.

.

.

.

12‏/10‏/2015

اين النعامة




سِيّانَ عندي ويحهـــمْ و ســـواءُ
إنْ أحسنوا أمْ غيّروا فأســـاؤوا
إني و عرشي في القلوب مكانـُه 
ما زالَ ..مهما حــاول الاعــداءُ 
وأنــــا الذي عَقدَ البيانُ لسيفــــه
و أقـــــــامَ تحت لوائه الشعـراءُ
و لقد وعيتُ و بعضُ حاشيتي الندى
و سقوفُ بيتي رفعـــــة و عـلاءُ
و علمتُ ويــْــكَ بأنني مِنْ معشــــــرٍ 
مُلِـئَتْ به و بذكره الأرجــــــــــاءُ
جـَــدّي معاويةٌ وعمي هاشــــــمٌ
و أبي الرشيدُ وجَـــدّتي الزبـــّــاءُ
نحنُ الزمانُ وغيْرُنا اذنــــــــابـُه
ففعالــُــهــــــم لفعالـِـنا أصــــــداءُ
أيكونُ مثلَ مُطــــــاولٍ متطاولٌ
 وتكونُ مثلَ الســـادةِ الغوغـــــاءُ 
إنْ نحنُ شئنا شاءَ مَنْ هو دونـنا
إنْ شاء رأسٌ شـاءتِ الأعضـــاءُ
أين النعامة و المشهّرُ و الصّفــــا
و العسْجديُّ و ناتلٌ و عصــــــاءُ
أين النعامة والوجــــيهُ و داحسٌ
والجـَــونُ و الهُذلولُ و الغـَـبْراءُ
أين النعــامة و الصَّيُودُ ولاحــقٌ 
و الطّلُّ و السِّنديُّ و البلقــــــــاءُ
عـربٌ و تعرفُ خيلَنا اعناقُهـــــم
مــــا في الكماة لضربنا اكْـــــفاء
و لقد شفَـتْـكَ مِنَ الكروبِ مـليـكةٌ
ياسيـّــةٌ قيسيـــّـةٌ حسنــــــــــــــاءُ
مِنْ بعدِ عهدٍ قدْ ظننتَ بأنّــــــــه
ورثَ التليدَ أعابدٌ و إمــــــــــــــاءُ
لِحذامِ يُحدى المجدُ ليسَ لغيرهـا
لحذامِ ليس لغـــــــــيرها الخُيـَـــلاءُ
تلك التي لَبِسَ النهــــارُ نهارَهــا
فبِها تنـــــــــارُ مجاهلٌ و تُضــــاءُ
ما كان أجملَ والحضارةُ بيتُهــــا
أنْ كان لونَ بساطها الصحـــــــراءُ
تاجٌ و أجنادٌ و صرحٌ سامـــــــقٌ
و حمائمٌ و أيائلٌ و ظِبــــــــــــــــاءُ
و أحِبّها.. و تحبني .. لكنّهــــــا
في الحبّ ويحَكَ صعبةٌ عصمــــاءُ
هل قبلَ غيمِكِ في التمنّعِ صحـوةٌ
أوْ بعدَ صيفِكِ في الجفاء شتــــــاءُ
إنْ كان كأســـاً ما كفاكِ مِنَ الهوى
فأقلُّ شربي في الهوى الدّأمــــــاءُ
كـــــــلٌّ قتيلٌ لو رآكِ لمـــــــــرّةٍ
ويـــــــداكِ ممنْ قدْ قتلتِ بـــــــراءُ
ما بالصوارم ما فعلتِ وربمــــــــا
تُؤذي و تقتلُ فتنةٌ و بهـــــــــــــــاءُ
مَنْ جَــدُّها أمْ منْ أبـــوها دُلّــني
أمْ مَنْ إذا شاءتْ عليهِ يَشــــــــاءُ
لا تُفْتِني لا تُفْتِ في شرف السّرى
شيخاً أقــــــــلُّ علومِه الإفتـــــاءُ 
إني سألتُك و الجــــوابُ بضاعتي
ما زادَ نهراً لو علمتَ إنــــــــاءُ
ما كلُّ حَيٍّ في البلاد قضاعـــــةٌ
أوْ كلُّ غارٍ في الجبال حـِـــــراءُ
دَعْ ما سمعتَ فإنــــه مُتَكَلـَّــــــفٌ
فهناك قد لا تصْــــدُقُ الأنبـــــاءُ
إني هنا إني أصَــــــــدِّقُ ما أرى
رجُلاً أذلُّ ركابــِــــــه العنقـــــاءُ
ذا مَنعةٍ مِنْ سبط قحطانٍ لـــــــــــه
في كل جُلّى رايةٌ و لـــــــــــواءُ
شورى و أشناقٌ وذاتُ أعنـّـــــةٍ 
و سِدانة و رِفـــــادةٌ و سقــــــاءُ
دانتْ له الدنيا ودانَ ملوكُهــــــا
و مشت إليه بـِـذلـِّـهــــا الأمـراء
جارُ الغمامةِ و الغمامة جـــارُه
هل في الغمامة للغمامة مــــــــاءُ
ذو النخلتين ندى يديه قرينــُـــه
و قرينُ ما بِيــــَـــــدِ الطبيب شفاء
ومع الندى شيءٌ يزيد بنفعـــــه
قلبٌ ووجهٌ مشرقٌ و سنـــــــــاءُ
يصطاد بالبذل القلوبَ و إنّمــــا
صيدُ القلوب بشاشةٌ و عطــــــاءُ
ما خطبُها تركتْ لمجدكَ بيتَهــــــا
بين النجوم لعمــرك الجــــــوزاءُ
ما كنتُ أعلمُ أنّ مثلَكَ سيـــــّــــــداً
تسعى إليه بنفسها العليــــــــــــاءُ 
فِكْرٌ كنصلِ السيفِ فارقَ غمدَه
ما للبواتر في الغمود مضـــاءُ
و الضرب بالاسياف فيه جراحةٌ 
لكنّ ضربك في الجـــروح دواء
ليس الصنائعُ بالدراهم وحدهــــــــا
إن الصنائعَ حكمةٌ و دهـــــــــــاءُ
و العبقرية ما رأيتُ و ما أرى
و العبقريُّ الــزارعُ البنـــَّــــــاءُ 
قلْ للذين على الرفوف سيوفُهم
ما حاز مجداً ســاخط بــكــَّـــاءُ
ليس الذي في كفِّه صَمْصامُه
مثل الذي في كفه الحِنــَّـــــــــاءُ
لا يخدعنـَّـكَ مَنْ يُغيّرُ جــلـدَه
فالزأرُ زأرٌ و المُـــواء مُــــواءُ


.
.
       محمد البياسي 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق