.

.

.

.

24‏/5‏/2017

رائد جراجر .... حِوار في قارِعَةِ المَطَار


وَقَـــفَـــتْ تُــكَـلِّـمـنِـي بِــــــلا مِــيــعَــادِ
عَــــنْ مَـوْطِـنِـي سَــأَلَـتْ وَعَـــنْ أوْلادي
.
تَــحْــكِـي وأصْـــغِــي بـافْـتِـتـانٍ مِـثْـلَـمَـا
تـصْـغي الـغُصُونُ إلَـى الـحَمَامِ الـشَّادي
.
قـالَـتْ: مَـضَـى دَهْــرٌ عَـلَى عَـمَلِيْ هُـنَا
وأرَاكَ إمَّــــــــا رَائِــــحًــــا أَوْ غَــــــــادِي!
.
أَوَلَــمْ تَـجِـدْ فــي الأرضِ هـذي مَـوْطِنًا؟!
حَــتّــى الــطّـيُـورُ لــهــا رُبــــى وبَـــوَادِ!
.
فَـأَجَـبْـتُـها والــحُــزْنُ يَــخْـنُـقُ أَحْــرُفــي
وال (آهُ) تَــخْـرُجُ مِـــنْ صَـمِـيـمِ فُــؤادي:
.
بَــلَـدي بِـحَـجْمِ الـكَـوْنِ إنْ لَــمْ تَـعْـلَمِي
مَــسْــرَى الــنُّـجُـومِ ومَــهْـبـطُ الأمْــجــادِ
.
بُـــلْــدَانُ كُـــــلِّ الأرضِ مِــنْـهـا فُــرِّعَــتْ
لــكــنَّــنــي أحْــــيَـــا بـــغــيــرِ بـــــــلِادِ
.
سَـقَـطَـتْ مَـفَـاتِيْحُ الـمَـمَالِكِ مِــنْ يَــدي
وأَضَــعْـتُ فـــي بَــطْـنِ الـزَّمـانِ جَــوَادي
.
وطَـــنِـــي يَـــصُــوغُ جِـــراحَــهُ أبْـــنَــاؤهُ
أَشْــلاؤهُــمْ فــــي سَــفْـحِـهِ والـــوَادِي
.
خـــانــوا مَــبَـادِئـهُـمْ وخَـــانُــوا دِيــنَـهُـمْ
ووَصِـــــيّـــــةَ الآبــــــــــاءِ والأجْـــــــــدادِ
.
مِــــنْ بَــعْــدِ حِـكْـمَـتِـنَا ووحْــــدَةِ رَأْيِــنَــا
صِـــرْنَـــا مِـــثَـــالَ الـــغِـــلِّ والأَحْـــقـــادِ
.
صِــرْنَــا عَــبِـيْـدًا خـاضِـعِـيْـنَ لِــكُـلِّ مَـــنْ
كُـــنَّـــا عَــلَــيْـهِـمْ سَــــــادَةَ الأسْـــيَــادِ
.
وطـني.. ومـا وطني؟ هو الشّمْسُ التي
قــــد ألـبـسـوهـا الــيـومَ ثـــوبَ سَـــوَادِ
.
مــــا كــــان (صــالــحُ) صـالِـحًـا لِـجَـلالِـهِ
كَــــلّا ولا عَــــرَفَ الــهُــدُوءَ ب(هَـــادي)
.
َتَــتــقَــاذَفُ الــنِّــيْــرَانُ كُــــــلَّ مَــدِيْــنَـةٍ
والأرضُ تَـــغْـــدُرُ والــسَّــمَــاءُ تُـــعَـــادي
.
.
.
ورَأَتْ دُمُـــوعِـــي حَــيْــنَـهـا فَــتَـأَسَّـفَـتْ
عُــــــــــذْرًا إلِـــــــــيَّ بِـــــرِقَّــــةٍ وَ وِدَادِ
.
وبَـــكَــتْ مَــعِــي، أوَّاهُ مِــــنْ دَمَـعَـاتِـهـا
وجَــبِــيــنـهـا كـــالأقْــحُــوَانِ الــــنَّـــادِي
.
ورَنَـــــتْ إلَـــــى عــيــنـيّ قــائـلَـةً: أَرَى
بِـــهِــمَــا حُـــــــرُوبَ أُخُــــــوّةٍ وأعَــــــادِ
.
ورَأَيْـــــتُ واقِــعَــةَ الــبَـسُـوْسِ مُــجَــدَّدًا
لــكــنْ بِــغَـيْـرِ (الــحــارِث بْــــن عُــبَــادِ)
.
وَوَرَاءَ بَــسْــمَــتِـكَ الــحَــزِيْــنَـةِ عَـــالَـــمٌ
يَــبْــكِــيْ وَأَلْــــــفُ فَــجِــيْـعَـةٍ وَحِـــــدَادِ
.
وَرَأَيْـــــتُ (وَضَّــاحًــا) بِــوَجْــهٍ شَــاحِــبٍ
وَرَأَيْــــــتُ (ذا يَــــــزَنٍ) بِــغَــيْــرِ عَـــتَــادِ
.
وَسَــأَلْـتُـهَـا عَـــــنْ حَــالِـهَـا.. فـتَـنَـهَّـدَتْ
لِــتَــبُـوْحَ عَـــــنْ جُـــــرْحٍ بِـــهَــا وَقَّـــــادِ
.
قـالَـتْ: جِـرَاحِـيْ مِــنْ جِـرَاحِـكَ، إنَّ بِـي
مــــا حَــــالَ بَــيْـنَ مَـضَـاجِـعِي وَرُقَـــادِي
.
مــــــا لا يُــعــبَّــرُ أو يُـــقَـــالُ بِــأَلْــسُــنٍ
أوْ أَحْـــتَـــوِيْـــهِ بِـــرِيْـــشَـــةٍ وَمِــــــــدَادِ
.
أنَا مِنْ (دمشقَ) وما (دمشقُ) سوى دَمٍ
يَـــــــا سَـــيِّـــدي ومَــقَــابِــرٍ وَرَمَــــــادِ!!
.
الــمَـوْتُ فـــي وَطَــنِـي يَـــرُوْحُ وَيَـغْـتَدِي
وَبِـــكُـــلِّ زَاوِيَــــــةٍ هُـــنَـــاكَ يُـــنَـــادِي!
.
مـــا عَـــادَ لِـــي بَــلَـدٌ.. فـقـلـتُ: ولا أَنَــا
لَــكِــنْ لَــنَـا فِـــي الــحُـبِّ ألْـــفُ بِـــلادِ.
.
رائــــــــــــــــــــــد جـــــــــــراجــــــــــر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق