.

.

.

.

24‏/3‏/2016

فوزية شاهين ...{ دمعة حارة .}

.
فــــي رثــــاء أمــــها رحــمـهـا الله
.

الــمـوتُ يــأتـي ، والـحـيـاةُ تـــروحُ
والـخُـلـدُ حـــقٌّ و الـكـتـابُ صــريـحُ
.
لــكـنَّ مَـــنْ خــلـقَ الـبـريَّـةَ عـالـمٌ
أنَّ الـــورى لـــم يـكـفـهم تـصـريـحُ
.
( فــإذا الـمنيَّةُ أَنـشََبتْ أظـفارَها )
لا تــأمَــنِ الـدُّنـيَـا وأنـــتَ صـحـيـحُ
.
صـبراً على مَسِّ الخُطوبِ وقد دَنَت
والـقـلبُ مــن فــرْطِ الـجـراحِ ذبـيـحُ
.
الـشـمسُ كَـلـمَى والـنـجومُ مـآتم
والــنُّـورُ فــي وجــهِ الـنَّـهارِ جـريـحُ
.
يـبـكي عـلـى مــن ضــوَّأَتْ أيـامَـهُ
أُمٌّ لــهـا فـــي الـمـكـرُماتِ صُــروحُ
.
أُمٌّ لــهــا عــنــد الــرَّسـولِ مـكـانـةٌ
و مـقـامُـها فـــوقَ الـجِـنانِ فـسـيحُ
.
نـامتْ عـلى صـدري وقـلبي راجفٌ
والـوجـهُ بـالـصَّمتِ الـرَّهـيبِ يـبـوحُ
.
بــالأمــسِ لــمَّــا أَوْمــــأتْ لـبَّـيـتُـها
و الــيـومَ كـيـفَ يـخـونُنِي الـتَّـلميحُ
.
يَـقتَاتُني دَمـعِي و يَحسُو مِن دَمِي
حُـزنِي ، و يَـصرُخُ خَـافِقِي و يَـصيحُ
.
أُمَّـــاهُ يــا نـبـضَ الـحـياةِ بـأضـلعي
قــلـبـي الــــذي دلَّــلـتِـه مَــجـروحُ
.
لا تـتـركـيني بــيـنَ أنــيـابِ الـنَّـوى
فَـــأنــا بــفــقـدِكِ طــائــرٌ مــذبــوح
.
أنـــا طـفـلـةٌ مـهـمـا كــبـرْتُ فـإنـما
خَـطوي بِـدُونِكِ فـي الـحياةِ كسيحُ
.
لَــبَّـيْـتِ دعــــوةَ ربِّــنَـا و تـركـتِـنِي
وحــــدي بـدُنـيـا الـضـائـعينَ أنـــوحُ
.
أَفَلَتْ شُموسُ الكونِ و اْنطفأَ السَّنا
مُـذ غَـابَ وجـهٌ .. كـالصَّباحِ .. مـليحُ
.
وجـــهٌ كــبـدرِ الــتَّـمِّ فِــي عـلـيائهِ
لــمَّــا تــنــاءَتْ عَــــن رُؤَاهُ الــــرُّوحُ
.
يـا لـيتَ عُـمري تـحتَ أقـدامِ التي
هَــدَأَتْ لَـهـا عـنـدَ الـرَّحـيلِ الـرِّيـحُ
.
عُـمري فِـداكِ فـكم وهـبتِ شـبابنا
عُـــمــراً نَـــدِيَّــاً بــالـزهـورِ يَــفــوحُ
.
يـا عـمرَها الـمسكوبَ فـي أبـنائِها
عـــذراً أيُــجـدي بـعـدهـا الـتـصريحُ
.
يـــا قـلـبَـهَا الـــدُّريَّ كــيـف تـركـتَنا
فِــي الـذكرياتِ ، و دَمـعُنا مـسفُوحُ
.
حـــانَ الـرحـيـلُ فــأومَـأَتْ بـفـراقـنا
والــعـيـنُ تـبـكـي والــفـؤاد يــنـوحُ
.
أبـكـيك يــا أمــي بـدمـع جـوانحي
والـدمع فـي الـصدر الـكليم يـسيح
.
أبـكِـي فـتـبكي سُـبـحةٌ بـسريرها
ووشـاحُـهـا فـــوقَ الــجـدارِ جـريـحُ
.
أرثـيـكِ يــا أُمِّــي بـنبضِ مـشاعري
يـا لـيت شِـعري ، هَـل تَفِيكِ الرُّوحُ
.
و اللهِ لـــو كــانَـت تَـفِـيـكِ مَـنَـحْـتُهَا
لـــكــنَّ أمـــــرَ اللهِ فــيــكِ صَــريــحُ
.
والـمـوتُ كــأسٌ رغــمَ مُــرِّ مَـذاقِـهِ
سَـيـذُوقُـهُ ، مَـــنْ يَـغـتدِي و يَــروحُ
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق