حلب البطولة
🌿🌿
مَاذَا أَقُولُ وَهَلْ هُنَاكَ كَلَامُ // جَفَّ المِدَادُ وَكَلَّتِ الأَقْلَامُ
وَالعَالمُ العَرَبِيُّ فِيْ غيْبُوبةٍ // وَالنَّاسُ فِيْ كهْفِ السُّباتِ نِيَامُ
وَكَأنَّنا الأَحْجَارُ دُونَ إِرادَةٍ // وَكَأنَّنا فِيْ صَمْتِهَا الأَصْنامُ
تَأْبى الخِرَافُ مَعِيشَةً نَرْضَى بِهَا // وَتَعَافُ مِثْلَ حَيَاتِنا الأَغْنامُ
وَالمَوْتُ أَكْرَمُ مِنْ حَياةِ مَهَانَةٍ // وَلِكُلِّ حَيٍّ بِالمَمَاتِ خِتَامُ
وَالجُبْنُ مَوْتٌ لِلجَبانِ يَظُنُّهُ // عَيْشًا وَتَخْدَعُ أَهْلَهَا الأَوْهامُ
والمَوْتُ لِلْأبْطالِ في ساحِ الوَغَى // عَيْشٌ لَهُ أَبَدَ الزَّمان ِدَوامُ
حَيِّ الرِّجالَ القابضِينَ عَلى الَّلظى // إِنَّ الكِرامَ عَلى الكِرامِ كِرَامُ
الرَّافِعِينَ الرَّأسَ لَمْ يَسْتَسْلِمُوا // لَمَّا بَدَا لِسَوَاهُمُ اسْتِسْلامُ
الرَّافِضِينَ الذُّلَّ لَمْ يَتَزْحَزُوا // شِبْرًا وَمِلءُ صُدُورِهِمْ إِقْدَامُ
البَاسِمِينَ وَلِلجِهاتِ جَهَامَةٌ // وَالأَرْضُ نَارٌ وَالسَّماءُ ضِرَامُ
الوَاثِقِينَ بِنَصْرِ مَوْلَاهُمْ لَهُمْ // مَهْمَا عَلَيْهِمْ زَوَّرَ الإِعْلامُ
الوَاقِفِينَ بِوَجْهِ مَدٍّ أَسْوَدٍ // تُؤْذَى العُرُوبَةُ مِنْهُ وَالإِسْلامُ
يَقْتادُهُ الفَدْمُ الفَقِيهُ ضَلالَةً // وَيَشُدُّ عُرْوَةَ بَطْشِهِ الحَاخَامُ
عرِّجْ عَلى حَلَبِ البُطُولةِ سَلْ بِها // عَمَّا بِهِ أَهْلُ الخِيانَةِ قامُوا
وَعَنِ البُغَاثِ بأَرْضِنا مُسْتَنْسِرًا // حَّتى تَعَمْلَقَ فَوْقَها الأَقْزامُ
وَعَنِ الصِّغَارِ تَمَزَّقَتْ أَجْسَادُهُمْ // إِذْ كُلُّ قِسْمٍ مِنْهُمُ أَقْسَامُ
وَعَنِ الحرائر جُرِّدَتْ مِنْ عِرْضِهَا // قَسْرًا وَكَيْفَ جَرَى لَها الإِعْدَامُ
وَعنِ السُّقُوفِ هَوَتْ عَلى مَنْ تَحْتَها // قَصْفًا وَرُوِّعَ صِبْيَةٌ أَيتَامُ
وَعَنِ المَجَازِرِ وَالمَذَابِحِ وَالذِيْ // لَمْ يَأْتِهِ مِنْ قَبْلِهِمْ إِجْرَامُ
قُلْ لِلذِينَ عَلى الجِراحِ تَرَاقَصُوا // طَرَبًا، تَدُورُ بِأَهْلِها الأَيَّامُ
الثَّأْرُ حَقٌّ وَالقَصَاصُ عَدَالَةٌ // هيْهاتَ تُنْسِيْ ثَأْرَنا الأَعْوامُ
هَذا الذي يُغْويكَ نَصْرٌ زَائِفٌ// انْظُرْ إِلَى الجُولَانِ كَيْفَ يُضَامُ
هلْ أُطْلِقَتْ نحْوَ العَدُوِّ رَصَاصَةٌ // أَمْ رَفْرَفَتْ مِنْ فَوْقِهِ الأَعْلامُ
والنَّصْرُ وَعْدُ اللهِ نَرْقُبُ فَجْرَهُ // مهْما اسْتَطالَ عَلَى العُيُونِ ظَلامُ
🌺
شعر : سعيد يعقوب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق