.

.

.

.

18‏/3‏/2017

احمد وليد تركماني ... حبها والوطن

حبها والوطن
.

جائني هاتِفها .... يسألُ عني
ماكانَ أروعهُ سؤالُ الياسمين
قالت لي حبيبي : طالَ الغيابُ
وتعثرتُ في متاهاتِ الأنين 
لا شيئ بعدكَ
لا شمسٌ.. ولا مطرٌ .. ولازهرٌ
كيف يمرّ الهواء في رئتي..
بعد العذابِ  ...ياهمسي الحزين
أريدُ الهروبَ من سجني إليكَ
أريدُ الهروبَ منّي إليكَِ ...
يا طيفِ أحلامي
 و يابدءَ التكوين
2
هل تذكرينَ تلك الليلةْ
 وأشعاري التي
تلوناها منذُ حين ........
وفنجان القهوةِ الحلوهِ
 وكتاب النبيِّ الذي أهديتني 
وكتبُ الشعرِ التي تناقشنا
 وأقلامَ التلوين
هل تذكرينَ المشاوير بيننا ؟؟.....
والحبَّ الخالدَ 
في رحلةِ الشتاءِ .. مع موسيقا المطرِ
هل تذكرين؟؟
حتَّى العصافيرُ تسألُ عنكِ .......
والزنابقُ ....والازهارُ .. والياسمين
وملقطُ الشعر الأسودِ
 والقرط في عيد الحب
الذي أهديُتكِ  ...
يبكي...
كلَّهم يبكون الغيابَ 
ياكلِّ الحزين 
3
سافرتُ في دنيايَ وحدي ......
وتبعثرتُ كما كانَ الأولين
ومضيتُ بالحرف ابن ِ مجداً...
عساهُ يكونُ أملاً 
وصنعتُ مجداً  ....... دونَ قرين
وشيّدتُ ألف َ صرح ٍ .... وصرحٍ 
وصنعتُ مجداً .....حتى للآخرين 
ما أتعبني شقائي  ولا السفرُ
ما أتعبتني غربتي ولا تعبي 
ما أتعبني إلّا وجَهكِ الحزين .....
كيفَ ينامُ الحزنُ في الشمس؟
وكيف ينام في القمر المبين ؟..
عاهدتُ نفسي أن ْ ألملمَ الحزنَ
 من عينيكِ .. ومن الرموشِ
 ومن العمرِ الثمين
حتى تَنسي معي ....... كلَّ همٍّ
حتى تنسي حقدَ الآخرين .....
4
وبحثتُ عن نفسي في الدروبِ 
عن يساري بحثتُ ..ومن فوقي
 وعن اليمين
ما اصدمطتُ الّا بحدِّ السيوفِ
ولحنِ الحراب ..
وبقيتُ
كالنسر الشامخ مرفوعَ الجبين 
وضعوا حجارةَ الدنيا في دروبي
وطالبوا برأسي .. 
وربّي كان لديَّ المعين ....
حملني من درب الشقاءِ والأسى
وزرعني في كوكبِ الياسمين 
5
انا لا أؤمنُ بالحرفِ المنُمق ....
والكلام الجاهزِ ..والشعرِ الهجين
لا أؤمنُ بكلِّ كلامِ السياسة
 ومن غيرها
دمرتنا
فصرنا  كراتٍ من عجين
فعنِ اليمن يقاتلُ معاويةْ
وعن اليسارِ يقاتلُ الحسين
وكلَّ معارك الدنيا لدينا
وما زارنا الفرح منذ سنين
6
حياةُ بلادي هدّها العياء
وغزاها شقاءُ الدهرِ الحزينْ
وشبابَنا صارَ همَّهم ...
سفرٌ  ... أو فخذَ امرأةٍ 
وتبعثروا في دروب الهاربين
وما تبقى منّا سوى الموتى
وماتبقى سوى العظمِ الرميم
والعالمُ العربيُّ يسرجِ خيلهُ
وينادي يا أهل القبورِ
وهلْ ميْتٌ .. بميّتٍ يستعين ؟
يا أخوةَ الترابِ ماتت النخوةُ
وضاعُ العمرُ والشرفُ الثمين
كلًّ يومٍ نعود للوراء 
والناس موتى.. والعمر يفنى
وتمضي السنين
من قال أنَّ الجاهلية ماتت ؟؟
والعصبية في الأرحام ِ.. حدَّ الوتين
نولد متعصبينَ لقومنا
متعصبينَ للنسبِ  ... وللدين
ومتى سنُشفى من عُقدَةِ الكبتِ
ومن أن نكونَ بينَ التابعين
ياوطني الكبيرُ أحببتُ ترابكْ
وماكانَ حبي إليكَ مَهين
توحدتُ بين شتائلِ الزهر
وبينَ أشجارِ الأرزِ و التين
لا تغضبْ إن ْ أثرتُ الملامة
فلومي لأهلي 
 ماكان كرهاً ..
ولا حقداً ضغين 
لأَنني أهوى ترابكَ والمدى
أبوحُ بالقريضِ كي تستقيم
كي تبرأْ حبيبي من الجراح
كي تعودَ اليَّ مرفوعَ الجبين
7
جاءني هاتفكِ يسأل عني
جاءني هذا الصوتُ الرخيم
أغلقتِ دروب الجراح والأسى
ياكلّ ناسي .. يا قدري الثمين 
ماتبتُ عنكِ ولن اتوبُ 
وكيف المتاب  عنكِ 
ياروحَ السنين.؟
كلّما حدقت في عينيكِ  .... أحبك ِ 
كلّما حدقت فيك زاد اليقين
.
احمد وليد تركماني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق