.

.

.

.

4‏/2‏/2017

نَاجيتُ قَبرَكِ ...ربحي الجوابره

نَاجيتُ قَبرَكِ

أمّاهُ إنّيْ بالجَوَانِحِ أقْسِمُ // هَذا فُؤادِيْ فِيْ هَواكِ مُتَيمُ
لَوْلاكِ مَا هَزَّ الفُؤادُ جَنَاحُهُ // قَسَمَاً بِمَنْ فيْ نَبْضِهِ يَتَحكَّمُ
يَشْدو القَصيْدُ إلىْ العيونِ بِحرْقَةٍ // نَارُ الحُروْفِ عَلى فُؤاديْ تُضْرمُ
نَامَ الضُّحى والبيْتُ أضْحَى مُعتماً // والليلُ فيْ كلِّ المكانِ يُخيِّمُ
أضْنى مَنامي مِنْ مَتاهاتِ الرُّؤى // يَا رَبُّ إنِّيْ مُدْنفٌ أتألَّمُ
جَفَّ الرَّبيعُ وزهرُ قلبي قدْ ذوى // // وفمُ الخريفِ من الأسى يَتَلعثمُ
يَبستْ يدُ الآمالِ في غبشِ الرؤى // وَعَلى ارتعاشاتِ الدّجى أتَقدَّمُ
والرّيحُ تزأرُ في السِّكونِ هُبوبُها // فدعِ السَّواعدَ فوقَ خدّي تَلطمُ
من نهد أضلاعِ المساءِ مواجعٌ // نارٌ بدتْ في خافقي لا تَرحمُ
أمّي وأمّي في عيونكِ جنَّتي // إنَّ المدى بعدَ الرّحيلِ جَهنَّمُ
قَدْ غَابتِ الضِّحكاتُ عَنْ وَجهِ الهُدَىْ // وكأنَّ وَجهاً للضِّياءِ مُلثَّمُ
يَا وَجْهَ دَرْبيْ والعيونُ مَدَائنيْ // الحُزنُ مِنْ صَمتِ الأماكنِ مِعصَمُ
كلّ الرَّزَايا فِيْ السَّبيلِ سَخِيفةٌ // لا حُزْنَ فيْ الأعْمَاقِ بَعْدَكِ أعْظَمُ
يَا فُرجةَ العَيْنَينِ يَا دَمَ خَافِقيْ // كلُّ القَصَائدِ مِنْ فراقكِ َمأتَمُ
إنَّ القوافِيْ فيْ القصيدِ حَزِيْنَة ٌ // وَأنَا أنُوحُ مِنَ الأسَىْ لا أكْتِمُ
يا ساقيَ الأعماقِ مِنْ نهدِ النَّدى // كيفَ الفؤادُ عنِ الحبيبةِ يُفْطَمُ ؟
قدْ ذقتُ منْ كأسِ الفراقِ مَرارة ً // أمّاهُ إنَّ العُمرَ بَعدكِ عَلقمُ
قَدْ كُنتِ لي فيْ كلِّ دربٍ غَيمةً // حتَّى تَساقطَ منْ فضَائكِ زَمزمُ
هَرِمَتْ ضُلوعِيْ وَالنَّوى قَدْ هَدَّنِيْ // والرُّوْحُ شَابَتْ والفُؤَادُ مُحَطَّمُ
حتًّى تمادى الليلُ منْ همسِ المدى // إنَّ الأماني فوقَ ظلِّيْ تُهدمُ
صَدأ الزَّمانُ ولمْ يَعدْ ليْ فرجَة // وكأنَّ شَوقيْ للحبيبِ مُحرَّمُ
والشِّعرُ قَدَّ الثَّوبَ منْ فرطِ الجوى //إنَّ الحروفَ على النّدى تترحمُ
منْ شهقة الإصباحِ شِعريْ بلسمٌ // في زفرة الظلماءِ نظميْ يُؤلمُ
القلبُ مكلومٌ وَطرْفيْ قَدْ جَفا // والثَّغرُ مِنْ وجعِ النَّوى يَتَكلَّمُ
حتَّى انبرى صوتي أشدّ مضاضةً // هذا حنينُ البوحِ في كبدي دَمُ
هاجتْ ضلوعُ مشاعريْ بِضريحها // والدَّمع فيْ بطنِ الثَّرى يَتفاقمُ
فتلاشتِ الأفكارُ فيْ طرفِ الضُّحى // والعقلُ منْ ليلِ الفجيعةِ مُعتمُ
ناجيتُ قبركِ بالشَّعائرِ كُلِّها // أجلو الليالي والضُّحى مُتحشِّمُ

.
{رحم الله والدة الشاعر ربحي الجوابره وكل أم رحلت عن عالمنا وسبقتنا إلى عالم أفضل وأجمل} 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق