.

.

.

.

20‏/3‏/2016

نار الشوق... ِ سعيد يعقوب

نَــــــــــــــــــارُ الـــــــــشَّــــــــوْق ِ
................................................
أزيـــــدُ هَــــوَىً وَتَــزْدَاديــنَ بُــعْــدَا
وَتُــولِــيـنَ الــفُــؤَادَ نَــــوَىً وَصَــــدَّا
فُـــؤَادِيْ فِــيْ هَــواكِ غَــدَا غَـريـقَاً
بِــــهِ يَـلْـهُـو الــهَـوَى جَـــزْرَاً وَمَـــدَّا
لَــــوَ انَّــــكِ تَـطْـلُـبـينَ لِـتُـعْـجِـزينِيْ
نُـجُـومَ الَّـلـيْل ِ جِـئْـتٌُ بِـهِـنَّ عِـقْـدَا
أوَانَّـــكِ تَـطْـلُـبِينَ الـشَّـمْسَ مِـنِّـيْ
زَهَـــتْ شَـرَفـاً بِــأنْ لِـيَـدَيْكِ تُـهْـدَى
أطِـيـعُـكِ لَــوْ رَأيْــتُ بِــذَاكَ حَـتْـفِيْ
وَلَــــوْ جَــابَـهْـتُ أسْــيَـافـاً وَأسْـــدَا
فَــلِـيْ قَـلْـبٌ يَـفُـوقُ الـصَّـخْرَ بَـأسَـاً
وَلِــيْ عَــزْمٌ يَـفُـوقُ الـسَّـيْفَ حَــدَّا
وَلـــكِــنْ لِــلْــهَـوَى أمْـــــرٌ مُــطَــاعٌ
لَــــهُ يَــغْــدُو فُــــؤَادُ الــحُــرِّ عَــبْـدَا
أبَـيْـتُ سِــوَاكِ مِــنْ دُنْـيَـايَ حَـتَّـى
وَلَــوْ أعْـطِـيتُ فِــيْ الـجَـنَّاتِ خُـلْـدَا
كَـتَـمْتُ هَــوَاكِ حَـتَّـى ضِـقْتُ ذَرْعَـاً
وَلــمْ أخْـبِـرْ بِــهِ فِــيْ الـكَوْن ِ فَـرْدَا
كَـتَـمْـتُ هَـــوَاكِ لَـــوْلا أنَّ دَمْــعِـيْ
هَـمَـى فَــأذَاعَ مَــا أخْـفِـيْ وَأبْــدَى
وَفَــضَّـتْ خَــتْـمَ أمْـــريْ شَــاهِـدَاتٌ
فَـضَـحْنَ الـحُـبَّ حِـيـنَ بِـيَ اسْـتَبَدَّا
سَـقـامِـيْ وَانْـشِـغـالِيْ وَانْـذِهَـالِيْ
وَجَــفْــنٌ بِـالـمَـدَامِـع ِ قَــــدْ تَــنَـدَّى
وَقَـلْـبٌ فِــيْ الـضُّـلُوع ِ لَــهُ وَجِـيـبٌ
وَفِـــكْــرٌ فِـــــيْ غَـيَـاهِـبِـهِ تَــــرَدَّى
فَــلِــيْ قَــلْـبٌ إذَا ذَكَـــرُوكِ كَـــادَتْ
ضُــلُـوعِـيْ مِــــنْ يَــدَيْــهِ أنْ تُــقَـدَّا
يَـــكَــادُ يَــطــيـرُ تَــحْـنَـانـاً وَشَــوْقــاً
وَيَــطْــويْ بَـيْـنَـنَـا سَــفْـحـاً وَنََــجْـدَا
وَلِـــيْ طَـــرْفٌ يَـفِـيضُ دَمَــاً وَدَمْـعـاً
وَلِـــيْ كَــبِـدٌ تَــذُوبُ جَــوَىً وَوَجْــدَا
بِـخِـلْـتِ وَقَـــدْ دَعَــوْتُـكِ مُـسْـتَجِيراً
فَــكَـانَ الـصَّـخْرُ مِــنْ كَـفَّـيْكِ أنْــدَى
بِـغَـيْـر ِ الـوَعْـد ِمَــا ظَـفِـرَتْ يَـمـينِيْ
وَكَـــمْ أخْـلَـفْتِ لِــيْ وَعْــداً فَـوَعْـدَا
أيَـــا مَـــنْ شَــابَـهَ الـصَّـهْـبَاءَ طَـبْـعَاً
وَحَــاكَــى الـغُـصْـنَ أعْـطـافـاً وَقَـــدَّا
وَغَـــارَ الــرِّئْـمُ مِـــنْ عَـيْـنَيْهِ وَالـبَـدْرُ
مَـــدَدْتُ يَـــدِيْ إلــيْـكَ فَــلا تُـخَـيِّبْ
مِـــــنْ قَــسَـمَـاتِـهِ لَـــمَّــا تَـــبَــدَّى
يَـــــداً أرْهَــقْـتُـهَـا لِــيَــدَيْـكَ مَـــــدَّا
مَـتَـى سَـتَـنَالُ مِـنْـكَ رضَـىً وَعَـطْفاً
مَــتَـى سَـتَـنـالُ مِــنْ كَـفَّـيْكَ رفْــدَا
رَضِـيـتُكَ سَـيِّـداً فِــيْ الـحُبِّ فـاقْبَلْ
فُــــؤَادِيْ أنْ يَــكُـونَ لَــدَيْـكَ عَــبْـدَا
فَـقَـلْبِيْ فِــيْ هَــوَاكَ غَــدَا أسِـيـراً
وَلــــكِـــنْ لا يُـــفَـــكُّ وَلا يُـــفَـــدَّى
وَنَــارُ الـشَّـوْق ِ تَـحْرقُ لِـيْ فُـؤَادِيْ
وَكَـــمْ تَـــزْدَادُ نَــارُ الـشَّـوْق ِ وَقْــدَا
أيَــــا مَــــنْ زَادَنِـــيْ ألَــمَـاً وَحُــزْنـاً
وَقَــــلْــــبِـــيْ زَادَهُ حُــــــبَّـــــاً وَوُدَّا
ألا وَصْــــلٌ يُــعِـيـدُ إلـــيَّ رُشْـــدِيْ
فَــمَـا أبْــقَـى لَــدَيَّ هَــوَاكَ رُشْــدَا
يَــنَـامُ سِـــوَايَ فِــيْ دَعَــةٍ وَأمْــن ٍ
وَأقْــضِـيْ الَّـلـيْـلَ تَـحْـنـانَاً وَسُــهْـدَا
أنَـاجِـيْ الـنَّـجْمَ حَـتَّـى مَــلَّ مِـنِّـيْ
فَــأسْـلَـمَ لِــلْـكَـرَى عَــيْـنـاً وَزنْــــدَا
كَــأنِّــيْ نَــاسِــكٌ وَالــنَّــوْمُ أنْــثَــى
رَأتْــــهُ فَــريـسَـةً عَــرَضَـتْ وَصَــيْـدَا
أشَــــــاحَ بِــوَجْــهِـهِ عَــنْــهَـا ازْدِراءً
وَغَـــــضَّ عُــيُـونَـهُ وَرَعَــــاً وَزُهْــــدَا
كَـــأنَّ الـسُّـهْـدَ ذُو عِــلَـل ٍ مَــريـضٌ
أبَــــى إلا اتِّــخَــاذَ الـعَـيْـن ِ مَــهْـدَا
كَــأنَّ الـسُّـهْدَ سَـيْفٌ لـيْسَ يَـرْضَى
بِـغَـيْـر ِ نَــوَاظِـر ِ الـعُـشَّـاق ِ غَـمْـدَا
مُـنَـايَ رَضَــاكِ يَــا مَــنْ لـيْـسَ يَـألُـو
فُـــؤَادِيْ كَــيْ يَـنَـالَ رضَــاكِ جُـهْـدَا
فَــهَـلْ أحْــظَـى بِـقُـرْبٍ مِـنْـكِ يَـوْمـاً
وَأحْــطِـمُ لِــلأسَـى سِـجْـنَـاً وَقَـيْـدَا
أرَى أنِّـــيْ سَـأفْـنَـى قَــبْـلَ قُـرْبِـيْ
فَـلَـسْـتُ أرَى لِـلَـيْـل ِ الـبُـعْـدِ حَــدَّا
إذَا شَــوْقـاً إلــيْـكِ قَـضَـيْـتُ نَـحْـبِيْ
وَألـــوَى الـحُـبُّ بِــيْ كَـمَـداً وَأوْدَى
وَأسْـلَـمَنِيْ إلــى الـنِّسْيَان ِ أهْـلِيْ
وَصَـحْـبِـيْ بَـعْـدَ أنْ كُـنْـتُ الـمُـفَدَّى
وَصَــاتِـيْ أنْ تَـــزُوريْ تُـــرْبَ قَـبْـريْ
وَتُــــذْريْ دَمْـعَـتَـيْـن ِ عَــلـيْـهِ عَـــدَّا
فَــقَـدْ يُــوقِـدْنَ لِـــيْ نُـــوراً بِـقَـبْريْ
وَقَـــدْ يُــزْهِـرْنَ فَـــوْقَ الـقَـبْـرَ رَنْــدَا
وَأنْ تُـلْـقِـيْ الـسَّـلامَ عَـلَـيَّ وَعْــدَا
بِـــأنْ تَـلْـقِيْ عَـلـى الـتَّـسْليم ِ رَدَّا
أيَـــا مَـــنْ لا أطِــيـقُ لَــهَـا وُصُـــولاً
وَلــمْ أرَ مِـثْـلَهَا فِــيْ الـغِـيدِ حُـسْـناً
وَلا عَــنْـهَـا يُــطِـيـقًُ الـقَـلْـبُ بُــعْـدَا
وَلــمْ أبْـصِـرْ لَـهَا فِـيْ الـحُسْن ِ نِـدَّا
إذَا مَــسَّ الـتُّـرَابُ خُـطَـاكِ أمْـسَـى
يَـتـيهُ عَـلـى الـرِّيَـاض ِ شَـذَىً وَنَـدَّا
وَإنْ لَــثَـمَ الـنَّـسِـيمُ الـشَّـعْرَ يَـزْهُـو
لِـنَـشْـوَتِهِ عَــلـى الأفْـــلاكِ مَــجْـدَا
وَصَوْتُكِ إنْ هَمَسْتِ سَرَى بِسَمْعِيْ
لُــحُـونَـاً رُجِّــعَــتْ فَـأهَـجْـنَ وَجْـــدَا
عَــجِـبْـتُ لِــرقَّــةٍ كَــالـمَـاءِ ضَــمَّـتْ
فُــــؤَاداً قَــاسِـيـاً كَـالـصَّـخْر ِ صَــلْـدَا
ألا يَـــــا قَــاتِـلِـيْ عَــمْــداً تَــمَـهَّـلْ
ألا دِيَــــةٌ لِــمَــنْ أهْــلَـكْـتَ عَــمْـدَا
وَمَــا دِيَـتِـيْ سِــوَى وَصْـلِـيْ فَـجَدِّدْ
لـنَـا بِـالـوَصْل ِ بَـعْـدَ الـهَـجْر ِ عَـهْـدَا
تُــــرَى أأتَــــاكَ أنَّ ركَــــابَ قَــلْـبِـيْ
بِـألْـحَان ِ الأسَــى وَالـحُـزْن ِ تُـحْدَى
تُـــرَى أأتَـــاكَ مِـــنْ أنْــبَـاءِ رُوحِـــيْ
بِــأنْ تَـخَـذَتْ مِــنَ الأشْـجَـان ِ بُــرْدَا
يُـحَـاربُـنِـيْ الــزَّمَــانُ كَــــأنَّ بَـيْـنِـيْ
وَبَــيْــنَ أبِــيــهِ دِيْــنَــاً مَــــا تَــــأدَّى
رَأيْــــتُ الــدَّهْـرَ بِــالأحْـرار ِ مُــغْـرَىً
وَلَـــسْــتُ أرَاهُ يُـمْـهِـلُـهُـمْ رُوَيْـــــدَا
يُــحَـاربُ كُـــلَّ ذِيْ شَـــرَفٍ وَنُــبْـل ٍ
وَيُــصْــفِــيْ وُدَّهُ وَغْــــــلاً وَوَغْـــــدَا
فَــكَـمْ كَــابَـدْتُ فِــيـهِ أذَىً وَكَــمْ ذَا
لَــقِــيـتُ بِــحَــرْبِـهِ نَــصَــبـاً وَكَـــــدَّا
فَـلَـوْ( أيُّــوبُ) يَـلْـقَى بَـعْضَ مَـا بِـيْ
لَـمَّـا فِــيْ مَــنْ أطَـاقُـوا الـصَّبْرَ عُـدَّا
وَلَــــوْ نَــــالَ الـــذيْ ألْــقَـاهُ طَـــوْداً
لَــخَــرَّ مِــــنَ الــــذيْ ألْــقَـاهُ هَـــدَّا
لَــقَـدْ وَهَـــبَ الـزَّمَـانُ الـقَـلْبَ أمْـنـاً
وَعَـــــادَ وَقَـــــدْ تَــنَــدَّمَ فَــاسْـتَـردَّا
إذَامَـــــا لاحَ لِـــــيْ أمَــــلٌ طَــــوَاهُ
وَمَـــــزَّقَ شَــمْـلَـهُ مَــكْــراً وَكَــيْــدَا
وَكَــــمْ تَــرَكَــتْ مَـخَـالِـبُهُ بِــرُوحِـيْ
جِـــرَاحَــاً لا أطِــيــقُ لَــهُــنَّ عَــــدَّا
كَــأنِّــيْ صِــــرْتُ لِــلأيَّــام ِ مَــرْمَـىً
تُـــسَـــدِّدُ نَـــحْـــوَهُ الآلآمَ قَـــصْــدَا
وَكُــنْـتُ إذَا الــزَّمَـانُ رَمَــى فُــؤَادِيْ
بِــــــأرْزاءٍ عَـــلـــى الأرْزاءِ جَـــلْـــدَا
أبَـــــاحَ الـــدَّهْــرُ قَــلْــبِـيْ لِــلـرَّزايَـا
يُـــرَاحُ بِـــهِ كَــمَـا تَــهْـوَى وَيُــغْـدَى
فَــقَـلْـبِـيْ صَــــارَ مُـنْـتَـجَـعَاً لَــدَيْـهَـا
وَمَـــــنْ ذَا يَــغْـلِـبُ الأيَّــــامَ إنِّــــيْ
تَــــــزُورُ رحَـــابَــهُ وَفْـــــداً فَـــوَفْــدَا
أرَى الإذْلالَ يَــلْـحَـقُ مَـــنْ تَــحَـدَّى
هِـــيَ الأقْـــدَارُ نَــحْـنُ لــهَـا عَـبـيدٌ
تُـــصَــرِّفُ أمْـــرَنَــا دَفْـــعَــاً وَشَــــدَّا
وَلــسْــنَـا غَــيْــرَ أحْــجَــار ٍ لَــدَيْـهَـا
بِــنَـا لَـعِـبَـتْ لِـقَـطْـع ِ الـوَقْـتِ نَــرْدَا
ألا يَــــا مُـنْـتَـهَى أحْـــلام ِ رُوحِـــيْ
وَيَـــا مَـــنْ نَــحْـوَهُ الآمَـــالُ تُـحْـدَى
جَـرَعْـتُ مِـنَ الـغَرَام ِ كُـؤوسَ صَـابٍ
وَغَـيْريْ يَـحْتَسِيْ فِيْ الحُبِّ شُهْدَا
وَكَــمْ قَـطَـفَتْ يَــدِيْ بِـهَـوَاكَ شَـوْكَاً
وَغَـــيْــريْ يَــجْـتَـنِـيْ بِـــهَــوَاهُ وَرْدَا
أقَـــامَ الــدَّهْـرُ دُونَ الـوَصْـل ِ سَــدَّا
مَـنـيـعَـاً ثُــــمَّ دُونَ الــسَّــدِّ سَــــدَّا
وَلــكِـنِّـيْ بِــرَغْــم ِ الــدَّهْــر ِ أحْــيَـا
عَــلـى أمَـــل ٍ بِـكَـوْكَـبِهِ سَــأهْـدَى
سَـأحْـظَـى بِـالـوصُـول ِ إلـيْـكَ يَـوْمَـاً
فَـــإنِّـــيْ لا أرَى مَـــــنْ ذَاكَ بُـــــدَّا

.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق