحبِ
وإلى راعٍ خلفَ قطيعٍ.. يتمرَّغُ في قلبِ العُشبِ 
وإلى وطنٍ خالٍ منِّي.. خالٍ من رائحةِ الكتبِ
وإلى أمواتٍ قد كانوا .. ملءَ القلبِ وملءَ الهُدبِ
وإلى أعيادٍ مترعةٍ... أغلى واللهِ من الذهبِ
وإلى رحلاتٍ لن تُمحى .. من ذاكرتي أو من أدبي

الشاعر جميل داري



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق