.

.

.

.

31‏/12‏/2016

عبد العزيز جويدة ... عِندَما كُنَّا صِغارًا



عِندَما كُنَّا صِغارًا
(1)
🌸
عِندما كُنَّا صِغارًا
كَمْ فَرِحْنا بالملابسْ ،
والحَقائبْ ،
وبِلونِ الأحذيةْ
كَم فَرِحنا
إنْ أتى الصبحُ جميلاً
أو سَمِعنا أُغنيةْ
كانَ نَبضُ القلبِ بِكرًا
ما حَوى هَمًّا وفِكرًا
لَمْ يَذُقْ طَعمَ انكسارْ
مَن يُعيدُ القلبَ بِكرًا
مَن يُعيدُ الآنَ فينا
صِدقَ إحساسِ الصغارْ
(2)
🌸
عِندما كُنا صِغارًا
كَم سألنا كلَّ شَمسٍ أينَ تَذهبْ
حينَ يَطويها الشَّفَقْ ؟
كَم حَلُمنا أن نَصيدَ الشمسَ
مِن بحرِ الأفقْ
كانَ وجهُ الشمسِ أحلى
والنجومُ ..
كَثِمارٍ تَتدلَّى
كم حلُمنا
نَقطُفُ النَّجْماتِ يَومًا ..
نَتسلَّى
كانَ فَجرُ الطُّهرِ فينا يَتجلَّى
كانَ يا قلبي زَمانًا
ثُم وَلَّى
(3)
🌸
عندَما كُنا صِغارًا
كَم هَرَبتُ ..
مِن كِتابي
كنتُ أنسى أيَّ شيءٍ
حينَ يَلقاني صِحابي
كانَ يَدري بي أبي
عندَ اضطِرابي
لو طَرقتُ البابَ يَسألْ :
أينَ كنتَ ؟
أتَلَعثمْ ..
في جَوابي
ثم أجري نحوَ أُمي
مُمسكًا ذَيلَ الثيابِ
فأنا أخشى عِقابي
وأبي عيناهُ تَضحكْ
في ذِهابي وإيابي
كَمْ يُسَهِّيني ويَنظُرْ
ضاحكًا من ثُقبِ بابي
كي يَراني .. هل أُذاكرْ
وقُبيلَ ..
أن أراهُ
كنتُ أجري وأُقلِّبْ
في الدَّفاترْ
كم فرِحتُ ..
عندَما يأتي إليَّ
ويَقولُ :
يا حَبيبي أنتَ شاطِرْ
(4)
🌸
عندَما كنا صِغارًا
كنتُ أفرحْ
حينَ ألقَى وَجهَ أمي
مُشرِقًا كالفجرِ يَضحكْ
حينَ أحكي عن صِحابي
حينما ألبسُ ثوبًا لَمْ تُطاوعْني ثِيابي
أو يُعانِدْني حِذائي
وَجه ُأمي كانَ يَضحكْ
كانَ يَحويني سُروري
أن أرى أُمي تُجَهِّزْ ..
لي فُطوري
وتَدُسُّ ..
في الحَقيبةْ
بعضَ زادٍ جَهَّزتْهُ
وتَدُسُّ ..
لي بِقِرشٍ مِن أبي قد وَفَّرَتْهُ
وأراها في يَدي قد خَبَّأتْهُ
وتُودِّعُني
 بابتسامَةْ
وتَقولُ : يا حبيبي
 يا حبيبي بالسَّلامَةْ

🌺

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق