.

.

.

.

2‏/11‏/2016

مُقَدَّسَةُ الأَحْزَانِ ....شعر :سعيد يعقوب


مُقَدَّسَةُ الأَحْزَانِ ...

تَقُولُ عَيْنَاكِ لِيْ مَا لَمْ يَقُلْهُ فَمُ // مَا أَصْدَقَ البَوْحَ لَمَّا يَنْطِقُ الأَلَمُ
سَمِعْتُ مِنْهَا الذِيْ مَا مَرَّ فِيْ شَفَةٍ // وَلَا عَلَى صُحُفٍ قَدْ خَطَّهُ قَلَمُ
فَاهْتَاجَ قَلْبِيْ وَثَارَ الحُزْنُ فِيْ كَبِدِيْ// وَلَمْ تُطِعْنِيْ عَلَى سَيْرٍ بِهَا القَدَمُ
وَانْهَلَّ دَمْعِيْ وَبَعْضُ الدَّمْعِ أُغْنِيَةٌ // الجَفْنُ عُودٌ لَهَا وَالآهَةُ النَّغَمُ
تَقُولُ فَوْقَ احْتِمَالِيْ البُعْدُ، يَجْلِدُنِيْ // بِسَوْطِهِ الشَّوْقُ وَالحِرْمَانُ وَالنَّدَمُ
طَالَ انْتِظَارِيْ وَلَا بُشْرَىً وَلَا أَمَلٌ // وَالوَرْدُ شَوْكٌ وَفِيْ عَيْنِيْ الضُّحَى ظُلَمُ
حُزْنِيْ يُطَارِدُنِيْ فِيْ كُلِّ زَاوِيَةٍ // وَفِيْ شَبَابِيْ غَزَانِيْ اليَأْسُ وَالهَرَمُ
هَبَّتْ عَلَى رَوْضِ أَحْلَامِيْ مُدَمِّرَةً // رِيحُ الزَّمَانِ فَلَا عِطْرٌ وَلَا حُلُمُ
وَفِيْ الفُؤَادِ مُنَىً كَانَتْ تَتِيهُ بِهِ // كَالزَّهْرِ لِلشَّمْسِ وَالأَنْسَامِ تَبْتَسِمُ
وَهَا هُوَ اليَوْمَ مِثْلُ الكَهْفِ يَسْكُنُهُ // بَرْدٌ وَفِيهِ ظِلَالُ الصَّمْتِ تَرْتَسِمُ
مُرُوجُ رُوحِيْ التِيْ كَانَتْ تَمُوجُ رُؤىً // عَلَى مَصِيرِ رُؤَاهَا قَهْقَهَ العَدَمُ
وَأَوْمَضَتْ دَمْعَةٌ فِيْ العَيْنِ تَكْتُمُهَا // مَاضَرَّ أَهْلَ الشَّجَا غَيْرُ الذِيْ كَتَمُوا
فَقُلْتُ وَالقَهْرُ بِالأَوْجَاعِ يُثِقِلُنِيْ // وَبَيْنَ جَنْبَيَّ جَمْرُ القَهْرِ يَحْتَدِمُ
أَيَا مُقَدَّسَةَ الأَحْزَانِ تُغْرِقُنِيْ // هَذِيْ الجِرَاحُ وَكَمْ مِنْهَا يَسِيلُ دَمُ
مَا أَهْوَنَ الجُرْحَ حِينَ الجِسْمُ مَوْطِنُهُ // وَالجُرْحُ فِيْ الرُّوحِ جُرْحٌ لَيْسَ يَلْتَئِمُ
.
شعر :سعيد يعقوب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق