.

.

.

.

24‏/5‏/2017

سعيد يعقوب ... (الشاعر يرثي والده) رحمه الله

.

تَشْفَى الجِرَاحُ وَجَرْحِيْ فِيكَ لَا يَشْفَى
إِنِّيْ سُقِيتُ بِهِ كَأْسَ الأَسَى صِرْفَا
أُخْفِيْ عَنِ النَّاسِ ضَعْفِيْ وَهْوَ يَفْضَحُنِيْ
وَكَيْفَ أَخْفِيهِ، إِنَّ الضَّعْفَ لَا يَخْفَى
أَبْكِيْ عَلَيَّ وَلَا أَبْكِيكَ يَا أَبَتِيْ
فَمَا أَنَا غَيْرُ نِصْفٍ ضَيَّعَ النِّصْفَا
اليَوْمَ لَا ظِلَّ فِيْ الدُّنْيَا أَلُوذُ بِهِ
فَكَيْفَ أَدْفَعُ عَنِّيْ الشَّرَّ وَالخَوْفَا
اليَوْمَ لَا سَيْفَ فِيْ كَفِّيْ أَصُولُ بِهِ
أَلَمْ يَكُنْ وَالِدِيْ فَيْ قَبْضَتِيْ سَيْفَا
وَدَّعْتُ فِيكَ صِفَاتٍ عَزَّ حَامِلُهَا
الصِّدْقَ وَالجُودَ وَالإِقْدَامَ وَالعَطْفَا
يَا صَاحِبَ الشِّيَم ِ الغَرَّاءِ مَعْذِرَةً
إِنِّيْ لَأَضْعَفُ مِنْ أَنْ أَكْتُمَ الضَّعْفَا
لَوْ حَلَّ فِيْ جَبَلٍ مَا حَلَّ بِيْ لَهَوَى
حُزْنَاً عَلَيْكَ وَلَوْ فِيْ زَاخِرٍ جَفَّا
لَكِنْ أَعُودُ إِلَى الصَّبْرِ الجَمِيلِ وَكَمْ
خَطْبٍ ثَقِيلٍ بِحُسْنِ الصَّبْرِ قَدْ خَفَّا
فَكَمْ بِكَفِّكَ قَدْ أَسْقَيْتَنِيْ قِيَمَاً
زَهْرُ الرَّوَابِيْ عَلَيْهَا يَحْسُدُ الكَفَّا
زَرَعْتَ فِيْ النَّفْسِ أَنْ تَبْقَى مُحَلِّقَةً
وَاَنْ تَظَلَّ عَلَى طُولِ المَدَى سَقْفَا
أَنْ أَطْلُبَ المَجْدَ لَا أَرْضَى بِهِ بَدَلاً
وَأَنْ أَكُونَ عَلَى نَيْلِ العُلَا وَقْفَا
أَنْ أَسْتَطِيبَ الرَّدَى دُونَ الهَوَانِ وَلَا
أَرْضَى النَّقِيصَةَ وَالإِحْجَامَ وَالعَسْفَا
أَنْ أَنْصُرَ الحَقَّ أَنَّى كَانَ صَاحِبُهُ
وَأَنّْ أَظَلَّ بِجَنْبِ الحَقِّ مُصْطَفَّا
وَأَنْ أُخَاصِمَ لَوْ خَاصَمْتُ فِيْ شَرَفٍ
مَا أَقْبَحَ الغَدْرَ وَالإِجْحَافَ وَالخُلْفَا
مَنْ كَانَ مِثْلَكَ لَا يَطْوِيْ الزَّمَانُ لَهُ
ذِكْرِاً ثَنَاءُ الوَرَى مِنْ حَوْلِهِ حَفَّا
فَأَنْتَ مَعْنَىً جَلِيلٌ لَا يَمُوتُ وَلَا
يَفْنَى يَلفُّ مَعَ التَّارِيخ ِ مَا لَفَّا
وَلَمْ يَكُنْ وَاحِدَاً فِيْ عَيْنِ مُبْصِرِهِ
فَمَنْ رَآهُ رَأَى فِيْ وَاحِدٍ أَلْفَا
لَيْسَ الرِّجَالُ سَوَاءً فِيْ مَكَانَتِهِمْ
كَمْ وَاحِدٍ أَنْتَ لَمْ تَعْدِلْ بِهِ صَفَّا
عَزَاؤُنَا فِيكَ ذِكْرٌ كَالشَّذَا عَبِقٌ
لَوْ شِئْتُ وَصْفَاً لَهُ لَمْ أُحْسِنِ الوَصْفَا
وَإِنَّمَا المَرْءُ ذِكْرٌ بَعْدَ صَاحِبِهِ
فَاتْرُكْ وَرَاءَكَ ذِكْراً يَقْهَرُ الحَتْفَا
كُلٌّ لَهُ أَجَلٌ إِنْ جَاءَ مَوْعِدُهُ
لَا يَسْتَطِيعُ لَهُ دَفْعَاً وَلَا صَرْفَا
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق