.

.

.

.

29‏/1‏/2016

حُلُمِيْ البَعِيد....شعر : سعيد يعقوب




لَا تَخْذِلِيهِ كَفَاهُ مَنْ خَذَلُوهُ // لَا تَفْعَلِيْ مِثْلَ الذِيْ فَعَلُوهُ
قَلْبٌ لَهُ يَبْكِيْ العَدُوُّ وَقَدْ رَأَى // مَا فِيهِ يَفْعَلُ صَحْبُهُ وَذَوُوهُ
لَا تَتْرُكِيهِ يَتُوهُ فِيْ ظُلُمَاتِهِ // فَبِغَيْرِ نُورِكِ فِيْ الظَّلَامِ يَتُوهُ
مُدِّيْ لَهُ كَفَّ الحَنَانِ لَعَلَّهُ // يَشْفَى مِنَ الهَمِّ الذِيْ يَعُرُوهُ
وَاسْقِيهِ مِنْ فَيْضِ الرِّضَا فَلَطَالَمَا // أَدْنَى أَحِبَّةِ قَلْبِهِ حَرَمُوهُ
وَتَرَفَّقِيْ مَا شِئْتِ أَنْ تَتَرَفَّقِيْ // وَاشْفِيْ لِيَ الجُرْحَ الذِيْ نَكَؤُوهُ
عَيْنَاكِ نَجْمِيْ حِينَ لَيْلِيْ حَالِكٌ// وَيَدَاكِ دَرْبِيْ وَالمَدَى مَشْبُوهُ
أَمْشِيْ إِلَى حُلُمِيْ وَكَمْ تَشْكُو الخُطَا// مِنِّيْ وَيَسْخَرُ مِنْ خُطَايَ التِّيهُ
وَأَنَا حِكَايَةُ عَاشِقٍ لَمْ تَرْوِهَا // شَفَةٌ وَطَالَ حُرُوفَهَا التَّشْوِيهُ
مَاضٍ وَأَدْرِيْ كَمْ تُخَاتِلُنِيْ الرُّؤَى // وَلَكَمْ تَرَاءَتْ بِالقِنَاعِ وُجُوهُ
سَارٍ إِلَى الأُفُقِ البَعِيدِ يَشُدُّنِيْ // عَزْمٌ عَلَى وَقْعِ الخُطَا أَتْلُوهُ
مَا فَتَّ فِيْ عَضُدِيْ القَتَادُ وَلَا الَّلظَى // أَوْ صَدَّنِيْ التَّحْذِيرُ وَالتَّنْبِيهُ
نَصُّ العُلَا مَا زِلْتُ أَحْفَظُ مَتْنَهُ // وَأُجِلُّ مَنْ بِدَمِ الفِدَى كَتَبُوهُ
هَذَي طَرِيقُ الذَّاهِبِينَ لِحُلْمِهِمْ// مَا هَمَّ إِنْ نَالُوهُ أَوْ خَسِرُوهُ
وَبِعُرْفِهِمْ أَنَّ الخَسَارَةَ مَكْسَبٌ // وَبِأَنَّ مَا أَخَذُوا الذِيْ بَذَلُوهُ
لَا يَسْتَوِيْ في مَذْهَبِ الوَطَنِ الأُلَى // صَانُوا حِمَاهُ مَعَ الأُلَى خَانُوهُ
قَدَرِيْ المِضِيُّ إِلَى الأَمَامِ مُطَارَدٌ// حَثَّ الخُطَا قُدَّامَ مَنْ تَبِعُوهُ
بِيَدِيْ مَصَابِيحُ الحَقِيقَةِ زَيْتُهَا // دَمْعِيْ وَطْهُرُ دَمِيْ الذِيْ سَفَكُوهُ
يَا مَوْطِنَاً مَا ضَرَّهُ أَعْدَاؤُهُ // لَوْ لَمْ يُعِنْهُمْ أَهْلُهُ وبَنُوهُ
جُرْحِيْ بِكَفِّيْ كَيْفَ أَشْكُوهُ وَهَلْ // يُجْدِيْ فَتِيلَاً أَنَّنِيْ أَشْكُوهُ
القُدْسُ تَجْمَعُنَا عَلَى تَقْدِيسِهَا // مَنْ شَذَّ فَهْوَ الخَائِنُ المَكْرُوهُ
وَالقُدْسُ عَاصِمَةُ العَوَاصِمِ كُلِّهَا // أَهُنَاكَ لِلْقُدْسِ الشَّرِيفِ شَبِيهُ
مَاضِ إِلَى حُلَمِيْ البَعِيدِ يَزُفُّنِيْ // شَوْقِيْ إِلَى أَمَلِيْ الذِيْ أَرْجُوهُ
لَا أَشْتَكِيْ لَوْ طَالَ نَزْفُ مَوَاجِعِيْ // وَتَكَاثَرَ التَّزْييفُ وَالتَّمْوِيهُ
مَا دُمْتِ أَنْتِ مَعِيْ فَلَيْسَ يَضِيرُنِيْ // مَا حَاكَهُ مُتَخَاذِلٌ وَسَفِيهُ
وَغَدَاً تَرِفُّ عَلَى النُّجُومِ بَيَارِقِيْ // فَأُفَاخِرُ الدُّنْيَا بِهَا وَأَتِيهُ

.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق