.

.

.

.

19‏/3‏/2016

من قصص الشعراء 5

من قصص الشعراء
5


أبو محجن الثقفي
جيء به إلى سعد بن أبي وقاص وقد شرب الخمر، فحبسه سعد حتى دقت طبول القادسية ؟!.
ولما اشتد القتال أتى أبو محجن سلمى بنت حفصة امرأة سعد ، فقال : يا بنت آل حفصة ، هل لك إلى خير ؟ قالت : وما ذاك ؟ قال : تخلين عني ، وتعيرينني البلقاء ، فلله علي إن سلمني الله أن أرجع حتى أضع رجلي في قيدي ، وإن أصبت ، فما أكثر من أفلت ، فقالت : ما أنا وذاك ، فرجع يرسف في قيوده ، ويقول :
.
.
كـفى حَـزَناً أن تلتقي الـخيلُ بالقَنا
وأُصــبِـحَ مَــشـدوداً عــلـيَّ وَثَـاقـيا
.
إذا قُـمـتَ عَـنّاني الـحديدُ وأُغـلِقَت
مَـصـارعُ مــن دونــي تُـصِمُّ الـمُناديا
.
وقـــد كـنـتُ ذا مــالٍ كـثـيرٍ وإخــوةٍ
فـأصـبحتُ مـنهم واحـداً لا أخـا لـيا
.
فـإن مُـتُّ كـانت حـاجةً قـد قَـضيتُها
وخَـلّـفـتُ سَــعـداً وحــدَه والأمـانـيا
.
وقد شَفّ جسمي أنني كلّ شارقٍ
أعــالـجُ كــبـلاً مُـصـمَـتاً قــد بَـرَانـيا
.
فــلـلّـه درِّي يــــوم أُتــــرَكُ مُـوثَـقـاً
وتــذهـلُ عــنـي أُسـرتـي ورجـالـيا
.
حبيساً عن الحرب العَوَان وقد بَدت
وإعـمـالُ غـيـري يــوم ذاك الـعواليا
.
ولِــلــهِ عــهـدٌ لا أخــيـسُ بـعـهـدِه
لــئـن فُــرِجَـت أن لا أزور الـحـوانـيا
.
هَـلُـمَّ سـلاحـي لا أبــا لــكَ إنـنـي
أرى الــحـربَ لا تـــزدادُ إِلا تـمـاديـا
.
.
فقالت سلمى : إني استخرت الله ، ورضيت بعهدك فأطلقته ، فاقتاد الفرس ، فأخرجها من باب القصر فركبها ، ثم دب عليها حتى إذا كان بحيال الميمنة كبر ، ثم حمل على ميسرة القوم يلعب برمحه وسلاحه بين الصفين ، ثم رجع من خلف المسلمين إلى الميسرة ، فكبر على ميمنة القوم يلعب بين الصفين برمحه وسلاحه ، ثم رجع خلف المسلمين إلى القلب ، فبدر أمام الناس ، فحمل على القوم يلعب بين الصفين برمحه وسلاحه ، وكان يقصف الناس ليلتئذ قصفا منكرا ، وتعجب الناس منه ، وهم لا يعرفونه ، ولم يروه من النهار ، فقال بعضهم : أوائل أصحاب هاشم ، أو هاشم نفسه ، وقال بعضهم : إن كان الخضر يشهد الحروب ، فنظن صاحب البلقاء الخضر ، وقال بعضهم : والله لولا أن الملائكة لا تباشر لقلت : ملك بيننا ، ولا يذكره الناس ، ولا يأبهون له ، لأنه بات في محبسه ، وجعل سعد يقول : والله لولا محبس أبي محجن ، لقلت : إن هذا أبو محجن ، وهذه البلقاء ، فلما انتصف الليل تحاجز الناس ، وتراجع المسلمون ، وأقبل أبو محجن حتى دخل من حيث خرج ، فوضع عن نفسه ودابته ، وأعاد رجليه في قيديه "
.
.
__________
محمد البياسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق