.

.

.

.

28‏/2‏/2016

لينا محمود / طيور الحب




...... طيور الحب...... 
غنّت طيور الحب بوح الآسر 
عزفت حروفي من عميق مشاعري

أنفاس طيبٍ بالزهور رياضها
نثرت بساطا من بهاء ساحرِ

دعني أُمتّعُ ناظِريّ بروضةٍ
ظمأى لماء الحب من فم شاعرِ

مدن الزنابق أسكنت جلاسها 
أفق المباهج في ربيعٍ ناضرِ

في جانبيها ضفة الشفتين كم 
تحت السماء تلونت بجواهرِ

وارسم من النبضات لوحة عشقنا 
لوّن من الأشواق ريشة طائري 

وافتح ذراعيها لضم حبيبها 
تسقيه من بحر الغرام المائرِ

كي يرقص العشق الطروب سعادةً
وكأنها الدنيا هدوء مسافرِ

وكأن عذراء الهيام بخدرها 
نسجت وسادتها بتوقٍ وافرِ 

وسبى محياها النجومَ بنوره 
حوراء قد فتكت بلحظٍ جائرِ

وعقودها سلبت عقولاً للورى
سكبت شعاعا فوق جيدٍ سافرِ 

تبدو لعينك في المساء كأنها
بلباسها الشفاف شمس الناظر

غمزت مفاتُنها ويرنو حسنها
يفترّ لحظٌ مثل رئمٍ نافرِ

غير المنجّم لا يميّز طرفها
ما بين سار في السماء وضامرِ

صور الطيوف دنت تلازم مقلتي 
وخياله في النوم يملأ خاطري

فأنام متّكئا خمائل روضه
لأصير بدراً في المساء الساهرِ

وأذوبُ منصهراً بلثمِ مباسمٍ 
حبب طفى في كأس خمرٍ عاثرِ

من راحِ منسجم القوام كأنه
قمر يلوح على غُصينٍ ظاهرِ

نشوان في سُكر الهيام مولّهٌ 
خمر الشفافِ يحلّ عقد ضفائري

أبِسحر عينك رُمت نار توقّدي 
فغدت مراجل لوعتي كالثائرِ

إن أومأت بالوجدِ هامت مُقلتي 
والبعد يحرق باللهيب محاجري 

هل يختلي في القلبِ ركنُ جنانه
ويكون من بعدِ الجفاء مسامري

صدر يضم الصدر منه على الجوى
كي تضرم الأشواق وجداً آسري 

رمشي ورمشه في اللقاء تشابكا 
كخميلةٍ وُشِيت بخيطِ حـرائرِ 

وأناملي عزفت بقرب شفاهه
لحن الغرام بعزف نبضي الهادرِ

رحلت إليه السّوسناتُ بغيدِها
ميّاسةً بشذى الوصال العاطرِ



.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق