.

.

.

.

1‏/9‏/2016

مِنَ الوِفَاضِ .... شعر : سعيد يعقوب



مِنَ الوِفَاضِ 

تَمَنَّى سَقْطَتِيْ وَرَجَا عِثَارِيْ // وَلَكِنْ مِنْهُ رَبُّ العَرْشِ سَلَّمْ
وَكَادَ فَمَا اسْتَفَادَ وَكُلُّ سُوءٍ // يَحِيقُ بِأَهْلِهِ ،وَالحِرْصُ أَحْزَمُ
يَحِيكُ لِيَ المَكَائِدَ فِيْ خَفَاءٍ // وَإِنْ أُبْصِرْهُ فِيْ وَجْهِيْ تَبَسَّمْ
وَمِثْلِيْ لَيْسَ يَخْدَعُهُ قِنَاعٌ // أَنَا بِالشَّيْءِ مِنْ أَهْلِيهِ أَعْلَمْ
وَمَنْ طَلَبَ المُحَالَ يَعُدْ حَسِيرًا // وَيذْهَبْ جُهْدُهُ هَدَرًا وَيَنْدَمْ
وَلَمْ أَرَ مِثْلَ حِفْظِ النَّفْسِ رَأْيًا // فَحِينَ تُهِينُهَا مِمَّنْ تُكَرَّمْ
أُحَدِّقُ فِيْ ضَمِيرٍ مِنْ جَلِيسِيْ // إِذَا جَالَسْتُهُ بِعُيُونِ قَشْعَمْ
فَأُبْصِرُ مَا يُسِرُّ وَمَا يُوَارِيْ // وَمَا أَخْفَى بِظُلْمَتِهِ وَكَتَّمْ
وَيَتِّخِذُ الضَّعِيفُ الوُدَّ دِرْعًا // وَلَوْلَا الضَّعْفُ صَالَ عَلَيْكَ أَرْقَمْ

*******************************************
وَيُوهِمُنِيْ مَوَدَّتَهُ فُلَانٌ // وَمَا أَنَا بِالذِيْ أَبْدَاهُ أُوهَمْ
وَلَيْسَ الوُدُّ أَقْوَالًا وَلَكِنْ // أَصَحُّ الوُدِّ مَا فِعْلًا يُتَرْجَمْ
وَإِنِّيْ ظَامِئٌ وَلَدَيْكَ مَاءٌ // فَكَيْفَ أُصَدُّ عَنْ مَاءٍ وَأُحْرَمْ
وَتَزْعُمُ أَنَّنِيْ غَالٍ أَثِيرٌ // فَيَا بُؤْسَ الذِيْ هُوَ مِنْكَ يُزْعَمْ
إِذَا لِيَ لَمْ تَمُدَّ يَدًا بِضِيقٍ // وَجُرْحِيْ نَازِفٌ وَلَدَيْكَ مَرْهَمْ
فَلَا تُقْبِلْ عَلَيَّ لَدَى نَجَاتِيْ // وَلَا تَحْضُرْ إِلَيَّ غَدَاةَ أَسْلَمْ
وَجَنِّبْنِيْ حُضُورَكَ فِيْ سُرُوريْ // إِذَا لَمْ تَأْتِنِيْ وَالقَلْبُ مَأْتَمْ
لَدَيَّ مِنَ الأَحِبَّةِ أَلْفُ أَلْفٍ // فَإِنْ لَمْ تَأْتِ مَا هَذَا بِمَغْرَمْ

********************************************
وَقَلْبٍ لَمْ تُبَدِّلْهُ الَّليَالِيْ// يَرَى فِيْ الغَدْرِ مَنْقَصَةً وَمَأْثَمْ
وَفِيٍّ لِلْأَحِبَّةِ لَيْسَ يَنْسَى // مِنَ الإِحْسَانِ مَعْرُوفًا تَقَدَّمْ
يَرُدُّ عَلَى الإِسَاءَةِ بِالتَّغَاضِيْ // وَيَحْسَبُ ذَاكَ مَكْسَبَةً وَمَغْنَمْ
وَيَجْزِيْ بِالثَّمِينِ عَلَى ثَمِينٍ// وَيُكْرِمُ مُكْرِمًا، وَاللهُ أَكْرَمْ

********************************************
أُحِبُّكَ يَا كَسِيرَ الجَفْنِ حُبًّا // كَفَى لَوْ كَانَ بَيْنَ النَّاسِ يُقْسَمْ
يُقِيلُكَ مِنْ عِثَارِكَ صِدْقُ حُبِّيْ // فَيَغْفِرُ مِنْ ذُنُوبِكَ مَا تَقَدَّمْ
أَأَغْضَبُ مِنْكَ هَذَا فِيْ اعْتِقَادِيْ // كَبَائِرُ فِعْلُهَا عِنْدِيْ مُحَرَّمْ
فَإِنْ أَعْتَبْ فَذَاكَ بِقَدْرِ حُبٍّ // لِقَلْبٍ مِنْكَ بِالإِكْبَارِ مُفْعَمْ
وَمَا أُدْرِيَك شَيْئًا لَسْتَ تَدْرِيْ // وَلَمْ أُعْلِمْكَ أَمْرًا لَسْتَ تَعْلَمْ
وَلَكِنِّيْ أَبُثُّكَ بَعْضَ مَا بِيْ // وَمَا هُوَ فِيْ طَوَايَا النَّفْسِ مُضْرَمْ
لَعَلَّكَ إِنْ نَسِيتَ ذَكَرْتَ صَقْرًا // وَعَلَّكَ إِنْ ذَكَرْتَ ذَكَرْتَ ضَيْغَمْ
*********************************************

وَحَظٍّ مِثْلِ لَوْنِ الَّلْيِل دَاجٍ // وَإِنْ شِئْتَ الحَقِيقَةَ كَانَ أَظْلَمْ
سُقِيتُ مِنَ الأَحِبَّةِ وَالأَعَادِيْ // بِهِ صَابًا وَغِسْلِينًا وَعَلْقَمْ
وَلَكِنِّيْ أُرِيْ الأَيَّامَ مِنِّيْ // فُؤَادًا مِثْلَ رَضْوَى وَالمُقَطَّمْ
جَلِيدًا لَا يَذِلُّ عَلَى الرَّزَايَا // وَرُكْنًا فِيْ الشَّدَائِدِ لَمْ يُحَطَّمْ


شعر : سعيد يعقوب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق