.

.

.

.

28‏/1‏/2016

في آخرِ موتٍ لي / جميل داري




في آخرِ موتٍ لي
لم أُخرجْ رأسي أو رجليَّ 
من التابوتْ
كنتُ بنفسي مشغولاً
كنتُ أموتْ
...
وطني منفايَ
ومنفايَ الوطنُ الثاني
فهما ذئبانِ
لا يكترثانِ كثيراً
بكلابِ الحلمِ
ولا الرُّعيانِ
...
لن أكتبَ تاريخَ الحربِ
فليسَ لديَّ الأوراقُ الصفراءْ
لن أبنيَ لي وطناً 
إلا بينَ النارِ
وبينَ الماءْ
...
فوقَ فراشي كم متُّ
وفوقَ الخازوقْ
موتانِ جميلانِ
وربِّ الفاروقْ
...
في الفجرِ
تسخرُ مني الشمسُ البلهاءْ
في الليلِ
يصيرُ حديثُ الانجمِ
محضَ هراءْ
...
هاجرْ يا بنَ بلادي
هاجرْ
فالوطنُ الآنَ
زنيمٌ أو فاجرْ
... 
أو إنْ شئتَ فظلَّ مقيما
كلْ من قلبِكَ
واشربْ غسَّاقاً وحميما



.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق