.

.

.

.

29‏/1‏/2016

ابن الفارض / قــلــبــي يُــحَـدّثـنـي بـــأَنّــكَ مُــتْـلِـفِـي

من عيون الشعر العربي
2
ابن الفارض
.
.
قــلــبــي يُــحَـدّثـنـي بـــأَنّــكَ مُــتْـلِـفِـي
روحـــي فِـــداكَ عــرَفْـتَ أمَ لـــم تَـعْـرِفِ
.
لــم أَقْــضِ حَــقّ هَــواكَ إن كُـنتُ الـذي
لـم أقـضِ فـيِه أسـىً ومِـثليَ مَـنْ يَفي
.
مــا لــي سِــوَى روحــي وبـاذِلُ نـفسِهِ
فــي حُــبّ مَــن يَـهْواهُ لـيسَ بِـمُسرِف
.
فـلَـئِـنْ رَضِــيـتَ بــهـا فــقـد أسـعَـفْتَني
يـــا خَـيـبَـة الـمَـسْعَى إذا لــم تُـسْـعِفِ
.
يـــا مـانِـعـي طــيـبَ الـمَـنـامِ ومـانِـحـي
ثـــوبَ الـسّـقـامِ بِـــهِ ووَجْــدِي الـمُـتْلِفِ
.
عَـطـفاً عـلـى رَمـقـي ومــا أبـقَيتَ لـي
مـنْ جـسميَ المُضْنى وقلبي المُدَنَفِ
.
لــم أَخــلُ مــن حَـسَدٍ عـليك فـلا تُـضِعْ
سَــهَــري بـتَـشْـنِيع الـخَـيـالِ الـمُـرجِـفِ
.
لا غَـــرْوَ إن شَــحّـتْ بـغُـمْـضِ جُـفُـونـها
عــيــنـي وسَــحّــتْ بــالـدّمـوعِ الــــذّرّفِ
.
وبـمـا جــرَى فــي مـوقـفِ الـتـوديعِ مِـنْ
ألـــمِ الـنّـوَى شـاهـدتُ هَــولَ الـمـوقفِ
.
إن لـــم يــكـن وْصـــلٌ لــدَيْـكَ فــعِـدْ بــه
أَمَــلـي وَمَــاطِـلْ إنْ وَعَـــدْتَ ولا تــفـي
.
فــلَــعَــلّ نــــــارَ جــوانــحــي بــهُـبُـوبِـهـا
أن تـــنــطَــفــي وأوَدّ أن لا تـــنــطَــفــي
.
يــــا أهــــلَ وُدّي أنــتــم أَمَــلــي ومَــــن
نَــادَاكُــمُ يــــا أَهْــــلَ وُدّي قــــد كُــفـي
.
عُـــودوا لِــمـا كُـنْـتُـم عـلـيـه مــن الـوفـا
كَــرَمــاً فــإنّــي ذَلِــــكَ الــخِــلّ الــوَفــي
.
وحـيـاتِـكُـمْ وحـيـاتِـكُـمْ قَــسَـمـاً وفــــي
عُــمــري بــغـيـرِ حـيـاتِـكُـمْ لـــم أحْــلِـف
.
لـــو أَنّ رُوحـــي فـــي يـــدي وَوَهَـبْـتُـها
لــمُـبَـشّـري بِــقُـدُومـكـمْ لــــم أُنْــصِــف
.
لا تـحـسَـبُوني فـــي الــهـوى مُـتَـصَـنّعاً
كَــلَــفـي بِــكُــمْ خُــلُــقٌ بــغـيـرِ تــكـلُّـف
.
أخــفَــيـتُ حُــبّـكُـمُ فـأخـفـانـي أســــىً
حــتـى لـعَـمـري كِــدْتُ عـنـي أخـتـفي
.
قُـــلْ لـلـعـذولِ أطــلْـتَ لــومـي طـامـعـاً
إنَّ الــمـلامَ عـــن الــهـوى مُـسـتوقِفي
.
دَعْ عـنـكَ تَـعـنيفي وذُقْ طـعـم الـهَـوَى
فــــإذا عــشِـقْـتَ فــبـعـدَ ذلــــكَ عَــنّـف
.
بَـرَحَ الـخَفاء بـحُبّ مَـنْ لَـوْ فـي الدّجى
سَــفَـرَ الـلّـثـامَ لـقُـلْـتُ يـــا بــدرُ اخـتَـفِ
.
وإن اكــتـفـى غَــيــري بــطَـيـفِ خـيـالِـهِ
فـــأنـــا الّــــــذي بــوِصــالِــهِ لا أكــتَــفـي
.
وَقْـــفَــاً عــلــيِـه مَــحَـبـتِّـي ولِـمِـحـنـتي
بــأَقَــلّ مِــــن تَــلَـفـي بـــه لا أشـتَـفـي
.
وهَـــــواهُ وهْـــــوَ ألــيّـتـي وكَــفَــى بِــــه
قَــسَــمــاً أكـــــادُ أُجِـــلّــهُ كـالـمُـصْـحَـفِ
.
لا تُــنْـكِـروا شـغَـفِـي بــمـا يــرضَـى وإن
هــــو بــالـوِصَـالِ عــلــيّ لــــم يـتـعـطّف
.
مــنــي لَـــهُ ذُلّ الـخَـضُـوعِ ومــنـهُ لـــي
عِـــــزّ الــمَــنـوعِ وقـــــوّة الـمـسـتـضْعِف
.
ألِـــفَ الــصّـدُودَ ولـــي فـــؤادٌ لـــم يـــزَلْ
مُـــــذْ كُــنــتُ غــيــرَ وِدَادِهِ لــــم يــألَــف
.
يـــا مـــا أُمَـيْـلَـحَ كُـــلَّ مـــا يــرْضَـى بِــهِ
ورُضـــابُـــهُ يـــــا مـــــا أحَـــيْــلاَهُ بـــفــي
.
لــــو أســمَـعـوا يَــعـقُـوبَ ذِكْـــرَ مَــلاحَـةٍ
فــي وجـهِهِ نَـسِيَ الـجَمالَ الـيوسُفي
.
أو لـــــــو رأهُ عــــائِـــداً أيّـــــــوبُ فــــي
سِـنَةِ الـكَرَى قـدماً مـن الـبلوى شُفــي
.
إن قُــلْــتُ عــنـدي فــيـكَ كُـــلُّ صَـبَـابَـةٍ
قــالَ الـمَـلاحةُ لـي وكُـلُّ الـحُسْنِ فـي
.
كَـمَـلَتْ مَـحـاسنُهُ فـلـو أَهــدى الـسّـنا
لــلـبَـدْرِ عــنــد تَــمـامِـهِ لــــم يُــخْـسَـف
.
وعـــلــى تَــفَــنّـنِ واصِــفــيـهِ بِـحُـسْـنِـهِ
يَـفـنـى الــزّمـانُ وفـيـه مــا لــم يُـوصـف
.
ولــقــد صَــرَفْــتُ لــحُـبّـه كُــلّـي عــلـى
يَــدِ حُـسْـنِهِ فـحـمِدْتُ حُـسْـنَ تـصرّفي
.
إنْ زارَ يـــومــاً يــــا حــشــايَ تَـقَـطَّـعِـي
كَـلَـفـاً بِـــه أو ســـارَ يـــا عــيـنُ اذرِفــي
.
مـــا لـلـنّوَى ذنْــبٌ ومَــنْ أهــوَى مَـعـي
إن غــابَ عـن إنـسانِ عـيني فـهْوَ فــي


.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق