.

.

.

.

2‏/11‏/2016

الشاعر عبد العزيز جويدة.... ليلى


ليلى تُصارحُ مَن تشاءُ
بما تُريدُ وما تَرى
ليلى القريبةُ مثلَ ظلِّي
والبعيدةُ دائمًا فوقَ الذُّرا
ليلى تُسافرُ عبرَ أوردَتي وترجِعُ في المساءْ
ليلى هنالكَ أو هنا
ليلى يُحاصرُها الشتاءْ
ليلى أناديها ولكن كلما ناديتُها
يَجتاحُنا ظمأٌ غريبٌ
والقصيدةُ لا تُفكِّرُ مُطلقًا في الارتواءْ
ليلى القريبةُ ، والبعيدةُ ، والوحيدةُ
والقصيدةُ ، والعنيدةُ دائمًا في الاحتواءْ
ليلى التي قد عبَّدَتْني كالطريقِ المستقيمْ
وأنا الذي في كلِّ حالاتِ الهوى
لم أستقِمْ
ليلى تمُدُّ بداخلي يدَها
تُضمِّدُ كلَّ جُرحٍ في ضلوعي
وتُعيدُ نَبضَ القلبِ حتى ينتظمْ
ليلى التي إن صافحتْني
باسَ قلبي قلبَها
وأراهُ من فرطِ المحبةِ يبتسمْ
ليلى التي إن عانقتني
رفرفَتْ روحي وغنى الشعرُ
آياتِ النغَمْ
***
ليلى التي حملَتْ فصولَ العامِ في كفٍّ
وأيامي بكفْ
قلبي المعلقُ مثلَ قنديلٍ بصدري
لمَ كلما رحلَتْ
زيتُ القناديلِ يَجِفْ
ليلى تُبادلُني التحيةَ
مِن وراءِ ستارِها
ماذا أُصارحُها أنا ؟
ومتى ؟ وكيفْ ؟
ليلى التي ألغتْ فصولَ العامِ عندي
واستقرتْ عندَ فصلٍ واحدٍ
ما عادَ يومًا بعدَها بردٌ وصيفْ
ليلى تَحُلُّ بداخلي في كلِّ وقتٍ
ثم تَرحلُ مثلَ طيفْ
كحَّلتُ عيني من رحيقِ عبيرِها
حتى أراها دائمًا في كلِّ ظَرفْ
ليلى التي مِن طُهرِها
وعفافِها
أنا كلُّ شيءٍ في حياتي عَفْ
ليلى تُشاطرُني الغرامَ بنظرةٍ
نظراتُها رمحٌ يَغوصُ بداخلي
وعنادُها عندي كطعنةِ سيفْ
***
ليلى تُكابرُ حينَ يَكسو وجهَهَا
هذا الغرامُ السرمدي
ليلى التي ملكَتْ فؤادي
مثلَما ملكَتْ يدي
ليلى التي قد صِرتُ أحفظُ
في هواها كلَّ شيءٍ
مثلَما يومًا حفظتُ قصائدي
ليلى البدايةُ والنهايةُ
واختيارُ الموتِ فيها
مثلُ لحظةِ مولدي
ليلى أقولُ الآنَ حبُّكِ عالَمي
سأظلُّ أصرخُ في الوجودِ
وردِّدي
مِن دونِ شَكٍّ لم يكنْ فينا وجودٌ
قبلَما أن تولَدي
ليلى تُعيدُ إلى الحياةِ بريقَها
وربيعَها
مِن غيرِها كلُّ الحياةِ سُكوتْ
ليلى التي من غيرِها أنا عاجزٌ
مِن غيرِها كلُّ الحياةِ تَموتْ
إن دبَّ في جَسدي الحنينُ وجدتُني
أنا هائمٌ أو سارحٌ في روعةِ الملكوتْ
ليلى تُحلِّقُ كالفراشاتِ الجميلةِ في الحقولْ
ليلى التي من فرطِ دهشتِنا بها
مازال يَسكنُنا الذهولْ
ليلى التي اختصرَتْ فصولَ العامِ في فصلٍ هناكَ
ووحدَتْ كلَّ الفصولْ
ليلى الندى ، والسحرُ ، والإلهامْ
صعبٌ تُجاريها العقولْ
ليلى الحبيبةُ غادرَتْ بالإمسِ خيمتَها
وصارتْ غيمةً بينَ السهولْ
ليلى ستمطرُ في المساءِ حنينَها
يَخضرُّ قلبي تحتَها
ماذا أقولْ ؟
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق