.

.

.

.

28‏/4‏/2017

( مَرايا مَكسورة ) للشاعر اسامة سليم


(  مَرايا مَكسورة  )

من القلب إلى القلب.. إلى كل المستضعفين في الأرض ✌
.

تَـداعـى الشَّرُّ واكـتَـمَلَ النِّصابُ

وحَولَ جِـراحِـنـا اجـتَـمَعَ الكِلابُ

على أحلامِنا افــتَـتَـحـوا مـَزاداً

وهذا مِــخـلَـبٌ شَـحَـذوا ونـابُ

على أسـمـائِـنـا عَــقَـدوا اتِّفاقاً

وتَمَّ الـبَـيـعُ وانصَرَفَ الـحِـسابُ

تَقاسَمَني العَدوُّ ومـــا تَـبَـقّـى

مِنَ الآمالِ يَـســلُـبُـهُ الــذُّبـابُ

مَــلاحِــمَ قد أرادوهـا فَـكـانَـت

جَـرائِـمَ كُفرُهـا عَـجَـبٌ عُـجـابُ

أحَلَّ دَمي الـحَرامَ هُـنـاكَ شَـرعٌ

تَـــقَـــوَّلَــهُ ونَــفَّـــذَهُ الذِّئابُ

تُـبَـرَّأُ عُـصبَـةُ الشَّيطانِ ظُـلـمَـاً

وغَضَّ الطَّرفَ عـن يَدِها الـعِقابُ

فَـأركُـمُ ما تَـحَطَّمَ من حُـروفـي

ويَـنـثُـرُنـي مـَعَ الـرّيـحِ العِتابُ

وأبني في فَراغِ الـصَّمتِ شِـعراً

لَـهُ سَــقــفٌ بِـلا جُـــدُرٍ وبـابُ

أوارى خَــلـفَـهُ عــن كـلِّ لِـصٍّ

وأســكُـنُـهُ ويَسكُنُني الــخَـرابُ

أُذَوِّبُ فيكَ يا قَـلَـقـي الـتَّـراقي

فَلم تَهدَأْ ولا احـلـولى الـعَـذابُ

فَـاَجـرَعُ ما تَـسـاقَطَ مـن قَوافٍ

مُـدَمَّـمَـةٍ يُـمـازِجُـهــا اضطِرابُ

فَيَسكَرُ حينَ أحسو الشِّعرَصَحوي

ويَـصـحو حينَ يُـنشِدُني الشَّرابُ

وأكـتُـبُـني على الأسرارِ جُـرحـاً

فَـيَـفضَحُني على الـمَـلـَأِ الكِتابُ

وأجتَرُّ الـسَّـعـادَةَ مـن خَـيـالـي

ألوكُ غَــدي ويَـمـضَغُني اكتِئابُ

فَأبلَعُ حَسرَتي الـبَـكـماءَ شَـوكـاً

ويَـشـرَقُ حـيـنَ يَبلَعُني المُصابُ

واخـلَـعُ وَجهِيَ المَحروقَ حُـزنـاً

أُرَقِّعُهُ ويَـلـبَـسُـنـي الـضَّـبـابُ

انا مَن انـتَ يــا ظَـمَـأَ الـمَـرايا

نَظَرتُ إليَّ فـانـعَكَسَ الـسَّـرابُ

انا مَـن أنتَ يــا وَجــهَ الـرَّزايـا

نَــظَـرتُ إليَّ فـانـتَـحَبَ الشَّبابُ

أُصافِحُني على مَـضَـضٍ وأبـكي

وأحزِمُني ويَـحـمِـلُـنــي الغِيابُ

أُقَـبِّـلُـني على عَجَلٍ وأمــضـي

ويَـنـساني مَعَ النَّفسِ الـذَّهـابُ

مُـقـيـمٌ راحــِلٌ والـتّـيـهُ مَنفى

بِنَفسي فـيـهِ يَجمَعُني اغـتِـرابُ

انـا مَـن انــتَ أسـألُـنـي مِراراً

يُــلِــحُّ بِـيَ الـسُّـؤالُ ولا يُجابُ

على ذاكَ الـرَّصيفِ أضَعتُ طِـفلاً

وفي عَـيـنَـيهِ ضَيَّعَني الـجَـوابُ
........................................

للشاعر اسامة سليم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق