.

.

.

.

12‏/2‏/2017

ابن سناء الملك ... رحلوا فلست مسائلاً عن دارهم


💦💧💦

رحـلوا فـلستُ مسائِلاً عن دَارِهمْ
أَنــا بـاخِـعٌ نَـفْسِي عـلى آثـارِهم
أَسـفـاً لأَنْ بَــانَ الـذيـن قُـدُودُهـم
مـن بَـانِهم وخـدُودُهم مِـنْ نَـارِهمْ
ودمـوع عـيني بـل عيونُ مدَامِعي
لـجوارِ حُـسْنِهمُ وحُـسنِ جِوارِهمْ
عـهدي بـهم والـدّر مـن حَـصْبَائِهم
فـي الـدَّار والـياقوتُ من أَحجارهم
والـمـسكُ والـكـافورُ تُـرْبَـةُ أَرضِـهم
فـيـها ومــاءُ الــورد مــن أَنْـهـارِهم
لا يــنـظـر الــبَـدْرُ الـمـنـيرُ إِلـيـهـمُ
حَــذَراً عـلـى عَـيْنيه مـن أَنْـوَارِهِم
ولـقد رأَيـتُ الـشَّمسَ مـنها كُوّرت
مـن بـعد أَنْ ركـبوا عـلى أَكْوارِهم
شَـرِهَتْ نَـوَاهُم فـاغْتَدَتْ بِرجالهم
ونِـسـائـهم وصـغـارِهـم وكـبـارِهـم
وخـيـولِـهم وجـمـالِـهم وقِـطـاطِهم
وكِـلابـهـم وعـبـيـدِهم وجِــوارهـم
حـــمَّ الـنَّـسـيمُ لـبُـعْدِهمْ فـكـأَنَّما
خَـلَعوا هواجَرهم على أَسْحَارِهم
ولـبُـعْدهم طـالـت ذوائــبُ لـيـلِهم
فـيـها يُـغَـطَّى نــورُ وجــه نـهارهم
والـعاشِقُ المسكينُ في أَطْلالِهم
مِـثْلُ المنَاطِق جُلنْ في أَخْصَارِهم
يــأتـي ويــذهـبُ آيـسـاً أَو راجِـيـاً
لــمَـزارِ قُـرْبـهـمُ وقُـــرْبِ مَــزارِهـم
وتــجـول لـوعـتُـه عِــرَاصَ بـيُـوتهم
وتـجـوسُ دمـعـتُه خِــلاَلَ دِيـارِهـم
يـبـكي فــلا تَـسْـأَلْه عــن أَخـباره
وَلَــهـاً إِذا سـأَلُـوه عَــنْ أَخْـبَـارِهِم
ومـلـيـحةٍ فـــي الـظَّـاعـنين مَـلـيّةٍ
لـلـعـاشِـقِين بــبـرّهِـمْ وبَــوَارِهــمْ
فـوصـالُـهـا لـنـعـيـمِهم وصــدودُهـا
لـشـقـائِـهم ورحـيـلُـهـا لـدمَـارهـم
وإِذا هـيَ اسْـتترتْ صـدوداً عَـنْهمُ
فـانـظرْ لـما هَـتَكَتْهُ مـن أَسْـتَارِهم
لا يـنـقـضي يـــوْمٌ لـهـا لَـمَّـا نَــأَتْ
إِلاَّ وقَـــد أَخــذَتْـه مــن أَعـمَـارِهم
وغــدت تـحـدِّث عـنـهمُ أِشـعارُهم
فـيـها بـمـا كَـتَـمُوه مـن أَسْـرَارِهم
أَنا شيخُهم في عِشْقِها وعَليَّ قد
قَـرَءوا الـذَّي نَـظَمُوهُ من أَشْعارِهم
أَمـنوا انـبساطَ الـعَذْل من عذَّالِهم
ثِـقَـةً بـمـا بَـسَطُوه مـن أَعْـذَارهِمْ
لـــم يُـقْـبـل الــعـذَّال لـمّـا أَقْـبـلُوا
لـكِـنَّـهـم ولَّـــوْا عــلـى أَدْبَــارِهـم

💧
العصر الايوبي 
هبة الله بن جعفر بن سناء الملك أبي عبد الله محمد بن هبة الله السعدي، 
أبو القاسم، القاضي السعيد. شاعر، من النبلاء. 
مصري المولد والوفاة. كان وافر الفضل، رحب النادي، جيد الشعر، بديع الإنشاء. 
(550 هـ _608هـ)
💧💦💧

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق