.

.

.

.

20‏/4‏/2017

هيام الأحمد .... (سورية)

هيام الأحمد (سورية)
====================



مـــنْ أيّ أبــوابِ الـدُّعـا أتَـسـرَّبُ؟
خـمسونَ عـاماً فـي الـلظى أتقَلّبُ
وتــكـادُ تـغْـرقُ فــي الـدمـاءِ بـلادُنـا
أيَّ الــجـهـاتِ تــؤمُّـهـا يــامـركـبُ؟
الـــحــربُ نــــارٌ والأنــــامُ وَقــودُهــا
مِــن أيـنَ يـا نـارَ الـحروبِ الـمهْربُ؟
الــقــدسُ كــانــت لــلـبـلادِ أمــيـرةً
يُــهـدى إلـيـها كــلّ فـجـرٍ كـوكـبُ!
والـبـرتـقالُ مُـعـطّـرٌ فـــي صــدرهـا
يـقْتاتُ مـن ضوءِ الشموسِ ويشربُ
يـافـا يـمـوجُ كـمـا الـسنابل شـعرُها
والـمـشـطُ تْــبْـرٌ والـسـوارُ مُـذهّـبُ
عـكّـا تـغـنّي الـبـحرَ قـصةَ عـشقها
فــيـثـورُ أحــيـانـاً، وحــيـنـاً يــطْـربُ
جَـــــدّي إذا زرَعَ الــقـفـارَ بِــخـطـوِهِ
تـخـضَـلُّ أشــجـارٌ، وبــيـدٌ تُـعْـشِبُ
ولَـــهُ مـــعَ الـزيـتـونِ ألـــفُ حـكـايةٍ
مــــا زالَ عـنـهـا كـــلُّ حُـــرٍّ يـكـتـبُ
هـجـمَ الـعُـداةُ كَـسَيْلِ حِـقدٍ جـارِفٍ
صَــرْحَ الـحـضارةِ فـي بـلادي خَـرَّبوا
زعـموا بـأنّ الـقُدْسَ أرضُ جـدودِهم
وبِــأنّـهـم شــعــبُ الإلـــهِ الأقـــربُ
صــالـوا، وجـالـوا،ثــمّ عـاثـوا فِـتْـنةً
كـمْ قَـتَّلوا! كمْ شَرّدوا! كم عَذّبوا!
وتـآمـروا، واسـتعمروا، واسْـتوْطنوا
كـي يـسلبوا خُـضرَ الضِفافِ وينهبوا
أمٌ تــمــوتُ إلـــى جِـــوارِ صِـغـارِهـا
ويــتـوهُ فـــي لــيـلِ الـعـذاباتِ الأبُ
الـشمسُ تـذوي فـي ثـيابِ حدادِها
والأفْــقُ مـن وهْـجِ الـدماءِ مُـخَضّبُ
عُــذْراً إلــى عـيْـنيْكَ يـامـاءَ الـسـما
دمـــعُ الـنـساءِ هــوَ الأرقُّ الأعــذَبُ
أطْـفـالُـنا لُــغـةُ الـرصـاصِ حـديـثُهم
ولــهـمْ بِـمـيْـدانِ الـحـجـارةِ مـلْـعـبُ
غَـضِبَ الـصغارُ، وزمْجَرَتْ صيحاتهم
فـالـطُـفْلُ بُــركـانٌ يــثـورُ ويـغـضَبُ
هـذي فـلسطينُ الـتي تصحو على
تــرنــيــمــةٍ لِــــمُـــؤَذِّنٍ يَـــتَــقــرّبُ
وكـنيسةِ الـمهدِ الـتي فـي صـدرها
طـيـفُ الـمسيحِ بِـكلِّ قـلبٍ يُـصلبُ
سـتظلُّ أصـواتُ المآذِنِ في المدى
حـتّـى يـثوبَ إلـى الـرشادِ الـمُذنِبُ
مـنّي إلـى الـشعبِ الأبـيِّ نـصيحةً
إلّا الـمـروءَةَ كــلُّ شــيءٍ يـذهَـبُ!
حــــاذِرْ مُـصـاحَـبـةَ الـجـبـانِ فــإنّـهُ
(يُعْدي كما يُعْدي الصحيحَ الأجربُ )
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق