.

.

.

.

19‏/4‏/2016

محمد البياسي ... دروس في البديع 5



دروس في البديع
5

  • التكميل
التكميل هو الاتيان بكلام يكمل المعنى التام والكمال عند العلماء أمر زائد على التمام
والفرق بين التتميم والتكميل أن التتميم يأتي على معنى أخذ حقه من الصحة ثم تأتي بمعنى آخر يكون فيه تمامه وتوكيده.اما التكميل فياتي على معنى تام فيكمله.

من ذلك قول كُثيّر عزة :
ولو أن عزّةَ حاكمت شمسَ الضحى
في الحسن عند موفق لقضى لهـــــا
.
يصح جدا ان يقال : عند محكّم، ولكن قوله : (عند موفق) كان تكميلا حسنا
والذي تراه أن المحكم كلمة في محلها، ولكن المحكم يخطئ ويصيب

أما الشاعر فقد أتى بكلمة (موفق) تكميلا لأن المحكم الموفق هو من يقضي بالحق لأهله
فكانت الكلمة أوقع في النفس بكثير من كلمة (محكم) وكانت أكمل للمعنى وأقرب الى المنطق.

  • هناك خطوط رفيعة جدا بين الإيغال والاحتراس والتتميم والتكميل وأدق ما قيل في التفريق بينها برأيي هو ما قاله ابن حجة الحموي
فالاحتراس عنده هو أن يأتي المتكلم بمعنىً فيه لبْسٌ أو غموض فيفطن له، فيأتي بما يخلصه من ذلك ومثاله في كتاب الله عز وجل:

{اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ}
 فاحترس بقوله تعالى: "من غير سوء"، عن إمكان أن تدخل اليد في البرص والبهق.

ومثال ذلك في الشعر، قول طرفة:

فسقى ديارَك غيرَ مفسدِها
صوبُ الغمام وديمةٌ تهْمي
فقوله: عير مفسدها احتراس من مقابله وهو محو معالمها،

  • والفرق بين الاحتراس والتتميم والتكميل
* أن المعنى قبل التكميل صحيح تام ثم يأتي التكميل بزيادة تكمل حسنه إما بفن زائد أو معنى.
*والتتميم يأتي لتتميم نقص المعنى ونقص الوزن معًا.
*والاحتراس إنما هو لدَخَلٍ (لبس أو غموض) يتطرق إلى المعنى وإن كان تامًّا كاملًا ووزن الشعر صحيحًا.

*أما الإيغال فإنه تتميم ولكنه خاص بالقافية فقط أو بعروض الصدر.

.يتبع ان شاء الله......*

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق