.

.

.

.

5‏/4‏/2017

محمود موزة ... أمّاه

أمّاه
......................

قد شاخ طفلكِ مثل الأرض أُمَّاهُ
وابيضَّ مثل غمام الصيفِ فوداهُ
........
هل أربعون من الأعوام تمنعهُ
من أنْ يحن لصدر كان مرعاه
......
فيرتمي فوق روضٍ مُعشبٍ خَضِرٍ
كفرخِ طيرٍ تدانى فاغرًا فاه
........
يشتم فيه نسيما من طفولته
وقبلةً لم تزل بالحب ترعاه
.........
عامان قالوا فطام الطفل في صِغرٍ
مالي أحسُّ بأن العمر عاماهُ
........
إني أعوذ بكفٍّ منكِ حانيةٍ
فدثِّري جسمي المرميَّ أمّاهُ
........
ومسِّحي صبحَ شَعر فرَّ من حَلَكٍ
لكنَّ صبحَ غَدٍ ما انفكَّ ليلاه
.........
كم شردتْهُ عيونُ الخلقِ فانصرفت
عن نومها أرقًا في الليل عيناهُ
..........
فجاءه الشعرُ يزهو في عباءتهِ
ما كنتُ أفعلُ بالآهاتِ لولاه
.........
أمَّاه كم هزَّني دمعٌ لنائحةٍ
أو طائرٌ عبثًا قُصَّت جناحاه
.........
ماكل من رقصتْ بالنبضِ أضلعهُ
حيَّا ولا كل مَيْتٍ طاب مثواه
........
إنْ أُلصقت بحلول الموت نعيتنا
فكم نرى شبحا والموتُ ينعاهُ
.......
تخفى السرائر والرحمن يظهرها
مانعمة البعث إلا من عطاياهُ
.......
كمْ يدِّعي الفضلَ إنسانٌ فتفضحه
يوم القيامة عند اللهِ يمناه
.....
ها قد بثثتكِ يا أمَّاه نائبتي
لمن تُراهُ يتيمٌ بثَّ شكواهُ
........
هل لي رضاكِ عسى الرحمن يرحمني
ما أضيع العمر إن لم يرحمِ الله
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق