.

.

.

.

27‏/1‏/2016

ولو ذبلت / محمد الصالح بن يغلة




أطِيــــرُ كَمَا الفَـــرَاشِ وَ لاَ أطِيـرُ
عَلِقْـتُ بِزَهْرَتِــــي وَ أنَـا صَغِيـــرُ
كَشْمْسٍ فِي عُيُونِ الرَّوْضِ تَجْرِي
وَ لَيْــــلُ عُيُونِهَــــا قَمَــــرٌ مُنِيــــرُ
رَسَمْنَـا ظِلَّنَــــا وَ رَكَضْتُ شَوْقًـــا
وَ كَـانَ يَقُودُنَـــــا الحُـبُّ الكَبِيـــــرُ
صَنَعْنَــــا مِنْ خُـــدُودِ الوَرْدِ قَلْبًـــا
وَ سَهْمًـــا كَـــادَ يَقْتُلُنَـــــا العَبِيــــرُ
ألاَ يَا سَاقِـــــيَ العَيْنَيْـــنِ زِدْنِــــي
فَحُبِّـــــي مَالَــــــهُ أبَـــــدًا نَظِيــــرُ
أقُولُ لِمَنْ يَخُـــــونُ الحُبَّ عُـــذْرًا
أنَا بِالحُـبِّ فِي قَفَصِــــــي أمِيــــرُ
شَبَابِـــي كُلُّـــــهُ أمْسَــــى غَرَامًـــا
وَ فِي يَدِهَـــــا وَ لَوْ هَرَبَتْ أسِيـــرُ
شَرِبْنَـا أجْمَــــلَ الأَوْقَـــــاتِ حَتَّـى
سَكِرْنَــا أيُّهَــا المَطَــــرُ الغَزِيـــــرُ
وَ كُنَّـــا فَـوْقَ نَشْوَتِنَــــا شُمُوعًــــا
أرَاهَــــا بَعْدَمَــا انْتَحَــــرَ الكَثِيــــرُ
لَقَـدْ أهْدَيْتُهَـــــــا مِنْ كُــلِّ قَلْبِـــــي
شَبَابًــا ضَمَّـــهُ الزَّهْــــرُ النَضِيــرُ
وَ أهْدَتْنِــــــي بِرَوْعَتِهَـــــا ظِـلاَلاً
أظُنُّ بِأَنَّهَــــــا الشَّجَـــــــرُ الوَفِيـرُ
ألاَ إنِــي سُقِيـتُ وَ مِـنْ يَدَيْــــهَــــا
بأِحْــــــــلاَمٍ يُرَدِّدُهَـــــا الغَدِيـــــرُ
كَبُرْنَــــــا بَعْدَهَــا مَـــــاذَا تَرْكْنَـــا
وَرَاءَكَ أيُّهَـــا السَّفَــــــرُ الأخِيـــرُ ؟
فَقُـلْ لِلْعَــــــاشِقِيـــــنَ إذَا تَغَنَّـــــوْا
بِأَنَّ العُمْـــــرَ فِي زَمَنِـــي قَصِيــرُ
أسِيــــرُ وَرَاءَهَـا وَ تَـــدُورُ حَوْلِي
وَ كُنَّــا قَبْلَهَــــا عَرَقًــــــا نَسِيـــــرُ
أقَبِّلُهَــــــا فَتَسْــــــأَلُنِــــي لِمَــــــاذَا
وَ تَنْسَــــــى أنَّــهُ الحُبُّ الضَّرِيـــرُ ؟
سَتَبْقَــى زَهْرَتِـــــي مِنْ كُلِّ لَـــوْنٍ
وَ لَوْ ذَبُلَتْ وَ مَا بَقِـــــيَ العَبِيـــــرُ
يَـدَاكِ وَ فِي يَـدَيَّ وَ سَوْفَ نَمْضِي
إلَى أنْ يَنْتَهِــــــي هَـذَا المَصِيــــرُ


.


.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق