.

.

.

.

9‏/3‏/2017

حلم عابر ...... شعر : سعيد يعقوب



حلم عابر
..........

أَحْــلَامُ رُوحِــكَ مَــا لَـهُـنَّ حُــدُودُ // فَـمَـتَى عَـلَيْكَ يَـدُ الـزَّمَانِ تَـجُودُ
وَلَــدَيْـكِ فِـــيْ أُفُـــقِ الـخَـيَالِ مَـرَاكِـبٌ // وَمَـواكِـبٌ وَبَـيـارِقٌ وَجُـنُـودُ
وَخُـيُـولُ بَـوْحِـكَ وَاثِـبَـاتٌ فِــيْ الـمَـدَى // تَـعْتَامُ آفَـاقَ الـرُّؤَى وَتَـرُودُ
وَالـقَـلْبُ غَــضٌّ وَالـعَـزِيمَةُ شُـعْـلَةٌ // وَعَـلَـيْكَ ظِــلٌّ لِـلْـهَوَى مَـمْـدُودُ
اَطْـلِـقْ جَـنَـاحَكَ فِــيْ الـفَضَاءِ مُـحَلِّقًا // وَاصْـدَحْ بِـلَحْنِكَ أَيُّـهَا الـغِرِّيدُ
وَابْـسُمْ لِـوَجْهِ الـشَّمْسِ مُؤْتَلِقَ السَّنَا // قلَبُ الأَشِعَّةِ بَاسِمٌ وَسَعِيدُ
وَانْـثُـرْ أَرِيــجَ الـشِّـعْرِ فِـيْ صَـدْرِ الـرُّبَا // فَـالشِّعْر وَعْـدٌ وَالـرُّبَا مَـوْعُودُ
وَاسْـكُبْ غِـنَاءَكَ فِـيْ الـمَسَامِعِ خَـمْرَةً // يَـنْدَى بِـهَا رَمْلٌ وَتَثْمَلُ بِيدُ
حَـيَّـتْكَ فِـيْ هَـذَا الـصَّبَاحِ نَـسَائِمٌ // وَهَـفَتْ إِلَـيْكَ مِـنَ الـرِّيَاضِ وُرُودُ
بَـعَـثَتْ لَــكَ الـدُّنْـيَا رَسَـائِـلَ حُـبِّـهَا // وَأَتَــاكَ مِـنْ نَـبْضِ الـحَيَاةِ بَـرِيدُ
وَالــمَـاءُ يَــجْـرِيْ فِـضَّـةً وَالـطَّـيْرُ يَـهِْ//تِـفُ صَـادِحًـا وَالـبَـاسِقَاتُ تَـمِـيدُ
قُـمْ ضَـاحِكِ الـدُّنْيَا وَمِـلْ عَـنْ شَـجْوِهَا // كُـلُّ الـطِّبَاعِ يَرُوضُهَا التَّعْوِيدُ
فَـعَـلَامَ تَـحْـفَلُ بِـالـهُمُومِ وَبِـالأَسَـى // إِنَّ الـهُمُومَ مَـعَ الـقُنُوطِ تَـزِيدُ
الـفَـجْرُ بَـعْـدَ الَّـلـيْلِ يَـسْطَعُ نُـورُهُ // وَكَـذَاكَ مِـنْ بَـعْدِ الـهُبُوطِ صُـعُودُ
يَـا أَيُّـهَا الـمَصْلُوبُ فِـيْ وَضَـحِ الـدُّجَى // حَـتَّامَ هَـذَا الـعَجْزُ وَالـتَّقْيِيدُ
هَذِيْ الَّليَالِيْ السُّودُ تَمْضِيْ مِثْلَمَا // مِنْ قَبْلِهَا مَضَتِ الَّليَالِيْ السُّودُ
حَـيَّـتَكَ هَـيْـفَاءُ الـقَـوَامِ فَـحَـيِّهَا // وَالـجَـمْرُ يُـذْكَـى لَــوْ عَـرَاهُ خُـمُودُ
عَــادَتْ إِلَـيْكَ عَـلَى قَـدِيمِ جَـفَائِهَا // مَـا كُـنْتَ تَـحْسَبُ أَنَّـهَا سَـتَعُودُ
وَكَــأَنَّـهَـا حُــلُــمٌ بِـجَـفْـنِكَ عَــابِـرٌ // وَالَّـلـيْـلُ صَـــاحٍ وَالأَنَـــامُ رَقُـــودُ
وَوَفَــتْ بِـمَـوْعِدِهَا عَـلَـى إِخْـلَافِـهَا // تِـلْـكَ الـتِـيْ مِـنْـهَا تَـغَارُ الـغِيدُ
فِــيْ وَجْـهِ مَـنْ تَـهْوَى مَـحَاسِنُ جَـمَّةٌ // فَـكَأَنَّها بُـشْرَى تُـزَفُّ وَعِـيدُ
هُـدْبٌ يُـشَدُّ بِـقَوْسِ حَـاجِبِهَا الـذِيْ // مَـا أَخْطَأَ المَرْمَى بِهِ التَّسْدِيدُ
وَالـثَّـغْـرُ كَـــأْسٌ وَالــرِّضَـابُ مُــدَامَـةٌ // وَمِـزَاجُـهَا الأَنْـفَـاسُ وَالـتَّـنْهِيدُ
يَـفْـتَرُّ عَــنْ فَـجْـرٍ ضَـحُـوكٍ مُـشْـرِقٍ // وَالــدُّرُّ فِـيـهِ مُـنَـسَّقٌ مَـنْـضُودُ
وَالــخَـدُّ مَـــاءٌ فِــيـهِ تَـلْـتَـهِبُ الَّـلـظَى // عَـجَـبًا أَنَــارٌ وَالـمِـيَاهُ وَقُــودُ
وَالـقَـدُّ كَـالـغُصُنِ الـجَـنِيِّ تَـدَلُّـلًا // لَـكِـنْ جَـنَـاهُ عَــنِ الـقِـطَافِ بَـعِيدُ
أَشْـعِلْ لَـهِيبَ الـوَجْدِ مِـنْ كَـلِمَاتِهَا // يَحْلُو عَلَى أَحْوَى الشِّفَاهِ وُرُودُ
وَاغْـنَمْ مِـنَ الـوَصْلِ الـبَخِيلِ سَـخَاءَهُ // فَـالوَصْلُ تَـعْقُبُهُ نَـوَىً وَصُـدُودُ

.

شعر : سعيد يعقوب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق