.

.

.

.

28‏/12‏/2016

جواد يونس .. مذهلة

 مذهلة 
🌼🍏🌼

وَلَـهـي بِـلَـيْلى لَـيْـسَ يُـشْـبِهُهُ وَلَــهْ *** لا شَــيْءَ فَـسَّـرَ كُـنْـهَهُ أَوْ أَوَّلَــهْ
وَالْــحُـبُّ مِــثْـلُ الْـغَـيْثِ خَـيْـرٌ كُـلُّـهُ *** لـكِـنَّ كُــلَّ الـنّـاسِ تَـعْـشَقُ أَوَّلَــهْ
كَمْ مِنْ سُؤالٍ عَنْ حَبيبي عَنَّ لي *** لَمْ أَدْرِ: ذا لي؟ أَمْ لَهُ؟ أَمْ لي وَلَهْ؟!
أَنَـــاْ مــا أَجَـبْـتُ عَـلـى سُــؤالٍ لِـلْـهَوى *** إِلّا وَأَمْـطَـرَني بِـوابِـلِ أَسْـئِـلَهْ
كَــمْ كـاعِبٍ مَـرَّتْ عَـلى قَـلْبي وَلَـمْ *** تَـسْطِعْ، وَلَـوْ لِـدَقيقَةٍ، أَنْ تَـشْغَلَهْ
لـكِـنَّـهُ لَـمّـا الْـحَـبيبُ بَــدا لَــهُ *** مَـلَـكًا سَـوِيًّـا صــاحَ بــي: مــا أَجْـمَـلَهْ!
لَــوْلا مَـخـافَةُ مَــنْ لَــهُ سَـجَـدَ الْــوَرى *** لَاسْـتَـقْبَلَ الـثَّـغْرَ الـنَّضيرَ وَقَـبَّلَهْ
مَـهْما يَـجُرْ قَـلْبُ الْـحَبيبِ عَلَيْهِ ما *** مِنْهُ اشْتَكى، بَلْ قالَ لي: ما أَعْدَلَهْ!
فَـأَقـولُ: يــا قَـلْـبي كَـفـى صَـمْـتًا عَـلـى *** جَــوْرٍ لَــوِ الْـحُرُّ ارْتَـضاهُ لَـذلَّلَهْ
لَـيْلى اسْـتَحَلَّتْ سَـفْكَ دَمْـعي بِـالنَّوى *** فَمَنِ الَّذي دَمّي لَها قَدْ حَلَّلَهْ؟
فَـيُـجيبُ قَـلْـبي: بِــتُّ مُـلْـكَ يَـمـينِها *** فَـلْتَفْعَلَنْ بـي مـا تَـرى أَنْ تَـفْعَلَهْ
لا حُـسْنَ يُـشْبِهُ حُـسْنَها وَحَـياءَها *** وَالْـحُسْنُ إِنْ فـاقَ الـتَّصَوُّرَ مُشْكِلَهْ
مـا اسْـطَعْتُ وَصْـفَ حَـبيبَتي لِصَحابَتي ** فَأَجَبْتُهُمْ: بِبَساطَةٍ، هِيَ مُذْهِلَهْ!
مَـزَجَـتْ مِــنَ الْأَضْــدادِ مــا اسْـتَعْصى عَـلى الْـفَذِّ الْـفَهيمِ إِذا أَتـى لِـيُحَلِّلَهْ
كَــمْ غَـلَّـفَتْ كَـيْـدَ الـنِّـساءِ بِـطـيبَةٍ *** حَـتّـى ظَـنَنْتُ بِـأَنَّها تَـشْكو الْـبَلَهْ!
وَذَكــاؤُهـا وَسَـــطَ الْـغَـوانـي شُـعْـلَةٌ *** نــورُ الْـمَـعارِفِ وَالـثَّـقافَةِ أَشْـعَـلَهْ
وَمَـنـالُها صَـعْـبٌ وَيَـبْـدو هَـيِّـنًا *** قَـدْ خـابَ ظَـنُّ الـصَّبِّ حـينَ اسْـتَسْهَلَهْ!
وَحَـيـاؤُها مــا كــانَ يُـخْـفي جُــرْأَةً *** إِقْـدامُـها خَـجَـلُ الْـكَـواعِبِ جَـمَّـلَهْ
كَـمْ حَـيَّرَتْ عَـقْلي فَـتاهَتْ خُـطْوَتي *** مِـنْ حُـسْنِ ظَبْيٍ قَلْبُ لَيْثٍ زَلْزَلهْ
صَـلَبَتْ فُـؤادي فَـوْقَ مَـذْبَحِ صَـدِّها *** إِذْ لا شَـبيهَ مَـشى بِـدَرْبِ الْجَلْجَلَهْ
كَـمْ مِـنْ مَـسائِلَ في الْحِسابِ حَلَلْتُها *** حاشا تُعيقُ الْفَذَّ أَصْعَبُ مَسْأَلَهْ
لـكِنَّني مـا اسْـطَعْتُ فَـهْمَ حَبيبَتي *** فَهْمُ الْعُيونِ السّودِ أَعْوَصُ مُعْضِلَهْ!
أَنَـاْ كُـلَّما أَوْشَـكْتُ أَفْـهَمُ سِـحْرَها *** ضَـحِكَتْ وَقـالَتْ: وَيْـحَهُ، مـا أَجْـهَلَهْ!
فَـعَلِمْتُ أَنَّ الْـحُبَّ يُـزْري بِـالْفَتى *** وَبِـأَنَّ عِـشْقَ الـغيدِ أَحْـلى (بَـهْدَلَهْ)!
فَـكًّـتْ ضَـفـائِرَها فَـأَيْـقَظَتِ الْـهَوى *** وَأَتَـيْتُ حَـقْلَ الْـقَمْحِ أَطْـلُبُ سُـنْبُلَهْ
قـالَـتْ: لَـعَـمْرُكَ، لا يَـمَـسُّ سَـنـابِلي *** إِلّا الَّــذي شَـغْـفُ الْـفُـؤادِ تَـحَلَّلَهْ
فَـأَجَـبْتُها: أَنْــتِ الْـمُـرادُ حَـبـيبَتي *** مــا لــي بِـأَيَّـةِ غــادَةٍ أُخْــرى صِـلَـهْ
أَنْـتِ الَّـتي رُفِـعَتْ عَـلى عَـرْشِ الْـهَوى *** وَرِوايَـةٌ لَـمْ تَرْوِ حُسْنَكِ مُرْسَلَهْ
أَبْـغـي زَكــاةَ الْـحُـسْنِ، خَـيْرُ خِـيارِنا *** مَـنْ حَـقُّ مِـسْكينٍ كَـسيرٍ عَـجَّلَهْ
قـالَتْ: أَمِـسْكينٌ؟! فَـقُلْتُ لَـها: نَـعَمْ *** مـا ثَـمَّ مِـسْكينٌ كَعاشِقِ مُذْهِلَهْ!

🌿
جواد يونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق